لنشر ثقافة التطوع لدى المجتمع

ضرورة إشراك الطفل في الأعمال الخيرية الميدانية

ضرورة إشراك الطفل في الأعمال الخيرية الميدانية
  • 842
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

دعا زهير رغواط، عضو في جمعية قدماء الكشافة الإسلامية، إلى ضرورة انخراط الطفل منذ سن العاشرة في الفرق الكشفية والجمعيات الناشطة في تقديم الأفعال الخيرية، بهدف ترسيخ ثقافة العمل التطوعي لديه، إذ تنص منهجيته على أنه فعل خيري لوجه الله يتم دون مقابل، بهدف جعل الطفل يتمتع بشخصية سوية محبة لمساعدة الغير.

أكد المتحدث أن هذه الصفة الحميدة تكاد تفتقد لدى الشاب الجزائري الذي بات اليوم لا يعرف قيمة تلك الأعمال رغم حثه عليها، والدليل على ذلك بحثه عن مقابل مادي للجهد الذي بذله في عمل خيري معين، إلا أن تلك الذهنية خاطئة ولابد من تفعيل كل الجهات المسؤولة لتغيير ذلك الفكر وغرس بدله ثقافة العمل التطوعي لمساعدة الغير دون انتظار أي مقابل، وإنما  يؤجر فاعل الخير من عند الله، مع رسم بسمة أمل وفرحة للشخص المحتاج، أو المشاركة في التنمية الوطنية، اجتماعية كانت أو ثقافية أو اقتصادية أو غيرها..

أوضح المتحدث أن اختيار جمعية قدماء الكشافة الإسلامية لأسلوب ممارسة العمل الميداني بهدف تفعيل تلك الثقافة التطوعية، سياسة مجدية ومهمة، كونها تجمع بين أهم الدروس التكوينية للشباب والأطفال، إذ تقربهم من الواقع وتجعلهم يشعرون بلذة تلك الأعمال في إسعاد الغير أو المحافظة على البيئة أو غيرها.

أصبح الشاب اليوم لا يؤمن بالشعارات الزائفة، يقول محدثنا، وأضحى الطفل والشاب المنخرط في الأفواج الكشفية والجمعيات الناشطة في الأعمال الخيرية يحبون الفعل الخيري التطوعي، إلى درجة أنهم باتوا هم من يبادرون إلى تنظيمه وتفعيله والمشاركة في النشاطات الميدانية الجوارية بقوة.

وفي هذا الخصوص، دعا زهير رغواط إلى ضرورة توفير فضاءات ملائمة تعمل في الإطار التطوعي، مع البحث عن سبل انخراط الطفل والشاب فيها لإدماجهم في تلك النشاطات، بتجنيد وتحسيس كل الأطراف المسؤولة على صقل شخصية الطفل من الأولياء إلى المؤسسات التربوية والمجتمعات المدنية المحيطة بالأسرة.

وأشار المتحدث إلى أن العمل التطوعي يمكن أن يتم خلال مواسم مختلفة من السنة، وبما أننا أمة مسلمة، فنحن ننعم بالكثير من المناسبات التي يتضاعف فيها الأجر، ولابد أن لا نجعل مفهوم العمل التطوعي الخيري مرتبطا فقط بمناسبة معينة، كرمضان أو الأعياد «الأضحى والفطر» أو غيرها، وإنما لابد أن تكون ثقافة تجول فكر الطفل والشاب على مدار أشهر السنة، حتى تكون فعالة ومفيدة للمجتمع.

كما أكد أن العمل التطوعي موجود في مختلف أنحاء العالم، حتى لدى الشعوب غير المسلمة، موضحا أن قيم الإسلام كانت سباقة في ذلك، إلا أن أمما غير مسلمة تبنته وجعلته عملا مستحبا يحث ويشجع عليه منذ السنوات الأولى من حياة الطفل حتى ينمو بفكر إيجابي، ودليل ذلك ما نلاحظه عند بعض الأمم التي تشجع أطفالها على تلك الأعمال خلال العطل المدرسية، حيث يفضلون استغلال تلك الأوقات في التطوع وفعل الخير بدل اللعب والاستمتاع رفقة أقرانهم.

وعن مزايا الفعل التطوعي يقول المتحدث: «يساهم في إشباع احتياجات الطفل النفسية، بالتالي تكوين شخصية إيجابية، كما يكسبهم مهارات كثيرة كالعمل الجماعي والتعامل مع الناس، فخدمة الآخرين تخلص شخصية الأبناء من صفة الأنانية والغرور، وتكسبهم السخاء والتواضع وحب الخير والغير».