لتجسيد مختلف المشاريع المسطرة
العاصمة في سباق مع الزمن
- 1876
حقّقت العاصمة العديد من النجاحات بإنجاز مختلف المشاريع والمرافق العمومية، حيث سابقت ولاية الجزائر الزمن بإشراف الوالي عبد القادر زوخ، الذي تحكّم في عملية توزيع السكنات الاجتماعية والقضاء على بيوت الصفيح، ونال وسام الاستحقاق بعدما أعلن عن «عاصمة» بدون قصدير في سنة 2016. كما تمت إزالة العديد من النقاط السوداء، منها تطهير وادي الحراش وفتح مساحات خضراء بمختلف البلديات.
مشاريع سكنية، مساحات خضراء وهياكل عمومية استفادت منها العاصمة، حيث جُسدت العديد من المشاريع بإشراف زوخ، على أمل أن تكون السنة المقبلة فاتحة خير على «العاصميين» من خلال استكمال المشاريع السكنية وفتح مرافق أخرى.
أزيد من 46 ألف عائلة تمّ ترحيلها
عرفت العاصمة منذ جوان 2014 أضخم عملية ترحيل بإشراف الوالي زوخ، الذي نال وسام الاستحقاق بعد تحكّمه في عملية القضاء على بيوت الصفيح، حيث أكّدت الإحصائيات الأخيرة إعادة إسكان أزيد من 46 ألف عائلة منذ بداية العمليات التي بلغت 21 عملية، أغلبها من قاطني الأحياء القصديرية الكبرى على غرار حي الرملي.وتجري التحضيرات على قدم وساق من أجل الانطلاق في العملية 22 لإعادة الإسكان، حيث ستقضي هذه العملية نهائيا على بقايا الأحياء القصديرية بالولاية، كما ستتكفل الولاية بالعائلات التي تسكن في سكنات ضيقة.
للإشارة، بلغ عدد الطعون المقدمة من طرف الذين رُفضت ملفاتهم لإعادة الإسكان منذ سنة 2014، ما يعادل 11 ألف طعن، قُبل منها 750 طعنا.
«الصابلات» جوهرة إفريقيا بامتياز
بات الشريط الساحلي «الصابلات» الذي يمتد على أكثر من 4 كيلومترات ابتداء من المحمدية شرقا، من بين أجمل المنتزهات في إفريقيا، بعدما كان في السنوات الماضية عبارة عن شاطئ صخري وملجأ للمنحرفين أو مكان للصيادين.
وأصبح المنتزه قبلة العائلات «العاصمية» وحتى من الولايات المجاورة؛ من بومرداس والبليدة، فالمنتزه يعرف تزايدا يوميا من حيث إقبال الوافدين عليه، حيث نافس منتزه سيدي فرج والكتاني بباب الوادي، وبات مكانا لنصب موائد العشاء خارج المنازل وسط مساحة خضراء. ويضمّ هذا المنتزه ملاعب مهيأة بالعشب الصناعي، على غرار ملاعب لكرة اليد وكرة القدم والسلة. ومما زاد متعة في شاطئ «الصابلات»، الشريط الخاص بالعوم الذي عرف استقطابا للجزائريين من مختلف الولايات، لاسيما في ظلّ توفير وحدات أمنية متنقلة ووحدة للحماية المدنية.
من وادٍ ملوّث إلى تحفة سياحية بالحراش
تحوّل وادي الحراش الذي كان في سنوات قريبة أكبر مصبّ للمياه القذرة والنفايات التي يقذفها في البحر المتوسط، إلى أجمل واد في العاصمة بعد أن شهد عمليات تصفية وتهيئة.
وقامت ولاية الجزائر باستغلال المساحات المجاورة، وحوّلتها إلى مساحات خضراء بعد ترحيل الأكواخ القصديرية التي كانت تعيش في قلبها. وتمّ تحويل المياه القذرة التي كانت تصب فيه إلى محطات التصفية. وأصبحت مياه وادي الحراش صافية وصالحة للسقي والزراعة. وبات بإمكان العائلات العاصمية استغلال هذه المساحات الخضراء والملاعب كمتنفس لها.
حي الينابيع من القصدير إلى الاخضرار
زائر حي الينابيع بأعالي بلدية القبة الذي كان يضمّ عددا معتبرا من بيوت الصفيح، يلاحظ التغيير الواضح بعد إزالة الأكواخ القصديرية التي كانت تشوّه المظهر الجمالي للحي، فتَحوّل المكان إلى منطقة خضراء بشلالات رائعة، اتّخذها سكان أحياء القبة والعناصر متنفسا لهم، خاصة في المساء وأيام العطل أو نهاية الأسبوع، وحتى العائلات المارة بالمكان تتوقّف أمام المنظر الجميل الذي أصبحت عليه المنطقة لاكتشاف الشلالات الطبيعية التي ظهرت بعد تهيئة الحديقة، هذه الشلالات التي يزعم أنّها تصبّ في وادي الحراش، الذي تحوّل من أكبر واد للمياه القذرة إلى واد عذب المياه غاية في الجمال.
مشاريع أُنجزت وأخرى قيد الإنجاز
من بين المشاريع المنجزة استفادت العاصمة من مشروع التليفيريك الرابط بين منطقة تريولي وبوزريعة، حيث اختصر المشروع المسافات الطويلة، واختزل الازدحام الذي يشهده الطريق الرابط بين بوزريعة وباب الوادي وبينام ومنطقة سيدي يوسف ببلدية بني مسوس.كما استلمت بلدية أولاد فايت أضخم مشروع ثقافي، يتمثل في «أوبرا الجزائر»، التي تصنَّف ضمن أضخم الأوبرات في إفريقيا. وعن قريب سيتم تدشين ثالث أكبر مسجد في العالم، وهو مسجد «الجزائر الأعظم»، الذي سيكون صرحا دينيا كبيرا.وتعمل الولاية على إعادة ترميم البنايات القديمة، حيث يتم الشروع حاليا في إصلاح 350 مصعدا في العمارات القديمة، مع إعطاء الأولوية للبنايات التي يقطن فيها ذوو الاحتياجات الخاصة والمسنون، علما أنه تم إحصاء 780 مصعدا معطلة بعمارات العاصمة.
مخطط وقائي لتفادي مخلفات الكوارث
شرعت الولاية في إعداد مخطّط وقائي بالعاصمة للكشف عن النقاط السوداء وأخذ الاحتياطات لتفادي الحوادث والكوارث، على غرار الانهيار الأخير للتربة على مستوى الطريق الرابط بين بن عكنون وزرالدة الذي خلّف 14 جريحا.
هذا المخطط الذي يوجد في طور الإنجاز، يأتي تعزيزا للمخطط الاستراتيجي للعاصمة (2012-2035)، لكشف ورصد كلّ النقاط السوداء الموجودة بالولاية؛ تحسّبا لاتّخاذ الاحتياطات والإجراءات الوقائية لتفادي الحوادث المفاجئة.
ويبقى الهدف من هذا المخطط رد الوجه اللائق للعاصمة عن طريق التكفّل بالواجهة البحرية، والقضاء على البناء القصديري وإعادة تهيئة المباني القديمة. وتتمثّل أولوياته في القضاء على البنايات الهشة، الأقبية، الأسطح والشاليهات وتجسيد كافة المشاريع المتعلقة بتهيئة الواجهة البحرية، وتنقية وادي الحراش وواد أوشايح ورد الاعتبار للفضاءات الغابية.
أشغال كبرى لإصلاح قنوات صرف المياه
سبق لوالي العاصمة أن صرح أنّ الأوعية العقارية قد تسمح للمستثمرين بالقيام بمشاريع تتماشى واحتياجات المواطنين، على غرار العيادات متعدّدة الخدمات أو غيرها من المرافق التي يحتاجها المواطنون، مذكّرا في نفس الوقت، بأنّ الدولة تمنع منعا باتا المساس بالأراضي الفلاحية والغابات.
ولفت إلى أنّ لتفادي الحوادث ولا سيما تلك المرتبطة بقنوات صرف المياه المستعملة المتواجدة تحت الطرقات، تتم حاليا مشاريع وأشغال كبرى لإصلاح قنوات صرف المياه المستعملة، والتي وصلت نسبها إلى 85 بالمائة، حيث تمّ تحويل مسارها نحو محطات تصفية المياه المستعملة باسطاوالي وبني مسوس والرغاية بعدما كانت تُفرغ في البحر.
وقال الوالي إنّه بعد تصفية المياه المستعملة بمحطات التصفية باسطاوالي وبني مسوس والرغاية، يتم إعادة استعمالها في عمليات سقي المساحات الخضراء، فيما ذكّر بأن القانون يفرض على أرباب المصانع أن ينجزوا محطات لتصفية المياه على مستوى مصانعهم قبل رميها في قنوات الصرف.
النقل تحت المجهر
ولاية الجزائر هي حاليا ورشة مفتوحة لإنجاز طرقات مزدوجة لضمان السيولة المرورية، حيث تبذل الولاية جهودا كبيرة للقضاء على الاختناق المروري، إذ تمنح دعمها لجميع البلديات من خلال التجهيزات والموارد البشرية لإعادة تهيئة الطرقات بغرض ضمان سيولة مرورية. وأعلن زوخ في نفس الإطار، عن إنشاء شركة مختلطة جزائرية - إسبانية تتكفّل بضبط السيولة المرورية بالولاية، مضيفا أنّ هذه الشركة شرعت في عملها، وهي تدرس حاليا كيفية تحسين الحركة المرورية.
كما تعمل الولاية على توسعة المحاور المرورية المرتبطة بالعاصمة وازدواجية الطرق داخلها.