لاعب الشطرنج، ناصر علي (نادي وفاق تيزي وزو):
بطل بكل المعايير
- 638
لا زالت لعبة الشطرنج قليلة الممارسة في الجزائر، وهناك من أعطاها تسمية لعبة الفكر لأن لاعبيها يعتمدون فيها أكثر على التركيز والذكاء، إلا أن ما يميزها عن بعض الرياضات في الجزائر أنها فرضت نفسها بسرعة عربيا وإفريقيا، وأن لنا منها أبطالا على هدين المستويين مثلما هو الحال بالنسبة للشاب نصرو البالغ من العمر 23 سنة، المنتمي إلى نادي وفاق تيزي وزو وطالب جامعي في اختصاص الطب.
اجتاز الشاب نصرو خطوات عملاقة في هذه اللعبة التي اكتشفها لأول مرة في وسطه العائلي، إذ أن والده كان عضوا في الفريق الوطني وشقيقه وشقيقاته مارسوا كلهم لعبة الشطرنج، فشجعه الجميع على الاستمرار فيها، ومن بعد ذلك انخرط في نادي وفاق تيزي وزو، فاحتك بخبرة معلميه في هذه اللعبة التي طور بفضلها ذكائه وساعدته على تحقيق النجاح في الدراسة، فوقع بالنسبة له تكامل كبير بين هذه الأخيرة ولعبة الشطرنج، وقد فتح له هذا النادي أفاقا جديدة، حيث استحوذ على بطولة الجزائر لكل الأصناف الشبانية من عام 2007 إلى سنة 2015، وهو تتويج فريد من نوعه في لعبة الشطرنج التي تتميز عادة أطوارها التنافسية بالتنافس الشديد، وقد تدرج ضمن الفريق الوطني في كل الأصناف، بما في ذلك صنف الأكابر، بعدما فاز بالميدالية البرونزية خلال موسم 2012/ 2013 وهو في سن السادسة عشر.
فسر ناصر يكمن في نجاحه المبكر في رياضة الشطرنج، نظرا لحبه الشديد لهذه اللعبة التي قال عنها بأنها سمحت له بالحصول علـى توازنه الفكري والرياضي، وتابع: «لقد ساعدني الحظ كثيرا لتحقيق النجاح لأنني تربيت في وسط عائلة مارست لعبة الشطرنج، فتعلمت بسرعة تقنياتها ومبادئها القانونية، ووجدت الأرضية سهلة للبروز فيها، فأنا سعيد اليوم لأنني نجحت في مساري الرياضي والدراسي، حيث تخصصت في الطب بجامعة تيزي وزو».
كما شق ناصر علي طريقه على المستوى الدولي بفضل مشاركاته العديدة في المنافسات ذات المستوى العالي، فحقق إنجازات واحدة بعد الأخرى، كان أهمها لقب البطولة العربية بتونس لأقل من 14 سنة (2010) ولقب البطولة الإفريقية لأقل من 18 سنة بجنوب إفريقيا (2013) وبطل اتحاد دول البحر الأبيض المتوسط باليونان في صنف الأواسط سنة 2015، بينما نال في السنة الجارية لقب البطولة الإفريقية أواسط بتونس.
يؤكد ناصر علي أن بروزه على المستويين العربي والإفريقي يعود أيضا إلى العمل الجدي الذي يميز نادي وفاق تيزي وزو، قائلا بأن هذا الأخير يحوز على تأطير رياضي ذي مستوى عال يسمح بالتطور التدريجي لكل الرياضيين في لعبة الشطرنج، إلا أن محدثنا يعترف أنه ليس من السهل بلوغ المستوى العالمي في لعبة الشطرنج، حيث قال في هذا الموضوع: «تملكني رغبة كبيرة لتمثيل بلادي على المستوى العالمي، بعدما نلت شهادة أستاذ دولي من الاتحاد الدولي للعبة الشطرنج، لكن المرور إلى هذا المستوى يتطلب الحصول على بعض الإمكانيات الضرورية ومن أهمها الحصول على أموال كبيرة من أجل التدرب تحت قيادة أستاذ عالمي».
وعن رأيه بخصوص المستوى الذي وصلت إليه لعبة الشطرنج في بلادنا، أوضح ناصر علي أنها مقبولة ومشجعة في آن واحد، ما دام - كما قال - أن اللعبة تجري في كل الولايات، بالرغم من ضعف عدد ممارسيها، مضيفا أنه متأكد من أن لعبة الشطرنج ستعرف في المستقبل القريب تطورا ملحوظا.