ودعوا معاناة القصدير والشاليهات وانتقلوا إلى حي مهيأ ونظيف
سكان حي الشعايبية بحاجة إلى مركز أمن ومرافق
- 2295
استطلاع-زهية-ش
عبر المرحلون لحي 3216 مسكن بالشعايبية بأولاد شبل عن ارتياحهم للظروف التي يعيشونها منذ انتقالهم إلى سكنات لائقة عشية رمضان، حيث ودعوا نهائيا المعاناة داخل الشاليهات والبيوت القصديرية التي تنعدم فيها أدنى شروط الحياة، عكس الحي الجديد الذي حظي ولأول مرة بهياكل هامة مثل المؤسسات التربوية، ومساحات اللعب والراحة وبعض المرافق الخدماتية، في انتظار إنجاز مرافق أخرى على غرار عيادة متعددة الخدمات، سوق، مسجد وقاعة علاج، كما تنتظر العديد من العائلات ربط منازلها بمادة الغاز الطبيعي وتدعيم النقل.
الزائر لحي الشعايبية بعد شهر من استلام المرحلين لسكناتهم الجديدة يلاحظ الحركة التي تميزه رغم أننا في شهر رمضان الذي عادة ما تعرف شوارع العاصمة خلاله هدوءا وسكينة في الفترة الصباحية، وذلك بسبب الانتشار الواسع للتجار المتنقلين الذين يعرضون سلعهم المختلفة في كل أنحاء الحي، فلا يجد السكان أي صعوبة في اقتناء لوازم البيت الجديد من أثاث متنوع وأفرشة وأوان منزلية وغيرها، حيث وجد تجار هذا النوع من السلع الفرصة لتعويض المحلات التي لم تشرع بعد في العمل، وكذا غياب سوق جوارية تسمح ببيع مختلف الحاجيات اليومية بطريقة منظمة، خاصة أن الباعة استغلوا مساحات هامة بالقرب من الطرق الفرعية والرئيسية لعرض سلعهم، كما نصب بعض الباعة لوازم إعداد شربة رمضان، طاولات بيع السبانخ والمعدنوس وكذا الخضر والفواكه لتخفيف عناء التنقل إلى الأحياء أو البلديات المجاورة، خاصة أن النقل غير متوفر بشكل كاف في الفترة الحالية.
ارتياح رغم بعض النقائص
وعلى خلاف المرحلين إلى أحياء جديدة في السنوات الماضية فإن سكان الشعايبية؛ أبدوا ارتياحهم للوضع الذي يعيشونه رغم بعض النقائص، حيث صرحت إحدى ربات البيوت التي كانت تقطن بشاليهات حي خلوفي1 لـ”المساء” أنها تعيش في ظروف جيدة ومريحة الآن، رغم أنها كانت ترفض الإقامة في الطابق الأرضي بالعمارة المقابلة للثانوية التي تجري بها الأشغال، مضيفة أن الشيء الوحيد الذي ينقصها هو الغاز الطبيعي الذي لم يتم بعد توصيله، بينما يتوفر الماء والكهرباء، كما أنها لا تواجه مشكل النقل لأنها تعتمد على سيارتها الخاصة، وهذا في الوقت الذي تم تزويد الحي بحافلات تابعة لمؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري”إيتوزا” التي تضمن النقل من الشعايبية إلى غاية ساحة الشهداء وخط بين بلدية عين البنيان والشعايبية مرورا ببلدية بابا حسن، وخط آخر يربط بين الحراش والشعايبية، الأمر الذي استحسنه السكان كونه يسهّل تنقلهم، حيث أكد بعضهم على أن وجود خط رابط بين الحي والمحطة البرية لبئر توتة بفضل حافلات للخواص ساعدهم كثيرا، كما لا تبعد محطة السكك الحديدية سوى بـ100 متر عن الحي، الأمر الذي جعل تنقلهم إلى قلب العاصمة في ظرف جد قصير، خاصة بالنسبة للموظفين والعمال، كما أن توفر حافلات النقل الحضري وشبه الحضري ”إيتوزا” باستمرار سهّل تنقل المرحلين إلى مختلف الجهات، خاصة خلال أيام الشهر الفضيل الذي تكثر فيه الخرجات الليلية والسهرات، فضلا عن استقبال السكان الجدد لضيوف في إطار الزيارات العائلية وتبادل التهاني منذ ترحيلهم إلى المنطقة.
وقد استغل أصحاب حافلات النقل الخاص هذه الفرصة من خلال بعض الخطوط منها الخط الرابط بين الحي الجديد وبئر توتة، في انتظار تدعيم الحي بخطوط إضافية، لتجنب المشاكل التي حدثت في السابق بسبب إنجاز أحياء معزولة ولا تتوفر فيها أي مرافق وهياكل، وهو ما تم استدراكه هذه المرة، حيث تم إنجاز مؤسسات تربوية تفتح أبوابها مع الدخول المقبل منها ثلاث ابتدائيات، متوسطة وثانوية يجري إنجازها لاستقبال التلاميذ المرحلين، منهم أحد المرحلين الذي ذكر لنا أنه سيلتحق هذا العام بالمتوسطة القريبة من مسكنه، عكس سنوات التعب والمشقة التي قضاها وهو يدرس بمتوسطة محمد مزوار بمعالمة التي كان يلتحق بها بعد مشقة كبيرة، بسبب بعدها وغياب النقل المدرسي بالمنطقة التي كان يقطنها وعائلته التي قضت سنوات وهي تعيش داخل خزان مائي تابع لمؤسسة ”سيال” رفقة ثلاث عائلات أخرى، قبل أن ترحل إلى سكنات لائقة بحي الشعايبية، ولم يخف طفل آخر فرحته وهو يرافق وفد لجنة التربية بالمجلس الشعبي لولاية الجزائر الذي زار المؤسسات التربوية نهاية الأسبوع الفارط لمعاينة مدى جاهزيتها لاستقبال التلاميذ، حيث أوضح لـ”المساء” أنه يسكن بجوار المدرسة التي سيلتحق بها في الدخول المقبل، بينما كان يقطع مسافة بعيدة للذهاب إلى المدرسة، كما يستمتع الآن بشساعة المنزل الذي استفادت منه العائلة التي سمحت له بالانفراد في قاعة الضيوف كونه الذكر الوحيد بين أخواته اللواتي عادت إليهن إحدى الغرف.
ملعب جواري لإقامة التراويح
وما يشد الانتباه عند زيارة حي الشعايبية هو تلك اللوحات المكتوبة والمنصبة بقطع أرضية شاغرة، ستخصص لإنجاز عدة مشاريع ومرافق ذات طابع اجتماعي، ورياضي منها عيادة متعددة الخدمات، سوق جوارية، قاعة علاج ومنشآت عمومية أخرى مبرمجة، حيث لم تغفل السلطات المعنية هذا الجانب، بعدما هيأت مساحات للراحة لكبار السن الذين كان بعضهم جالسا على الكراسي التي وضعت وسط مختلف الأزهار والأشجار التي أعطت مظهرا مميزا للحي الذي مازال يفتقد لمسجد يصلي فيه السكان الذين فضلوا استغلال ملعب جواري لإقامة صلاة التراويح، مثلما لاحظنا في عين المكان، حيث فرشت مساحة اللعب بمختلف الزرابي إلى غاية انتهاء شهر رمضان، الذي كان فعلا شهر رحمة على هؤلاء الذين انتقلوا للعيش في حي مهيأ ونظيف، حيث نجحت مؤسسة ”اكسترانت” في تحقيق محيط نظيف بحي الشعايبية عكس العديد من أحياء العاصمة التي تشوهها أكوام النفايات المنزلية هذه الأيام، إذ لم ينجح عمال النظافة في جمع الكم الهائل من القمامة التي ترمى في أوقات غير منتظمة بالعديد من البلديات التي غزاها البعوض بسبب قلة النظافة، بينما تصوم العائلات المرحلة ولأول مرة في جوّ من الراحة والاستقرار بشقق لائقة، بعيدا عن المتاعب والأخطار التي كانت تواجهها، فعلى العكس مما أشيع بخصوص تغريم من ينصب الهوائيات المقعرة على الشرفات، لما تسببه ذلك من تشويه للمنظر العام للحي واعتماد هوائي جماعي، فإن العائلات فضلت الهوائيات الفردية التي وضعت إلى جانب مختلف ألوان الستائر التي غطت الشرفات، فكانت ألوان بعضها جذابة والبعض الآخر قديمة ومنفرة، رغم أن العمارات بنيت بشكل جميل وراق، بالإضافة إلى تهيئة كل الطرقات بالحي الذي وبمجرد الخروج منه ببضعة أمتار نجد بعض الطرقات المهترئة في انتظار تعميم التهيئة عبر كل الأحياء والشوارع الخارجة عن المنطقة.
السكان يطلبون مركزا للأمن
في حديثنا لبعض الشباب عبروا عن ارتياحهم لموقع السكنات الجديدة الذي يتمنى كل من يزوره أن يبقى على حاله ويحافظ على جماله من استفادوا منه، الذين قضوا سنوات في بيوت قصديرية وأحياء تفتقد لأدنى الشروط، بينما يستعجل البعض الآخر إقامة مركز للشرطة والحماية المدنية، خاصة أن الأرضية المخصصة للمشروعين متوفرة، ورغم توفر الأمن في الوقت الحالي إلا أنهم بحاجة إلى مركز للأمن، خاصة أن المرحلين قدموا من مناطق مختلفة من العاصمة كـالحراش، باب الوادي، بوروبة وبولوغين، كما أنه عادة ما تحدث مناوشات بين سكان الأحياء الجديدة على غرار عين المالحة والسبالة التي شهدت العديد من سوء التفاهم بين الشباب الذي عادة ما يتطور إلى عراك وتعد على الممتلكات الخاصة وتحطيمها مثل السيارات.
وفي هذا الصدد، ذكرت الوالية المنتدبة للدائرة الإدارية لبئر توتة أن الأمن متوفر من خلال فرقة الدرك الوطني الذي استفاد من 48 سكنا تم توزيعها قبل دخول العائلات لسكناتهم، كما أكدت أن الحي سيستفيد من عدة مرافق ودعت السكان إلى المحافظة على الحي الذي سيستفيد كل سكانه من الغاز الطبيعي مثلما أكده مدير الطاقة والمناجم بولاية الجزائر، السيد جمال بن حورية لـ”المساء” مشيرا إلى أن 900 مسكن بالشعايبية استفادت من الغاز الطبيعي وأن باقي العائلات ستستفيد تدريجيا من هذه المادة الحيوية، داعيا الذين لم يتم بعد ربط سكناتهم بشبكة الغاز إلى التقرب من شركة سونلغاز لتقديم طلب الحصول على الغاز، من خلال الفرقة المتواجدة بعين المكان، مضيفا أن العدادات موجودة بالعدد الكافي وعمال سونلغاز يعملون بصفة يومية بالحي.