الورقة الاقتصادية الرابحة
مصنع بلارة يفتتح «تجريبيا» في أفريل القادم
- 7430
يشرع مجمّع الحديد والصلب بمنطقة بلارة بولاية جيجل، ابتداء من تاريخ 24 افريل القادم، في مرحلة الإنتاج التجريبي لأحد خطوط انتاجه الثلاثة، وذلك لإنتاج ما يزيد عن 550 ألف طن من الحديد في انتظار الانتقال إلى إنتاج كمية تفوق 2.5 مليون طن من الحديد مع دخول باقي خطوط «الدرفلة» في الإنتاج الكلي بعد الانتهاء من المشروع الذي تشرف عليه الشركة الجزائرية ـ القطرية، على أن يسلّم في 2019.. المشروع الذي سيوظف 1500 عامل وفي سابقة نادرة الحدوث، قدم من مرحلة التشغيل والإنتاج التجريبي بنحو شهرين، حيث كان متوقعا الشروع فيها نهاية جوان القادم بفضل توفر كل الشروط الضرورية.
لا مجال في تأخير عملية انطلاق مركّب بلارة للحديد بولاية جيجل، مرحلة الإنتاج وإن كان تجريبيا ـ يقول الوزير عبد السلام بوشوارب ـ الذي وقف أمس، على مراحل إنجاز المركّب والتقى في جلسة مغلقة مطولة مع مختلف المتدخلين من هيئات عمومية وخاصة، والتزم عقب اللقاء الذي تخلل زيارته التفقدية لمشاريع تابعة لقطاعه بالولاية، بإطلاق عملية الإنتاج التجريبي شهر أفريل القادم عوض جوان المقررة آنفا، والفضل في ذلك يعود إلى جهود كل الأطراف الفاعلية التي رفعت كل العقبات والعراقيل ووفرت كل ما يلزم من ماء وكهرباء وغاز وخطوط النقل بالسكك الحديدية وتهيئة..
مركب بلارة للحديد الذي سيوفر نحو 1500 منصب شغل سيكون قطبا وطنيا لصناعة وتحويل الحديد، وسيسمح للاقتصاد الوطني بتحقيق النّقلة الموجوة في الإنتاج والتصدير، حيث سيسمح المركّب إلى جانب مركّب الحجار للحديد والصلب بتقليص فاتورة الاستيراد من مادة الحديد وبالتالي تحقيق الاكتفاء من هذه المادة على غرار الإسمنت وذلك في آفاق سنة 2018.
وعلى غرار تحدي الإسمنت، فبامكان المركّبين «الحجار وبلارة» بكل من ولايتي عنابة وجيجيل من تحقيق الاكتفاء وذلك انطلاقا من السداسي الثاني من 2018، بالانتقال من إنتاج مليون طن إلى إنتاج ما يفوق المليوني طن من الحديد، على أن تصل إلى نحو أربعة ملايين طن نهاية 2019، ما سيسمح بالذهاب إلى تصدير هذه المادة بالإضافة إلى السماح بخلق عشرات المؤسسات التي تنشط في مجال تحويل الحديد، على أن ترتكز الخطوة المقبلة على استغلال مناجم الفوسفات مع عدة شركاء.
وبخصوص مركّب الحجار للحديد والصلب، أرجع الوزير عملية انطلاق وتشغيل الفرن العالي إلى إجراءات الإصلاح التي استغرقت طويلا، حيث اصطدمت العملية بمفاجآت بعد تفكيك الفرن الذي رصد له مبلغ مليار دولار لإصلاحه، مضيفا أن عملية تسوية وضعية المركّب بعد رحيل الشريك الهندي استغرقت وقتا طويلا.
الوزير قال «اليوم تخلّصنا من المشاكل بالمركّب وعملية انطلاقة لم تعد بعيدة، ورفض الوزير المقارنة بين مركّبي بلارة والحجار قائلا إن كلاهما سيعملان بالتنسيق لتحقيق الاكتفاء في الحديد وتحقيق مناصب الشغل والتصدير، الحجار عاش مشاكل كبرى واليوم يعود إلى وضعه العادي.
مركب الحديد و الصلب ببلارة ....الورقة الاقتصادية الرابحة
يعد مركب الحديد والصلب الجاري إنجازه ببلارة (الميلية) جنوب-شرق جيجل، الرئة الاقتصادية الأخرى للجزائر باعتباره مشروعا اقتصاديا يكتسي أهمية ومنفعة دوليتين.
ويعد هذا المشروع الصناعي لشركة «ألجيريان قطر ستيل» الذي انطلقت أشغاله في 2015، ورصد له 13 مليار دج، ويتضمن 10 ورشات.. ثمرة شراكة بين الجزائر التي تحوز على 51 بالمائة من رؤوس الأموال وقطر بـ49 بالمائة، ورقة اقتصادية رابحة في الصناعة الوطنية من خلال توفير سوق متوازن ومنتظم وتنافسي للفولاذ.
وتعد عملية وضع الأوتاد الأولى التي تشكل الهيكل الأساسي لهذا المشروع الضخم بداية تجسيد حلم قديم، دفن لأزيد من 40 سنة، بفضل تضافر جهود السلطات الولائية المتعاقبة والشركاء الاقتصاديين.
حيث تقدمت اليوم الأشغال عبر الدرفلة الأولى والمكلف بإنجازها مجمع دانييلي، من أصل الثلاثة المزمع إنجازها بهذا المركب الصناعي الضخم بنسبة فاقت 90 بالمائة، حيث ستدخل حيز الإنتاج نهاية شهر أفريل 2017.
وسيسمح هذا المركب الذي يتربع على مساحة تقارب 216 هكتارا من المنطقة الصناعية لبلارة التي تقدر مساحتها بـ 523 هكتارا، بالتخلص من تبعية استيراد الفولاذ حسب تصريحات الوزراء المتعاقبين في زياراتهم لهذا المركب، من خلال إنتاج 4 ملايين طن بعد نهاية أشغال الدرفلة 02 و03 ودخولهما حيز الإنتاج.
ويعد مركب الحديد والصلب ببلارة، الذي سيدخل مرحلة الاستغلال خلال سنة 2017 والذي سيتم تدعيمه بوحدتين للفولاذ و3 درفلات، أحد أهم المشاريع الاستثمارية التي استفاد منها القطاع الاقتصادي الوطني برسم الديناميكية التنموية في جميع المجالات منذ أكثر من عشرية، حيث تم لحد الساعة وضع أكثر من 800 وتد و40 دعامة للدرفلات الثلاث لمركب الحديد والصلب ببلارة، كما تم تسخير جميع الإمكانيات البشرية واللوجيستيكية اللازمة مع الحرص على استكمال أحد المشاريع الرائدة للصناعة الجزائرية في الآجال المحددة.
وتوفر في الوقت الحالي ورشة مركب الحديد والصلب ببلارة بكلفة 170 مليار دج، 2500 منصب شغل مباشر وحوالي 10 آلاف منصب غير مباشر عند دخولها مرحلة الإنتاج.
وسينتج مركب الحديد والصلب الذي ستبلغ طاقة إنتاجه في مرحلة أولى، 2 مليون طن من الفولاذ سنويا، ثم 4 ملايين طن في مرحلة ثانية، الفولاذ المسطح وأنواع خاصة من الفولاذ، كما سيرافق مراحل تطور مختلف الشركات الفرعية الصناعية الخاصة بالسكك الحديدية والمركبات على وجه الخصوص.
وكشفت مصادر لـ»المساء» خلال زيارة وزير الصناعة بأن ربط المركب بميناء جن جن عبر خط سكة حديدية سيكون في مارس 2017، في حين سيشرع في ازدواجية خط السكة الحديدية بين هاتين النقطتين الاقتصاديتين في نهاية 2017، باعتبار ميناء جن جن مركزا هاما لاستقبال المادة الأولية للمشروع.
وسيفتح مركب الحديد والصلب آفاقا جديدة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية بالنسبة لجيجل خصوصا والجزائر كلها حسبما أكده المسؤولون المعنيون الذين تحدثوا عن الأثر الإيجابي لهذا المشروع على جميع القطاعات.
وسيكون لهذا الاستثمار الذي ستدعمه حركية ميناء جن جن بفضل استكمال مشروع الطريق المخترق للطريق السيار بين جيجل ومدينة العلمة (سطيف) أثر أكيد على الاقتصاد الجهوي والوطني.
محطة ضخمة لتوليد الكهرباء
ومن جهة أخرى، تتواصل بوتيرة سريعة أشغال إنجاز محطة ضخمة لتوليد الطاقة الكهربائية التي تمثل مشروعا ضخما آخر بمنطقة بلارة وتحديدا على أرضية بالقرب من بلدية الميلية بين جيجل وقسنطينة بالموقع الذي يحمل اسم شهيد الثورة محمود بلارة.
وتم تخصيص استثمار عمومي بـ89 مليار دج لإنجاز محطة توليد الطاقة الكهربائية بالقرب من هذا المركب، ستسمح بضمان تموين متواصل بهذه الطاقة الحيوية لهذه الصناعة الهامة.
وسيكون لمحطة توليد الكهرباء التي من المزمع استلامها في 2018 بطاقة تقارب 1400 ميغاواط (1398,29 ميغاواط) والجاري إنجازها في إطار مشروع مركب الحديد والصلب لبلارة أثرها في تطوير هذه الصناعة.
وسيستهلك مركب بلارة ثلث الطاقة الإجمالية لمحطة توليد الطاقة الكهربائية الذي يمثل 400 ميغاواط، حسب شايب سطي الذي أوضح بأنه يتم التزود بطاقة 440 كيلوفولط انطلاقا من محطة وادي العثمانية (ميلة) لتمكين مصنع الحديد والصلب من الاشتغال في تجاربه الأولى.