مصدر من ولاية الجزائر يصرّح لـ «المساء»:
البنايات المصنفة «برتقالي 4» ستخضع للخبرة التقنية
- 857
كشف مصدر موثوق من ولاية الجزائر لـ «المساء»، أن مصالح الولاية شرعت مؤخرا في إعادة تشخيص كل البنايات القديمة والهشة المصنفة في خانة البرتقالي 4 عبر مختلف بلديات العاصمة، خاصة ذات النسيج العمراني القديم، لمعرفة مدى تدهور وضعيتها وانتقالها إلى الخانة الحمراء التي تشكل خطورة على حياة قاطنيها، حيث سيتم الفصل في مصير هؤلاء بناء على نتائج الخبرة للمصالح التقنية.
وأوضح مصدرنا أن ولاية الجزائر شرعت في هذه العملية مؤخرا بالتنسيق مع مصالح المراقبة التقنية للبنايات، حيث يتم إخضاع مختلف العمارات القديمة المصنفة في البرتقالي، للخبرة التقنية، وتحديد الخانة التي تتواجد عليها حاليا، للقضاء على النسيج العمراني الهش، الذي يشكل خطورة على شاغليه، والتكفل بالعائلات التي لاتزال تواجه مشاكل داخل شقق أصبحت لا تصلح للإيواء.
ويُنتظر أن تكشف هذه العملية، مثلما ذكر المتحدث، عن العمارات التي تدهورت وضعيتها أكثر منذ أن تم تصنيفها في السنوات الماضية، خاصة بعد الزلزال القوي الذي ضرب العاصمة وبومرداس في 2003، وبعده زلزال بولوغين في 2014، مؤكدا أن البنايات التي ستصنف في الخانة الحمراء سيتم هدمها وترحيل أصحابها إلى سكنات جديدة، على غرار العديد من العائلات التي استفادت من سكنات جديدة في إطار عملية إعادة الإسكان التي تقوم بها ولاية الجزائر منذ 2014. وكانت عدة بلديات خاصة الواقعة بقلب العاصمة وبالقرب من الشريط الساحلي، قد استفادت من برنامج القضاء على البنايات القديمة والهشة، على غرار باب الوادي، بولوغين، القصبة، حسين داي، بلوزداد وغيرها من البلديات التي تضم نسيجا عمرانيا قديما، يعود للحقبة الاستعمارية، وازداد تدهورا نتيجة الهزات الأرضية العديدة التي شهدتها العاصمة والتقلبات الجوية التي تزيد الوضع سوءا.وفي هذا الصدد قامت ولاية الجزائر بهدم العمارات الهشة موازاة مع عملية إعادة تأهيل البنايات القديمة، التي خصصت لها غلافا ماليا هاما، من أجل ترميم وتأهيل كل العمارات التي تحصيها الولاية، والتي تم إدراجها ضمن مخطط إعادة الهيكلة، خاصة تلك الواقعة بقلب العاصمة وبأهم الشوارع، على غرار العربي بن مهيدي، ديدوش مراد، العقيد عميروش وزيغوت يوسف، والتي انطلقت في بداية سنة 2014، وسمحت بترميم العديد من البنايات بالجزائر الوسطى، خاصة بشارع العربي بن مهيدي.
ويمس مشروع إعادة تهيئة البنايات القديمة بمدينة الجزائر، المئات من العمارات والعديد من الأحياء والشوارع. وتركزت العملية في بدايتها على شارع العربي بن مهيدي الذي يربط البريد المركزي بساحة بور سعيد مرورا بساحة الأمير عبد القادر، والتي سمحت بإعادة تجديد الواجهات وتهيئة الأسطح بعد ترحيل سكانها، وتعزيز وتجديد المصاعد والشرفات.
وتندرج الأشغال التي لاتزال متواصلة ببعض الشوارع، في إطار برنامج شامل يتعلق بترميم أكثر من 55 ألف سكن تم تقييم وضعيتها بعد دراسة تقنية واجتماعية واقتصادية أجريت سنة 2006 على مستوى أكثر من 13 ألف بناية، موزعة على 14 بلدية بوسط ولاية الجزائر، بينما يُنتظر هدم بنايات هشة أخرى بعد إخضاعها للخبرة التقنية والانتهاء من عملية التشخيص.