بعد تكاثرها في أحياء العاصمة والبلديات المجاورة لها
إقبال شديد على محلات شاي تيميمون
- 4179
انتشرت في الآونة الأخيرة عبر مختلف بلديات العاصمة، محلات بيع الشاي ذات طابع صحراوي، أصبحت قبلة العديد من المواطنين الذين يعشقون تلك المشروبات المرفقة بحلويات معسلة ومكسرات يقتنيها الفرد على مدار اليوم.
اشتهرت تلك المحلات باسم «شاي تيميمون»، وتختلف الخدمة فيها عن المقاهي الكلاسيكية. فنظرا لإقبال المواطنين الواسع عليها، إذ انتشرت تقريبا عبر كافة أحياء العاصمة والبلديات المجاورة لها، بفضل ميزة الشاي المقدم فيه الذي يختلف كليا عن الشاي المباع في المقاهي العادية، والتي تعتمد هذه الأخيرة عادة على أكياس الشاي المعلبة. وهو الأمر الذي ساهم في انتشار محلات خاصة لبيع الشاي الصحراوي.
في وقت سابق اعتدنا رؤية الباعة المتجولين هنا وهناك، حاملين إبريق الشاي في يد وفي اليد الأخرى قفة بداخلها عدد من الأكواب البلاستيكية، وكيس ورقي بداخله فول سوداني، يعرض خدماته بالتنقل بين المارة والمحلات.
رواج كبير خلّفه ذلك التقليد وسط الباعة، فمذاق الشاي الصحراوي جعل المواطن العاصمي يدمن على شرب الشاي الذي له مذاق خاص يميزه، وكأن لسكان الصحراء سحرهم الخاص في تحضير الشاي بوصفة سرية لم يكشف عنها أحد منهم.
في جولة ميدانية قادت «المساء» إلى بعض تلك المحلات، اقتربنا من الشاب محمد يحياوي، صاحب محل خاص ببيع الشاي بالعاصمة، أوضح لنا أنه استثمر في هذا المجال قبل ثلاث سنوات، بعدما انتقل من مدينة تيميمون، حيث كان يعمل في محل خاص ببيع الأكل التقليدي، هناك تعلم تحضير الشاي من والديه اللذين كانا يتقنان أصول تحضير الشاي الصحراوي كمعظم سكان المنطقة الذين يعتبرونه جزءا من ثقافتهم، حيث قال: «لم تكن الفكرة وليدة رغبة خاصة، وإنما تبنيتها بعد النجاح الذي حققه أحد رفاقه الذي انتقل إلى العاصمة لفتح محل شاي، من هنا عمت فكرة الاستثمار في شاي تيميمون عبر أحياء العاصمة».
اقتربنا من بعض الزبائن لمعرفة السر الحقيقي وراء الإقبال الواسع على تلك المحلات، التي تعج منذ أولى ساعات النهار بالزبائن من رجال ونساء، بعدما أصبحت المقاهي حكرا على الرجل فقط، كان لنا في البداية حديث مع الآنسة حسيبة، موظفة في أحد محلات بيع الملابس الجاهزة بالعاصمة، أكدت لنا أنه منذ شهر تقريبا، دخلت في روتين الإقبال على هذا المحل قبل الانطلاق في عملها، حيث قالت: «بسبب خروجي مسرعة من البيت في الصباح الباكر، يتعذر عليّ تناول فطور الصباح في البيت، الأمر الذي يجعلني أشعر بالجوع والكسل عند الوصول إلى مكان عملي، مما دفعني إلى اقتناء الفطور وتناوله في العمل، وأصبحت تلك المحلات وجهتي المفضلة نظرا لنوعية الشاي المقدم، بفضل مذاقه الرائع الذي يشبه الشاي المحضر في البيت أو أحلى منه، أرفقه بقطعة من الحلويات «المعسلة» التي تباع في نفس المحل لتناولها قبل الانطلاق في يوم عمل شاق».
من جهته، أوضح عدد من الشباب التقينا بهم بنفس المحل، أنهم تبنوا تقليد تناول الشاي في تلك المحلات، والخروج من روتين القهوة، نظرا لتشكيلة الحلويات المعروضة المختلفة والوجبات التي تقدمها، كالمكسرات، «حلوة الترك»، «الفلان»، «موس بالشوكولاطة»، وغيرها من الوجبات التي تصاحب كأس الشاي الصحراوي.
من جهة أخرى، انتقلنا إلى أحد المقاهي القديمة بالعاصمة، وتحدثنا إلى الحاج مولود الذي أكد لنا أن تلك المحلات أصبحت تنافس بشدة مقاهي العاصمة، إذ استغنى عنها بعض الزبائن مفضلين محلات بيع الشاي. كما أرجع الحاج ذلك الإقبال إلى الطابع الجديد الذي تميزت به المقاهي التي تعتبر حكرا على الرجل، إلا أن هذه المحلات الجديدة تسابقت إليها النسوة لتصبح كغيرها من محلات تقديم الأكل السريع.