انطلقت فعاليات الطبعة الثامنة عشر للأسبوع الوطني للقرآن الكريم أمس، بقصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة، بحضور شخصيات دينية وفكرية وعدد من أعضاء الحكومة وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. رئيس الجمهورية وجّه بهذه المناسبة رسالة إلى المشاركين قرأها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي.

الرئيس بوتفليقة، أكد أن الجزائر التي نشأت على الوسطية في كل أمورها وتغذّت بهذه العقيدة في كل شؤونها وأشربتها في سلوكها وثقافتها، هي دولة مدعوة اليوم لتكون دولة الشهادة على العالم. مشيرا إلى أن «رصيد جزائرنا الغني بمواقف الاعتدال منذ أن اختارت الإسلام دينا عن طواعية واقتناع وأخذته من معينه الصافي سليما من دواعي الإفراط وأسباب التفريط، هو الذي يحمي اليوم مجتمعنا من هذه التجاذبات الإقليمية والعالمية».

في هذا الصدد لم يتوان رئيس الجمهورية في دعوة العلماء وطليعة الأمة الإسلامية إلى «الدفاع عن صورة ديننا الحنيف الذي يستهدف اليوم عمدا وظلما من طرف أوساط حاقدة وبين مجتمعات لا تعرف عنه الكثير»، مضيفا أن «رسالة الوسطية هي أحسن برهان على نبل الإسلام ونبذه لأي شكل كان من أشكال العنف والغلو، فما بالك بإزهاق الأرواح وإراقة الدماء وغير ذلك من جرائم الإرهاب». 

كما ثمّن رئيس الجمهورية في هذا السياق «الجهود المبذولة من أجل تحقيق التمسك بهذه الوسطية في الزوايا الوطنية والمعاهد العلمية والمؤسسات الدينية»، مؤكدا بالمناسبة على «ضرورة إجراء العديد من الدراسات ذات الصلة بالتمكين لهذه الوسطية حتى تظل زادا روحيا يغذّي الوطنية ويزرع المثل العليا في نفوس بناتنا وأبنائنا ويشيع ثقافة الاعتدال بين الساكنة في الفكر وفي القول وفي العمل». 

للإشارة تتواصل أشغال هذه التظاهرة القرآنية التي تنظم تحت شعار «الوسطية قيمة أخلاقية» يومي 28 و29 ديسمبر الجاري بدار الإمام بالجزائر العاصمة، ويتخللها إلقاء محاضرات من طرف كوكبة مفكرين وأساتذة جامعيين حول القرآن الكريم، كما سيتم تكريم المتسابقين في حفظ وتجويد كتاب الله وكذا تكريم العلامة الفقيد محمد الشريف قاهر، الذي وافته المنية يوم الجمعة الماضي. 

وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى  أكد من جانبه أن الأسبوع الوطني للقرآن الكريم «أصبح مدرسة للتكوين كما يؤسس للتدين الرشيد والوسطية «، موضحا أن هذه التظاهرة أصبحت عبارة عن مشتلة لتكوين مجودات ومجودين القرآن الكريم يشاركون في المسابقات الدولية. كما تفتح النقاشات وتؤسس للتدين الرشيد والوسطية».

الوزير أوضح أن «أنظار العالم اليوم عالقة للغرف من تجربة الجزائر في اجتثاث التطرف والوقاية منه وذلك انطلاقا من ميثاق المصالحة الوطنية التي أسس لها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة».