أعلن صاحب الكامنجة البيضاء، حمدي بناني، لـ»المساء» عن جديده الفني الذي سينزل إلى السوق قريبا في طبع العروبي والمالوف والمتضمن العديد من الأغاني منها «دمعي جارة» و«ياعشاقين»و أغنية أخرى أخذها عن المطرب الكبير الراحل الشيخ الكرد تحت عنوان «قادي السلام».

وعن هذه الأخيرة قال بناني «أخذت منها مقطعا وأدخلت عليه طبع العروبي الذي يشبه كثيرا الغناء الحوزي»، مضيفا أنه عشق غناء الشيخ الكرد خاصة هذه الأغنية التي أداها المرحوم سنة 1949، تدعم الألبوم الجديد من وزارة الثقافة وهو من إنتاج سنة 2017 السنة الجارية علما أن للفنان 30 ألبوما في السوق.

وفيما يخص برنامجه الغنائي، أكد بناني أنه سيقيم حفلا في أفخم القاعات بباريس، أما في الجزائر لم تصله أية دعوة في الوقت الراهن فهو ملتزم ببعض القعدات المالوفية مع أصدقائه وأحبابه ومحبي المالوف العنابي بمدينته بونة، على اعتبار أنه فنان شعبي بالدرجة الأولى ويقضي جل وقته في الكور وأزقة المدينة القديمة بلاص دارم.

وعن مصير المالوف أضاف المطرب حمدي بناني أن هذا الطابع لن يموت لأن المولعين به كثر خاصة منهم الشباب الذين أنشأوا جمعيات ثقافية تهتم بهذا التراث على مستوى ولايات الشرق منها عنابة، سكيكدة وقسنطنة وسوق أهراس وغيرها، ويبذلون كل جهدهم لإقامة مهرجانات محلية لتكريم هذا الفن وأصحابه وعليه فإن أغان أخرى مهما تطورت لن تقتل المالوف في الجزائر- يضيف ذات المتحدث- ولم يغفل بناني عن حث الفنانين الجدد على التعلم وصقل مواهبهم لضمان استمرارية هذا الإرث الثقافي، مؤكدا على أن المطرب الذي لا يملك صوتا ليس بفنان ،وبخفة روحه قال «أنا صوتي مازال قويا لأنني لم أتناول الكحول أو أي شيئ يقتل هذه  الخامة».

أشار المتحدث إلى أنه لا يؤمن بفن اسمه المالوف العصري، لأنه غير موجود إنما هناك مالوف أدخلت عليه بعض التعديلات لإعطائه روحا تتماشى والحفلات والأعراس، ويعتبر  شيخ المالوف محمد الطاهر فرقاني الأول الذي أدخل بعض النوتات والموسيقى على المالوف يليه بناني بعد تقديمه لباقة من الأغاني المالوفية منها «ظالمة»، يا باهي الجمال» و»قالوا العرب قالوا» وهي الأغنيات الأكثر طلبا لدى الجمهور العنابي خاصة في الأعراس. 

وعن شهرته التي نالها بالكامنجة البيضاء التي ترافقه دوما، أكد بناني أن الأبيض يلازمه حيثما كان منها الكامنجة التي ترافقه منذ سنة 1984 وحتى الآن، مضيفا أن هذه الآلة عشقها بعد أن رآها عند الفنانة الكبيرة كاترينا لاغا، بعدها اشترى الكامنجة والتي ظهر بها أول مرة في حفل بباريس ومنها اعتاد الجمهور وعشاق المالوف العنابي على حمدي والكامنجة البيضاء، مذكرا أنه له كمنجة أخرى كانت للشيخ محمد الكرد وعمرها تجاوز100سنة.

وعن الألقاب التي أعطيت له منها الملك الأبيض ورجل السلام والتي يفضلها بناني لأن من أطلقها عليه كان رئيس كوريا الشمالية كيم إلسون وذلك خلال إقامته حفل في عيد ميلاده حيث أعجب بصوته ومعه تعرف على أغنية المالوف والحوزي.  

نال حمدي بناني أيضا جائزة الامتياز في الاتحاد السوفياتي ضمن 62 دولة مشاركة في المهرجان العالمي للأغنية، كما كرم في عدة مهرجانات بالجزائر وبتونس وليبيا، وغيرها من الدول. 

خلال هذا الحديث أرجع صاحب الكامنجة البيضاء الفنان حمدي بناني سبب غياب الجمهور عن القاعات والمسارح لسياسة التقشف التي تمارسها وزارة الثقافة، مضيفا أن الوضع تسبب في تراجع النشاط الفني بشكل عام خاصة في الأشهر الأخيرة. حيث باتت المسارح ودور الثقافة شبه ميتة ، متسائلا عن آجال نهاية هذا الوضع الخطير حسبما أدلى به ل»المساء» ، وعبّر عن تذمره من الوضع الذي سينعكس سلبا على الفنان .