الملتقى الوطني الأوّل للشعر الأمازيغي بتيزي وزو

طبع قصائد أومحند وعقد اتفاقية بين الجامعة ومديرية الثقافة

طبع قصائد أومحند وعقد اتفاقية  بين الجامعة ومديرية الثقافة
  • 1031
س. زميحي س. زميحي

احتضنت دار الثقافة «مولود معمري» لتيزي وزو، ليومين متتاليين، أشغال الملتقى الوطني الأوّل للشعر الأمازيغي. وعرفت التظاهرة التي نُظّمت بالتنسيق بين مديرية الثقافة لتيزي وزو والجمعية الجزائرية للأدب الشعبي، مشاركة عدة ولايات، وتأتي تكريما لقامات الشعر الأمازيغي سي موح أومحند، يوسف أوقاسي والشيخ محند الحسين.

افتتحت أشغال الملتقى مديرة الثقافة بتيزي وزو السيدة نبيلة قومزيان، حيث أكّدت أنّ تنظيم الملتقى يأتي في إطار احتفالات يناير عبر كافة التراب الوطني وسط أجواء الفرح والحماس والتضامن إلى جانب نشاطات متنوعة، موضّحة أنّ تكريس الأمازيغية كلغة وطنية من طرف رئيس الجمهورية، كان فرصة لتقوية وتعزيز الهوية والثقافة الوطنية، مشيرة إلى توقيع مديرية الثقافة بتيزي وزو، اتّفاقية شراكة مع جامعة «مولود معمري» لإضفاء على النشاطات الثقافية طابعها العلمي والمنظّم.

من جهته، قال والي تيزي وزو محمد بودربالي، إنّ الملتقى فرصة للتطرّق لقامات الشعر الأمازيغي سي موح أومحند ويوسف أوقاسي والشيح محند الحسين. ويرمي إلى إحياء أساطير الشعر الأمازيغي الشفوي  الذي نُقل من جيل إلى آخر، وأصبحت كلماته يُضرب بها المثل ويُقتدى بها في الحياة اليومية للمواطنين، مؤكّدا أنّ هذا اللقاء يكتسي أهمية بالغة؛ كونه فرصة لحماية الشعر الأمازيغي القديم من الزوال، وإعطاء مكانة له مثل الشعر الملحون، مضيفا أنّ احتفالات ينّاير فرصة لإحياء التراث الثقافي الغني لمنطقة القبائل.

من جهته، اعتبر رئيس جامعة «مولود معمري» بتيزي وزو أحمد تيسا، أنّ الشعر الأمازيغي تراث عالمي يجب حمايته وتطويره. ودعا كليات اللغات والعلوم الإنسانية لتكثيف البحوث حول الشعر الأمازيغي،  ووضع هذا الإرث في مركز حياتنا المشتركة ليكون معيارنا عندما تبتعد الحكمة عنا، مثنيا على مبادرة تنظيم ملتقى حول الشعر الأمازيغي الذي يُعدّ انطلاقة نشاطات الاحتفال بيناير، هذا المعيار الذي يحمل قيمة رمزية وثقافية للجزائريين وأمازيغ البحر الأبيض المتوسط عامة، مضيفا أنّ التطرّق لقامات الشعر الأمازيغي بقوّة كلمَّتهم وعمق رسائلهم الحاملة للسلم والحب والتسامح، تمويلٌ للذاكرة الجماعية.

وقال رئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي توفيق ومان، إنّ الجمعية تعمل من أجل حماية الموروث الثقافي الجزائري، مثنيا على مبادرة تيزي وزو لتنظيم ملتقى يتناول أشعار أهرامات الشعر الأمازيغي، معبرا عن استعداد الجمعية لطبع قصائد سي موح أومحند في كتاب، على أن يكون جاهزا في الطبعة الثانية للملتقى.

وتطرّق محمد العيقون في محاضرة حول «البعد الوطني في الشعر الأمازيغي»، لأشعار القدماء أمثال سي موح أومحند والشاعر الثوري فريد علي، وآخرين ساهموا بأشعارهم في توحيد الصفوف والعقول، من خلال توظيف الأبعاد الدينية والوطنية في إطار التواصل والتلاقي، باعتبار التراث الإسلامي مصدرا أساسيا، والرافد الأوّل من روافد الأدب الشفوي الأمازيغي، مشيرا إلى مستويات البنية العميقة، والخصائص والصور والدلالات وغيرها في شعر سي محند أومحند، الذي كان يستهل أغلب نصوصه بصيغة دينية أو بالحروف الهجائية، أو بذكر المدن الجزائرية التي حلّ بها؛ ما جعل شعره نموذجا رائعا ومَثلا رائدا في توظيفه الأبعادَ الدينية والوطنية.