ملتقى وطني حول الجبهة الجنوبية والمقاومة الوطنية

زيتوني: تمنراست لم تخمد لها ثورة منذ أن وطئتها أقدام المستعمر

زيتوني: تمنراست لم تخمد لها ثورة منذ أن وطئتها أقدام المستعمر
  • 1142
 و.أ و.أ

  صرح وزير المجاهدين الطيب زيتوني يوم الخميس بولاية تمنراست، بأن التاريخ يشهد أن هذه المنطقة لم تخمد لها ثورة منذ أن وطئتها أقدام المستعمر رغم محاولات السيطرة عليها.

 وأوضح الوزير لدى افتتاحه أشغال ملتقى وطني بدار الثقافة حول "الجبهة الجنوبية والمقاومة الوطنية ومساهمتها في ثورة التحرير الوطني وبعدها الإفريقي" في طبعته الرابعة، أن "التاريخ يشهد أن منطقة تمنراست لم تخمد لها ثورة منذ أن وطئتها أقدام المستعمر الغاشم رغم المحاولات العديدة لفرض السيطرة الاستعمارية عليها".  

 "وظلت هذه المنطقة ثائرة ومسرحا للمقاومة ضد الاستعمار الذي كان مدججا بمختلف الأسلحة. وقد ساهم أبناؤها في رسم الملامح الوطنية من تاريخ الجزائر في مكافحة الاستعمار، وشاركوا بفعالية في ثورة البناء والتشييد في كل مراحل البناء الوطني"، مثلما أضاف الوزير. 

 وبعد أن بلّغ وزير المجاهدين "تحيات رئيس الجمهورية المجاهد عبد العزيز بوتفليقة مجاهدي وسكان ولاية تمنراست التي تعرّف فيها على زعمائها وأبطالها إبان الثورة التحريرية المجيدة 

ولاتزال تربطه بهم روابط كبيرة"، أبرز أهمية إنشاء جبهة جنوبية أثناء الثورة التحريرية المجيدة. 

 وأوضح أن القيادة العليا للثورة المسلحة قد أدركت أهمية تعزيز هياكلها بإنشاء جبهة جنوبية للحفاظ على المكاسب المحققة، والتي أوكلت مهمة إنشائها في 1960، إلى الرعيل الأول من المجاهدين الذين كان على رأسهم المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، الذي لُقّب بعبد القادر المالي إلى جانب الشريف مساعدية وأحمد دراية عبد الله بلهوشات.   وقد ساهمت هذه الجبهة - كما أضاف الوزير - في تعزيز تواجد الثورة التحريرية المظفرة في الساحل الإفريقي. كما نجحت في إبطال المخططات الاستعمارية الرامية إلى طمس أسس ومعالم الهوية الوطنية.  

 وأشار السيد زيتوني إلى أن تمنراست تتمتع بموقع إستراتيجي لكونها تُعد بوابة الجزائر نحو إفريقيا، مضيفا أن تنظيم هذا الملتقى الوطني يُعد فرصة لاسترجاع الملاحم التاريخية والمقاومة الوطنية والوقوف على التضحيات الخالدة للشعب الجزائري. 

 وتم بالمناسبة عرض شريط وثائقي حول تأسيس الجبهة الجنوبية إبان الثورة التحريرية المظفرة. وقبل ذلك دشن السيد زيتوني معرضا تاريخيا أقيم ببهو دار الثقافة بعاصمة الأهقار، تضمّن لوحات من المقاومة المسلحة بالصحراء الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي. كما خُصص جناح للكتب والإصدارات التاريخية الذي نظمه المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر.   ويركز هذا الملتقى الوطني الذي ينشط أشغاله باحثون وأساتذة جامعيون، على إبراز مقاومة سكان الأهقار ضد المستعمر الفرنسي، ودور الجبهة الجنوبية إبان الثورة التحريرية المجيدة، إلى جانب تقديم تراجم لقادة ومؤسسي الجبهة الجنوبية.  

 ولدى زيارته معلم معركة تينيسا (2 مايو 1902) بمنطقة تيت، استمع وزير المجاهدين لانشغال رفعه عدد من مواطني المنطقة يتعلق بإعادة دفن ما تبقّى من رفات شهداء تلك المعركة، التي لازالت في ذات الموقع؛ حيث أعطى في هذا الشأن تعليمات لتشكيل لجنة تضم مختلف القطاعات المعنية لاتخاذ التدابير لإعادة دفنهم بمقبرة الشهداء بتمنراست.   واختتم الوزير زيارته لولاية تمنراست بإطلاق اسم المجاهد الراحل قمامة إيلو (1907-1991)، على مركز كان يُستعمل لتدريب الثوار إبان الثورة التحريرية المظفرة.