اختتام الطبعة الثانية من تظاهرة "ويل سوند"

الجمهور العاصمي ينتشي بطبوع موسيقية متنوعة

الجمهور العاصمي ينتشي بطبوع موسيقية متنوعة
  • 2983
دليلة مالك دليلة مالك
طُويت الطبعة الثانية للتظاهرة الفنية "ويل سوند" سهرة السبت المنصرم بفندق "الهيلتون"، بإحياء سهرة فنية متنوّعة جمعت نبيل بالي، سميرة براهمية، ألجيرينو وعبد المجيد حاج إبراهيم. واستمتع الجمهور الذي حضر السهرة الـ26 والختامية بعدة طبوع موسيقية، تعكس التنوّع الثقافي الجزائري والملكات الصوتية للفنانين.
كانت سهرة ذهبية بامتياز بفضل الأداء المحترف للمطربين الأربعة، كلٌّ في طابعه، وكلّ أعطى جرعة من النشوة والفرحة وقضاء آخر سهرات رمضان في أجواء مليئة بالإثارة والحماس، فالتظاهرة التي استجابت لطلب الشباب المتراوحة أعمارهم بين 18 و25 عاما، تمكّنت من جعل الحاضرين يرقصون على أنغام الراي، القناوي، الريغي والراب، ويغنون مع نجومهم.
من الصعب اقتفاء أثر عثمان بالي..
استهل الحفل نجل عميد الأغنية التارقية الراحل عثمان بالي. وبأسلوبه المتفرّد أتحف نبيل بالي الحاضرين بمجموعة من الأغاني التارقية. واعتمد في أدائه على القيثارة وليس التيندي؛ ما يعكس توجّهه العصري في تقديم الأغنية التارقية. واستعرض نبيل بالي قدراته في أداء العديد من الأجناس الموسيقية، على غرار الريغي والقناوي مع لمسات من موسيقى الشعبي، ونسائم من الطابع البروالي العاصمي.
وفي حديثه إلى الصحافة قبل أن يصعد المنصة، قال نبيل بالي إنّه اختلف عن أسلوب والده الذي كان يؤدي طبع التيندي، وغنى لوالده لكن بأنغام أخرى. وذكر أنّ والده أوصاه بأن يجد طريقه بنفسه وهو بصدد فعل ذلك. كما اعترف بأنّه من الصعب مواصلة مشوار عملاق الأغنية التارقية واسم كبير فيها.
سميرة براهمية والغناء الملتزم
ثمّ صعدت المغنية سميرة براهمية المنصة، وبدأت برنامجها الموسيقي بأداء أغنية للمطرب القبائلي الراحل سليمان عازم، فأغنية قناوية "لا إله إلا الله"، كما أعادت أغنية لأريتا فلانكين؛ حيث أبدعت في أدائها، ثم رفعت المطربة من وتيرة الأداء وقدّمت "أيلي أيلي حبيب ديالي فين هو" لسليم هلالي، وألهبت بها القاعة، وتفاعل معها الجمهور بشدة. كما انتهزت براهمية المناسبة لتؤدي أغنية من ألبومها الجديد، وختمت بأغنية "أحمد الجدارمي" في طبع مزج بين الراي والروك.
وفي حديثها إلى الصحافة، صرحت براهمية بأنّ إلحاق صفة الغناء الملتزم بها أمر حتمي؛ ذلك أنّها عاشت فترة العشرية السوداء، وتعرف جيدا كيف عاشتها الجزائر، وهو ما ساقها لتكون سفيرة لتقديم أحسن صورة عن المرأة الجزائرية في العالم. وتأسّفت بالمناسبة كون الزخم التكنولوجي والإعلامي لم يسمح بتوسيع أبواب التفتّح على الغير.
وأضافت بخصوص عملها أنّ هدفها هو تقديم منتوج يرضيها ويقنعها على المستوى الشخصي بصرف النظر عما يطلبه الجمهور؛ حيث ترفض الغناء تحت الطلب.
أمّا الفنان المغترب ألجيرينو فجعل نبض القلب يتسارع بتقديم مجموعة من أغانيه التي عرفت شهرة واسعة في أوساط الشباب الجزائريين المغتربين وكذا من أبناء وطنه، على غرار "سوغ لا تات دو ما ميغ" التي افتتح بها وصلته الفنية. وبرفقة الدي جي استمتع الحضور بتنشيط ألجيرينو للقاعة؛ إذ اقترب العديد منهم من المنصة لتبادل جنون الرقص على أنغام الراب والراي وكذا السطايفي.
وقدّم ألجيرينو أغنية رفعها إلى الأمهات، وأخرى للفريق الوطني، ثم أغنية من ألبومه الجديد، ينتظر أن يصدر مع الدخول الاجتماعي المقبل.
اللجوء إلى لبنان للتنصّل من الشاب خالد
وأرسى مطرب الراي عبد المجيد حاج إبراهيم (ابن أخي الشاب خالد) بالسهرة إلى برّ نهاية الطبعة الثانية لـ "ويل سوند"، ببرنامج موسيقي استقاه من الرصيد الغنائي الذي تركه عمه، وذلك للشبه الكبير بينهما في طريقة الأداء ونوعية الصوت وقوّته.
وصدح عبد المجيد بأغنية "طريق الليسي"، "يمينة" و«عبد القادر يا بوعلام" التي فتح بها شهية الجمهور للرقص دون توقّف، حيث استمتع الجميع بأداء متميز للفنان وتنشيط حيوي على المنصة.
وكان لعبد المجيد حاج إبراهيم لقاء مع الصحافة، تحدّث خلاله عن مشروعه في إطلاق ألبوم يحمل بصمته الخاصة؛ إذ هو بصدد عملية بحث عن "صوت" نافذ للأسماع، بحيث يمكن أن تكون الموسيقى اللبنانية والأغنية الجبلية التي تُعرف بها نجوى كرم والراحل وديع الصافي، مصدر إلهامه؛ لذلك فهو متواجد حاليا بلبنان لهذا الغرض.
وأكّد المتحدث أنّه يريد التنصّل من الشبه الذي يحمله من عمه الشاب خالد، من خلال البحث عن قالب يشبهه وأسلوب يمثله. وقال: "إني أشم رائحته في لبنان". وقد اعترف عبد المجيد في بداية حديثه بتأثّره بأعمال عمه والشهرة التي اكتسبها محليا بفضل صلة القرابة كذلك.
 لهذا السبب ننشط في رمضان أكثر
من جانب ثانٍ، تحدّث عماد هنودة مدير شركة "ويل كوم أدفرتايزينغ" منظمة الحدث، عن سبب إقامة التظاهرات الفنية والثقافية في شهر رمضان فقط، وأوعز الأمر إلى المؤسسات الاقتصادية المموّّلة للتظاهرة؛ فهي لا يمكنها أن تموّل على مدار السنة. وأردف يقول إن شركته تحاول دائما العمل في باقي أيام السنة وليس في شهر رمضان فقط، مشيرا إلى أنّه يحاول أن يكون محقّقا لطلبات الجمهور في كل مرة، وهذا هو الهدف الذي يسعى لأجله دوما.
وعن أسعار تذاكر ولوج الحفلات، أوضح عماد هنودة أن الشركة تجارية ربحية بالدرجة الأولى، ولا بد من عوائد مالية لمجهوده المبذول، مشيرا إلى أنّ بعض الحفلات كان سعر التذكرة فيها رمزيا.