بحضور 500 مدعو من العالم العربي
افتتاح مهرجان المسرح العربي على وقع الاعتراف
- 850
انطلقت بوهران فعاليات المهرجان العربي في طبعته التاسعة التي اختارت الهيئة العربية الجزائر مكانا لاحتضانها وذلك بولايتي وهران ومستغانم، وهي الدورة التي خرجت عن البروتوكول المعتاد من خلال تمديد أيامها من 6 أيام إلى 10 أيام في احتفاء خاص بالمسرح العربي والمسرح الجزائري على الوجه الخصوص، بحمل المهرجان لاسم شهيد الخشبة الفنان الراحل عز الدين مجوبي، في وقت أكّد فيه وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي، بأنّ افتتاح المهرجان سيكون فاتحة ثقافية جديدة لعام مشرق مليء بالثقافة والفن والفكر.
كان عشّاق الخشبة بوهران والجزائر والعالم العربي ليلة العاشر من جانفي، على موعد مع فعاليات افتتاح مهرجان المسرح العربي الذي خلّد اسم الشهيد عز الدين مجوبي، وعرف حفل الافتتاح حضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، ووزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة مونية مسلم، وكذا رئيس الهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله، وواليي وهران ومستغانم.
في هذا السياق، أكّد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، في كلمته الافتتاحية أنّ انطلاق المهرجان سيكون فاتحة لعام ثقافي جديد ومشرق مليء بالثقافة والفن والفكر، مشيرا إلى أنّ المسرح يقف اليوم إلى جانب كلّ الفعاليات التي يراها تصب في خدمة المجتمع فيما يعزّز قدرات الفرد وتجاربه النابعة من الهوية، واستطاع نقل انشغالاته من الشارع لروح الخشبة وتوصيل ما يعيشه المجتمع من زخم ثقافي واجتماعي، كما أشار إلى أنّ الدراسات الحديثة أثبتت بأنّ الجزائر هي الموطن الأوّل للمسرح وكلّ هذه الدلالات تحملها الرسومات الحجرية بالأهقار الكبير.
وأكّد الوزير أنّ المسرح الجزائري واكب الحركة الوطنية وحرب الاستقلال ونجح في توصيل ما يعيشه المجتمع من ظلم وتسلّط خلال الفترة الاستعمارية، مشيرا إلى أنّ المسرح قوّة في وجه التخلّف وقوّة في وجه التطرّف وقوّة في وجه الإرهاب.
من جهته، نوّه رئيس الهيئة العربية للمسرح بكلّ ما تمّ توفيره من إمكانيات لإنجاح هذه التظاهرة بوهران التي اعتبرها مهد المسرح، في بلاد تحمل من شهداء المسرح ما يجعلها قبلة لكلّ باحث عن التحرّر الإبداعي، ملقيا مجموعة من الأشعار التي شكر من خلال الجزائر ورئيس الجمهورية راعي هذه التظاهرة العربية الكبيرة.
من جهته، قرأ الفنان العراقي عزيز خيون، رسالة الافتتاح، (نيابة عن المخرج حاتم السيد من المملكة الأردنية الهاشمية الذي تعذر عليه الوصول للجزائر) وأكّد فيها على الدور الفعّال للمسرح العربي في كشف الحقيقة وتقديم رسالة الحرية، داعيا المسرحيين العرب إلى حماية الإبداع وقلاع الثقافة والإبداع، معتبرا الخشبة جزءا أصيلا من ثقافة الأمة، حيث لا تزال في أدنى سلّم من الاهتمامات بالنسبة للحكومات العربية، مؤكّدا أنّ مسرح اليوم بحاجة إلى رؤية جديدة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وأن تنفتح على تجارب الشعوب الحية.
وعرف افتتاح المهرجان عرض شريط مصوّر خصّ لشهيدي المسرح الجزائري عز الدين مجوبي وعبد القادر علولة، وهو الشريط الذي عاد بالجميع لزمن المسرح الجميل مسرح التحرّر والإنسان الجزائري، لتليها قراءة رسالة الديوان الوطني للثقافة والإعلام.
كما تمّ خلال حفل الافتتاح تكريم أعضاء فرقة جبهة التحرير الوطني الذين لا يزالون على قيد الحياة كمصطفى سحنون، السيدة صفية كواسي، بن براهم زهرة، إبراهيم دري، حليمة زرقاوي، عبد الرحمان بسطانجي، أحمد حليت، عبد القادر شروق، السعيد السايح، ثامر الطاهر، بوليفة الهادي رجب، أحمد التلي، الطاهر أحمد، محمد قرومي وجعفر دامرجي، وقدّمت للمكرّمين جائزة المهرجان الخاصة عرفانا بما قدّمته الفرقة خلال الحرب التحريرية ضدّ الاستعمار من خلال الخشبة.
كما تمّ الإعلان عن أسماء لجنة تحكيم المسابقة الخاصة والمتكونة من كل من الدكتور يوسف عايدابي من السودان، رندة جوزيف الأسمر من لبنان والدكتور عجاج سليم الحفيري من سوريا وفتحي عبد الرحمان من فلسطين ويوسف الحمدان من الكويت.