السفير العرباوي يبرز رؤية بلادنا في حل النزاعات ويؤكد:
الحلول الدائمة تقوم على الحوار والمصالحة
- 618
أكد نذير العرباوي، سفير الجزائر بمصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، على ضرورة دعم مسار الحوار الوطني في ليبيا تحت رعاية الأمم المتحدة، مشيرا إلى احتضان الجزائر للعديد من جولاته بين قادة الأحزاب السياسية الليبية، فضلا عن مبادرتها لإنشاء آلية دول الجوار الليبي.
في هذا الصدد، جدد السفير خلال الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي الرابع تمسك الجزائر بالحل السياسي والحوار الشامل والمصالحة الوطنية بين جميع الأطراف الليبية، باستثناء الجماعات الإرهابية المصنفة من قبل الأمم المتحدة.
العرباوي أبرز الرؤية الجزائرية في حل الأزمات والنزاعات ومواجهة التحديات الراهنة خاصة ما تشهده المنطقة العربية، مؤكدا على الأهمية الكبيرة التي توليها الجزائر لتكثيف الحوار وتعزيز التعاون والشراكة بين المجموعتين العربية والأوروبية في مختلف المجالات، مع حرص بلادنا على إعطاء التعاون والشراكة بين المجموعتين «قدرا متزايدا من المحتوى الملموس ليشمل الجوانب الاقتصادية والتنموية».
السيد العرباوي شدد على أن هذه التحديات يجب مواجهتها «من منطلق المسؤولية المشتركة»، كما تطرق إلى الأوضاع الراهنة والتطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة
جراء تصاعد أعمال العنف والصراعات المسلحة، في حين أشار إلى أن دولا عربية شقيقة تواجه مخاطر متعددة ومعقدة، تتعرض إلى أزمات متصاعدة وتدخلات خارجية وانتشار الجماعات الإرهابية ما جعلها مهددة في كياناتها وأوطانها.
في هذا الصدد، أبرز الدبلوماسي الجزائري أن الجزائر ما انفكت بالحكمة الرشيدة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ومنذ بداية الأزمات تحذر من عواقب المقاربات العسكرية الخطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي.
المصدر أضاف أن الجزائر تناشد دوما جميع الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية إلى تفضيل الحوار الشامل
والمصالحة الوطنية، بعيدا عن أي تدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول الشقيقة من أجل الوصول إلى الحلول السياسية السلمية التوافقية».
كما تطرق السيد العرباوي إلى ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود بجميع أشكاله، مؤكدا على ضرورة تجريم مصادر تمويله بما في ذلك دفع الفدية. وفي هذا الإطار أكد أن الجزائر التي اكتوت بنار الإرهاب لعشرية كاملة وبمفردها طالما حذرت من مخاطر هذه الظاهرة الإجرامية وانتهجت بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، إستراتيجية شاملة بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية للقضاء على هذه الآفة العابرة للاوطان ومحاربة التطرف.
السفير الجزائر أوضح أن المقاربة الجزائرية «لم تقتصر على البعد الأمني فقط بل تعدته لتبني إستراتيجية أوسع تراعي الجوانب الفكرية والدينية وتأخذ أيضا في الاعتبار الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية المتداخلة، فضلا عن تكريس قيم العدالة الاجتماعية في كنف الحوار والمصالحة الوطنية». كما أكد أن الجزائر ركزت في مواجهتها لآفة الإرهاب
واستئصالها وفق مقاربة جماعية شاملة ومنسجمة مع الشرعية الدولية.
مندوب الجزائر لدى الجامعة العربية شدد في كلمته على أن القضية الفلسطينية تأتي على رأس التحديات الراهنة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته الممنهجة
والمتكررة ضد الشعب الفلسطيني وانتهاكاته للمقدسات الدينية والاستمرار في سياسة الاستيطان وتنكره للعملية السلمية والمواثيق الدولية.
في هذا الصدد، دعا المتجمع الدولي وخاصة مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته التاريخية والقانونية وإرغام الاحتلال الإسرائيلي على الانصياع للشرعية الدولية وإنهاء احتلاله للأراضي الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ومن التحديات الراهنة، حسب السيد العرباوي، مسألة الهجرة وبعدها الإنساني في التعاون بين المجموعتين العربية والأوروبية. وفي هذا الصدد أكد أنه «يتعين في إطار الحوار الاستراتيجي مع الجانب الأوروبي التعامل مع هذه الإشكالية ومعالجتها من منطلق المسؤولية المشتركة وفق منظور توافقي شامل، بعيدا عن المقاربات الأمنية أحادية الجانب والسياسات التقييدية التي تحد من حرية تنقل الأشخاص». وأضاف أنه «يتعين ضمان صيانة وحماية حقوق المهاجرين وكرامتهم خاصة في ظل تصاعد ظاهرتي كره الآخر والتمييز العنصري.