قايد صالح أشرف عليه من الناحية الثانية:
تمرين «حقيقي» بالصواريخ سطح - سطح
- 1105
أكّد الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أنّ امتلاك ناصية تطويع عوامل تطوير القدرات القتالية والعملياتية لقوام المعركة لدينا وترقية كافة مكوّنات قواتنا المسلحة، هي الغاية الأساسية التي تنشدها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، وتعمل على تجسيدها ميدانيا وفعليا من خلال كل هذه الجهود الحثيثة والمتواصلة المبذولة بدون هوادة طيلة هذه السنوات الأخيرة، بمثابرة شديدة وإصرار أشد، داعيا إلى توخي "اليقظة الشديدة" من أجل إفشال "غدر الغادرين وإجهاض نهجهم" في المساس بسلامة الوطن، مؤكّدا أنّ الجيش الوطني الشعبي "سيبقى دوما متمسّكا بقوّة، ومتعلقا بشدّة بمقومات شعبه وقيمه الروحية والوطنية، ويعتبرها طريقه المسلكي السديد الذي يستقي منه عماد قوّته، ويهتدي به إلى ما يحقّق له موجبات نجاحه وأسباب تطوّره المطّرد، وهو أيضا وبدون شك، المصدر الذي منه يستمد صلابة العزيمة وثبات الإرادة على حماية الجزائر".
وأضاف الفريق أنّ سعي المؤسسة العسكرية لتبنّي مرتكزات الاحترافية على العنصر البشري، الذي يتعين أن يتكيف بصفة كاملة مع معطيات ومتطلبات العمل المحترف، الذي يستوجب بدوره حتمية اكتساب الذهنية السوية القادرة على التكيف مع طبيعة المهام الموكلة ومع مختلف الأحوال والظروف المحيطة، ومع مستلزمات جودة المردودية الفردية والجماعية.
جهود البحرية.. عمل وطني خالص
الفريق قايد صالح أشاد كذلك - خلال اليوم الثالث والأخير من زيارته للناحية العسكرية الثانية بوهران - بما تسهم به القوات البحرية "بكلّ اعتزاز"، في إنقاذ شريحة كبيرة من الشباب، من مخالب عواقب الهجرة غير الشرعية، وهذا منذ سنة 2005 إلى غاية اليوم، مشيرا إلى عودة أكثر من عشرة آلاف شاب مغامر من مختلف الأعمار إناثا وذكورا، من بينهم 318 أجنبيا، إلى دفء الأسرة وحضن المجتمع. وقال: "إنّ هذا الجهد بقدر ما يمثّل عملا إنسانيا بحتا فهو عمل وطني خالص ذو أبعاد كثيرة، تكمن أساسا في تخليص هؤلاء الشباب الأبرياء من الموت المحتوم ومن قبضة تجار البشر السماسرة، ومن ثمة إعادة إدماجهم ضمن النسيج الاجتماعي الوطني".
وأضاف خلال لقائه بإطارات وأفراد الواجهة البحرية الغربية، حيث كان مرفقا باللواء سعيد باي قائد الناحية واللواء محمد العربي حولي قائد القوات البحرية، أنّ قواتنا البحرية تمتلك ناصية التكنولوجيات المتطوّرة، بل والمعقّدة، وأضحت مثلا يقتدى به في مجال العمل المهني المحترف الجاد والمسؤول، كفل لها التحكّم الكامل والاستغلال الأمثل والعقلاني للسلاح البحري الاستراتيجي الذي تزداد أهميته الردعية مع مرور السنين والأعوام، من خلال التنفيذ الناجح لمختلف التمارين البحرية بالرمايات الحقيقية.
وأشرف رئيس الأركان بمضلع الرمي للقوات البحرية بالواجهة البحرية، على تنفيذ تمرين رمي بالصواريخ سطح - سطح من قبل طاقم السفينة الغراب "الزاجر" (السفينة الثالثة من نوعها التي تم استلامها، والتي تعززت بها قواتنا البحرية في شهر أوت 2016، في إطار برنامج تحديث وتطوير وعصرنة أسطولها البحري)، الذي يندرج في إطار الاستلام النهائي للسفينة بعد التأكّد من مدى فعاليتها العملياتية. وقد تم تنفيذ الرمي بنجاح، وتدمير الهدف البحري بدقة عالية، وهو ما يُعدّ نجاحا آخر، وثمرة من ثمار التحضير القتالي الجيد للأطقم والتحكّم في الأسلحة والمعدات، ما يؤكّد التطور والجاهزية العملياتية التي بلغتها وحدات القوات البحرية الجزائرية خلال السنوات الأخيرة.
كما قام الفريق قايد صالح بمقر قيادة القاعدة البحرية الرئيسة مرسى الكبير، بتفقّد وتفتيش مختلف مشاريع تطوير وعصرنة هذه القاعدة البحرية الإستراتيجية وتدشين عدة مرافق بها.
تأمين الحاضر هاجس الجميع
وضمن الزيارة التي قادت نائب وزير الدفاع الوطني للناحية العسكرية الثانية، توقّف الفريق قايد صالح بالقطاع العملياتي لسيدي بلعباس، حيث أكّد في كلمة توجيهية تابعها مستخدمو جميع وحدات الناحية، أنّ الجيش الوطني الشعبي "سيبقى دوما متمسّكا بقوّة، ومتعلقا بشدّة بمقومات شعبه وقيمه الروحية والوطنية". وقال: "فلن تخبو، إن شاء الله تعالى، جذوة هذه الروح المهنية الصائبة والمثمرة، النابعة من مرجعيتنا التاريخية والوطنية طالما كان تاريخ الجزائر هو قدوة أبنائها، وكان تأمين حاضرها هو هاجس الجميع، وكان ضمان المستقبل الآمن والمزدهر والمستقر هو رجاء الجميع ومبلغ أملهم".
كما نوّه رئيس الأركان مجدّدا بما جاء في رسالة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، الموجّهة للشعب الجزائري بمناسبة إحياء الذكرى 62 لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954، مؤكّدا على أنّ الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، "سيظلّ يسلك دوما هذا الدرب، وسيكون دوما في مستوى تطلّعات شعبه".
وذكّر الفريق قايد صالح بما تضمنته رسالة رئيس الجمهورية، التي أشار من خلالها إلى أنّ الجزائر "مؤمنة بأن لها أن تعوّل على قدرات الجيش الوط٪٪ني الشعبي وعلى احترافيته ووطنيته، وكذا على طاقات الأسلاك الأمنية وخبرتها في صون حرمة التراب الوطني واستئصال شأفة بقايا الإرهاب وقطع دابره في أرضها".
اليقظة الشديدة وإفشال غدر الغادرين
وأشار الفريق قايد صالح إلى أنّ للجزائر أعداء أضمروا ولازالوا يضمرون لها حقدا دفينا، يستوجب منا جميعا يقظة شديدة وإدراكا أشدّ لهذه التحديات. وقال: "من أجل إفشال غدر الغادرين وإجهاض نهجهم الذي يريدون من خلاله تحقيق مآربهم التي باتت معروفة ومكشوفة بل ويائسة مادامت أجيال الجزائر تعي جيدا وتدرك بعمق، أن هذا الوطن الذي نستظل بظله ونعيش فوق أديمه، لم يأت من فراغ ولم يوهب للجزائريين، بل تم استرجاعه بالدم والدموع التي سالت كالأنهار".
وأضاف قايد صالح أنّ "عالم اليوم، كما يعلم الجميع، لا مكان فيه إلا للأقوياء"، مبرزا أنّ الجزائر لا يمكن لها بأي حال من الأحوال إلا أن تكون، رغم أنف أعدائها، قوية بجيشها وقدراتها الذاتية. وتابع قائلا: "ذلكم هو سبيلنا المتّبع، الذي نؤكّد من خلاله أن الجهد الحثيث الذي يبذله الجيش الوطني الشعبي في سبيل وطنه وشعبه، هو جهد صادق، يجد دوما لدى فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، كل الدعم والمباركة والتنويه، لأنه تشريف لهذا الجيش الوطني والمبدئي أمام شعبه، وأمام التاريخ الذي لن ترحم صفحاته كل من تقاعس وتهاون في هذا الشأن".
للإشارة، خلال زيارته إلى الناحية العسكرية الثانية، تفقّد الفريق قايد صالح وحدات عملياتية، ودشن العديد من المرافق، من بينها وحدة عملياتية بمنطقة مرحوم (سيدي بلعباس) تتوفّر على كافة المستلزمات الضرورية للأداء الأمثل للمهام المنوطة. وترك إنجاز هذه الوحدة "انطباعا إيجابيا لدى سكان هذه المنطقة السهبية، الذين استبشروا بمساهمته في تعزيز الحركة التنموية بها".
وقصد الاطلاع على الجاهزية العملياتية للوحدات، زار الفريق قايد صالح الفوج الرابع المدرّع التابع للفرقة الثامنة المدرعة، حيث وقف على "التحسّن الملحوظ في ظروف العمل والمعيشة للأفراد، وأسدى توجيهات وتعليمات، ذكّر من خلالها بوجوب الاستمرار على هذا النهج القويم في سبيل الحفاظ على الجاهزية الدائمة للأطقم والأفراد، من خلال التطبيق الصارم لبرنامج التحضير القتالي والصيانة الدورية للأجهزة والمعدات".
وبمقر الناحية ترأّس الفريق قايد صالح اجتماعا ضم قيادة وأركان وإطارات الناحية، إلى جانب قادة الوحدات الكبرى ومسؤولي مختلف المصالح الأمنية بإقليم الاختصاص.