الكاتب والصحفي المصور رشيد حماتو لـ«المساء»:
ضرورة إدراك فلسفة يناير واستغلالها في العصر الراهن
- 798
اتصلت «المساء» برشيد حماتو، كاتب ومصور ومراسل صحفي من ولاية باتنة، وكذا أمين عام وناطق رسمي سابق للحركة الثقافية الأمازيغية، وطرحت عليه أسئلة حول أبعاد «يناير» وكذا عن إمكانية ترسيمه عيدا وطنيا، فكان هذا الموضوع:
❊يرّكز البعض على الجانب الاحتفالي ليناير ماذا عن أبعاده الأخرى؟
❊❊أولا أريد أن أؤكد أن المناطق النائية والمعزولة من الأرياف هي التي حافظت على هذا الموروث وليس المدينة، حيث يركز فيها على الطابع التجاري لهذا العيد، ثانيا يجب التأكيد على كل الجوانب التي تصاحب يناير فهو ليس مجرد احتفالية وحسب بل يحمل معاني روحية وقيم فلسفية وأخرى بيئية وثقافية أيضا، فالشاوي في منطقة الأوراس يجد في يناير، فرصة لطي صفحات الماضي والمضي نحو المستقبل بكل أمل وتؤدة، كما يتذكر أهمية الطبيعة فيحافظ على الأشجار مثلا، إضافة إلى حاجته في الاعتماد على الزراعة خاصة في الوقت الراهن. بالمقابل، تهتم العائلات بهذا الحدث أيضا من ناحية التقاليد حيث تنظف البيوت وتطلى جدارتها ويًؤخذ الأطفال إلى الحلاق لقص شعرهم كما يتم سرد القصص الشعبية لهم خاصة المتعلقة بهذا العيد.
❊هل تعتقد أن يناير سيتحول إلى عيد رسمي مثله مثل الفاتح من جانفي وأول محرم؟
❊❊نريد أن يتحقق ذلك ولكن بشرط إذا صاحب هذه الخطوة أفعال، بيد أنه لو تحول يناير إلى يوم احتفالي أو عطلة مدفوعة الأجر بدون أن يكون لذلك نتائج معينة أو فلسفة تصاحبه، فلا معنى لذلك، لهذا أؤكد على إلزامية أن ندرك كل المفاهيم والقيم التي تحيط بهذا العيد، فالأمازيغية ليست مجرد لغة نتحدث بها أو محاولة إيجاد تشابه بين المفردات التي يستعملها الأمازيغ في مختلف مناطق الوطن، بل هي فلسفة فمثلا نحاول أن نفهم كيف أن الامازيغ كانوا في عصور سحيقة على قدرة تحقيق الاكتفاء الذاتي وحتى تصدير منتوجاتهم بينما نقوم اليوم باستيراد كل شيء حتى البصل.
❊هل استغليت مهنتك كمصور للترويج ليناير ؟
❊❊نعم فعلت ذلك والتقطت الكثير من الصور عن مختلف المناطق التي تحتفل بيناير وركزت على تنوعها والاختلاف الذي بينها والذي اعتبره ثراء، فهناك من لا يقول يناير بل أناير أو ناير، ونفس الشيء بالنسبة ل«البغرير» الذي يقال عنه أيضا «تغريفين» وهكذا فالتسميات تختلف ولكن الروح واحدة وحتى وان اختلفت بعض مظاهر الاحتفال فإن الهدف واحد وهو تثمين يناير.
❊ماذا عن الكتاب الذي سيصدر لك لاحقا والذي تناولت فيه أيضا عيد يناير؟
❊❊نعم تناولت في كتابي: «احكي لي الأوراس» الذي سيصدر في فيفري أو مارس من السنة الجارية، يناير واستعنت بالدرجة الأولى بالفاعلين في هذا العيد أي الذين يحتفلون به ويحافظون على الكثير من التقاليد المعنية به، والكتاب من إصدارات المحافظة السامية للأمازيغية والوكالة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار.
❊هل الفنان والصحفي رشيد حاموت على صلة دائمة بالحركة الثقافية الأمازيغية التي كنت في عهد سابق الناطق الرسمي لها وأمينها العام؟
❊❊تركت هذا المجال لصالح الشباب بعد أن كنت أمينا عاما وناطقا رسميا للحركة الثقافية الأمازيغية وأتذكر حادثة بالول حينما وقفنا مع الوزير الثقافة السابق أبو بكر بلقايد سنة 1991 في هذه المنطقة التاريخية العريقة وحيث تبرز فيها العبقرية الأمازيغية وتساءلت كيف استطاع الأمازيغ من صنع معلما من سبع كطوابق قبل عشرين قرنا وكيف كانوا يحققون الاكتفاء الذاتي وهو ما لا نستطيع فعله اليوم. بالمقابل توجهت إلى الكتابة للتعريف بحضارة الأمازيغ، إضافة إلى إلقائي لمحاضرات وتقديمي لمقابلات صحفية في هذا الشأن، وهنا أريد أن انوه ببعض الحركات الشبابية التي تصبو إلى نفس الهدف ومن بينها حركة «نوميديين» التي تستعمل الانترنت للتعريف بالمنطقة وارثها المادي وغير المادي.
❊هل من تواصل مع أمازيغ دول أخرى؟
❊❊نعم والدليل قدوم امازيغ من لبييا إلى تكوت معقل الامازيغ في الاوراس للاحتفال بيناير وهناك أيضا شباب من تونس قدموا لنفس الغاية.