كشف المدير بالنيابة لصندوق الضمان الاجتماعي للعمال الأجراء بقسنطينة، شيروف عادل أن وكالة قسنطينة للضمان الاجتماعي للعمال الأجراء بدأت في تطبيق المعاينة الآنية لأصحاب العطل المرضية مباشرة فور تقديم المستخدم لطلب العطلة للتأكد من صحتها وأحقيته بها، بدل الانتظار لأزيد من خمسة عشر يوما لاستدعائه للمعاينة الطبية كما كان معمولا به سابقا.

وأكد المتحدث عشية أمس، وخلال فعاليات اليوم الإعلامي التحسيسي حول العطل المرضية المفتعلة بإشراك عديد الجمعيات، أن عدد العطل المرضية عرف ارتفاعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة بعد أن تم تسجيل أزيد من 3200 توقف عن العمل خلال السنة الفارطة.

وأضاف المتحدث بأن الهدف من تنظيم هذا اليوم التحسيسي هو توعية جميع الفاعلين الذين لهم علاقة مباشرة مع القطاع، حول ظاهرة العطل المرضية المفتعلة التي يلجأ فيها المؤمن إلى إجازات طويلة أو قصيرة، من أجل التغيّب عن عمله، حتى ولو كان بصحة جيدة.

من جهتهم، دعا المشاركون في اليوم التحسيسي إلى ضرورة تفعيل وتطبيق المنظومة القانونية للحد من ظاهرة العطل المرضية المفتعلة، حيث أكدت رئيسة جمعية «النور» لترقية المرأة والأسرة، المحامية بغدادي فتيحة خلال تدخلها أن العطل المرضية المفتعلة التي يصرح بها الطبيب وحتى المستخدم تكيّف في القانون على أنها مخالفة على أساس تصريح كاذب يعاقب عليه القانون والمشرع. وأضافت المتحدثة أن القانون صريح وأن العقوبة في هذا الشأن تتراوح بين الستة أشهر حبسا إلى ثلاث سنوات سجنا نافذا، مشيرة إلى تحمل الطبيب أيضا لجزء من المسؤولية كون هذا الأخير معني بالعقوبة خاصة إذا كان على علم حيث اعتبرته المحامية شريكا تترتب عليه عقوبة جزائية.

وأضافت رئيسة جمعية «النور» لترقية المرأة والأسرة في تدخلها أن استفادة بعض المستخدمين من عطل مرضية مفتعلة مدفوعة الأجر واللجوء إلى ممارسة نشاطات أخرى موازية يعد سرقة وتحقيقا للربح بطريقة غير شرعية، وهو ما اعتبرته المحامية بالتصرف غير القانوني ولا الأخلاقي كونه يؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني من خلال خلق نشاطات موازية.

وقالت المتحدثة إن تفعيل القوانين مرتبط بتقديم شكاوى من قبل الضمان الاجتماعي الذي يمارس مهامه الاجتماعية دون اللجوء إلى العقاب، داعية في ذات السياق الأطباء إلى الالتزام بالواجب المهني وضرورة التعاون مع مصالح الصندوق من أجل وضع حد للعطل المرضية المفتعلة، التي يلجأ إليها الكثير من الموظفين للتغيب عن أماكن عملهم.

من جهة أخرى، كان الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للعمال الأجراء قد نظم طيلة الأسابيع الفارطة أياما تحسيسية حول العطل المرضية، وهذا بسبب ارتفاع متزايد للعطل المرضية والأيام التعويضية المسددة، كما صرح مدير كناص قسنطينة في وقت سابق أن العطل المرضية المفتعلة التي يلجأ إليها الكثير من الموظفين كلفت الصندوق 790 مليون دج خلال السنة الفارطة، وطالب الأطباء والمسؤولين بضرورة وضع حد للإجازات المرضية غير المبررة.