الأستاذة سامية تومي لـ «المساء» :

أقترح تبنّي التعليم المعكوس في الجزائر

أقترح تبنّي التعليم المعكوس في الجزائر
  • 1477
 ل. داريب ل. داريب

عرف الملتقى الدولي حول «التعليم عن بعد بين النظرية والتطبيق، التجربة الجزائرية أنموذجا» الذي نُظّم في الفترة الأخيرة بجامعة تيزي وزو، مشاركة العديد من الدكاترة والأساتذة من الجزائر ومن دول عربية أخرى، أثروا أشغال هذا الموعد الأكاديمي، من بينهم الأستاذة سامية تومي من جامعة باتنة، التي تفضّلت بالإجابة عن أسئلة «المساء» حول مداخلاتها، ومواضيع أخرى تدخل في سياق تحصيلهم العلمي.

في هذا السياق، قالت الأستاذة سامية تومي بأن التعليم المقلوب استراتيجية جديدة تبنّتها العديد من الدول المتقدمة، نظرا لما يتميز به العصر من استخدام كثيف للتكنولوجيا. كما أن الطالب بالكاد يفارق جهاز هاتفه الذكي حتى في القسم، مضيفة أنّه بسبب هذه العوامل اختارت عيّنة من طلبة السنة الأولى طب لإجراء بحث حول التعليم المعكوس الذي يقصد به تلقّي الطالب دروسا عبر الفيديو؛ أي في منزله، ومنه ينتقل إلى القسم، حيث تبدأ المناقشة، وبالتالي يتم ربح الكثير من الوقت الذي كان يُستنزف في تقديم الأستاذ الدروس مباشرة. 

واكتشفت الأستاذة بجامعة باتنة أنّ فرنسا وبالضبط طلبة السنة الأولى جذع مشترك لدراسات الصحة، يدرسون بهذه الطريقة التي تناسب تخصّص الطب وما شابهه. وأبعد من ذلك، فقد أجاب طلبة العيّنة التي انتقتها الأستاذة بالجزائر، أنّهم يعتمدون على التعليم المعكوس تطبيقيا، حيث يستعينون بالأنترنت رغم أنّهم لم يعرفوا بعد تسمية ما يقومون به، لتكتشف الأستاذة التي تناولت موضوع التعليم المعاكس في مداخلتها، أن الطالب متمكن من التكنولوجيا أكثر من الأستاذ في هذا العصر؛ بحيث يلج مواقع ويتصفح المواد التعليمية بدون أن يعرف أنه التعليم المقلوب.

كما اقترحت الأستاذة الباحثة التي تخصصت في جودة التربية والتكوين، مخبر تطوير نظم الجودة في التعليم العالي والثانوي، بتبني التعليم المعكوس في بلادنا، خاصة بالنسبة لبعض التخصّصات مثل الطب، والتي لا تحتاج إلى النظم التعليمية التقليدية. وتؤكّد على ضرورة تكوين الأساتذة من خلال الاستعانة بالخبراء لتطبيق هذا النظام التعليمي الجديد، ولم لا توفير أسطوانات لمن لا يملكون الأنترنت في منازلهم لاتباع نظام التعليم المعكوس الذي يمزج بين ما هو تقليدي، متمثّل في حضور الأستاذ، والجديد باستعمال التكنولوجيا. 

في المقابل، تحدّثت الأستاذة التي تشغل أيضا منصب نائب رئيسة الجمعية الجزائرية للموهوبين والمتفوّقين، عن دور هذه الجمعية التي تأسّست حديثا في الجزائر العاصمة، وشرعت مؤخرا في فتح فروع في عدة ولايات، فقالت بأنها جمعية معتمدة وتعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية، كما أنّها أوّل جمعية تعنى بالموهوبين في الجزائر. وبهذه المناسبة ستنظم ملتقى تكوينيا خلال الأسبوع الأوّل من عطلة الربيع، حيث يتم جلب خبراء لتكوين الأساتذة الجزائريين في أساليب الكشف عن الموهوبين من خلال مقاييس يعتمد عليها، ابتداء من الطور ما قبل التعليمي، وهكذا سيتم بعدها وضع تقييم على المستوى الوطني، ثم تقنين المقاييس التي تمكّن الخبراء من اكتشاف المواهب في المجتمع الجزائري، لتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية التي تكتشف الموهوبين في الطور ما قبل التعليمي، وتوجه كل موهوب إلى ما يصلح أكثر، فمثلا طفل ناجح في الرياضيات يُختصر عليه الطريق ويوجَّه إلى المادة التي يبرع فيها.