مختصون في مجال السيارات أكدوا لـ «المساء»:
الميكانيكيون بحاجة إلى التأقلم مع التكنولوجيات العصرية
- 2374
أجمع مختصون في الصناعات الميكانيكية على ضرورة النهوض بمهن الميكانيك وتطويرها من خلال ترقية التكوين لتأهيل اليد العاملة المحلية وتمكينها من التحكم في التقنيات العصرية، تماشيا مع التحولات الجديدة التي بات يشهدها عالم الميكانيك اليوم، وذلك لتزويد مصانع تركيب السيارات التي بدأت تنشأ ببلادنا بيد عاملة وطنية مؤهلة. ويرى المختصون أن الميكانيكيين وأصحاب ورشات الصيانة يشتغلون بطرق تقليدية تجاوزها الزمن، مطالبين بتجديد معارفهم والقيام بدورات تكوينية لتلقي معارف جديدة تمكنهم من التحكم في المركبات العصرية المجهزة بأحدث التكنولوجيات.
أكد مختصون في مجال السيارات في تصريح لـ»المساء» على هامش الندوة التي نظمت بمناسبة صالون التشغيل والتكوين بقصر الثقافة مفدي زكرياء بالقبة بالجزائر أمس، حول «التكوين في مجال السيارات: عرض نموذج أكاديمية رونو للتكوين بالجزائر»، أن معظم أصحاب ورشات تصليح السيارات من الميكانيكيين تحصلوا على شهادات من معاهد ومراكز التكوين المهني منذ وقت طويل وبالتالي فهم بحاجة حاليا إلى التأقلم مع التطورات التي يشهدها هذا المجال.
وأضاف محدثونا أن التكوين في الميكانيك ومختلف المهن التي لها علاقة بالمركبات هي مستقبل الصناعات الميكانيكية والمناولة التي بدأت تتطور ببلادنا مؤخرا من خلال انطلاق بعض مصانع تركيب السيارات، مشيرين إلى أن عالم السيارات تغير اليوم وأصبح يعتمد على تكنولوجيات عصرية جد متطورة وبالتالي فلا يمكن الاكتفاء بالتربصات الكلاسيكية التي تجاوزها الزمن والتي لم تعد تمكّن أصحابها من تشخيص أعطاب السيارات العصرية وتصليحها وصيانتها.
وفي هذا السياق، ذكر السيد محمد بركان، مسؤول قطب التكوين بأكاديمية «رونو الجزائر» للتكوين في مهن السيارات خلال هذه الندوة أن الأكاديمية التي فتحت أبوابها منذ 2008 وتلقت الاعتماد في 2014 تقدم تكوينا عصريا متطورا في عدة مهن ذات العلاقة بالسيارات خاصة ما تعلق بالتركيب، الطلاء، الميكاترونيك والنوعية لفائدة كل المهتمين بهذا المجال سواء كانوا مؤسسات أو شبابا راغبين في تعلم المهنة وليس لفائدة عمال «رونو» فقط، موضحا أن 80 بالمائة من المتربصين الذين يقصدون الأكاديمية من الشباب الراغبين في فتح مقاولات وورشات التصليح والصيانة يفضلون الاستفادة من خبرة الصانع الفرنسي في هذا المجال.
وأضاف السيد بركان أن الأكاديمية كونت منذ فتحها 9 آلاف شخص بمعدل ألف متربص سنويا. 80 بالمائة منهم من عمال «رونو» الذين يشتغلون بمختلف ورشات خدمات ما بعد البيع وكذا بمصنع التركيب بوهران، و20 بالمائة من خارجها.
كما تقدم الأكاديمية تكوينا تقنيا مختصا لفائدة عمال حظائر ومستودعات المؤسسات الاقتصادية الكبرى وشركات التأمين لتلقينهم معارف حول كيفية الصيانة والتصليح، بالإضافة إلى تكوين المكونين التابعين لمراكز ومعاهد التكوين والتعليم المهنيين عبر الوطن في إطار الاتفاقية التي تجمعها بوزارتهم.
وقال السيد بركان إن شركة «رونو للإنتاج ـ الجزائر» تفكر في فتح أكاديميات جديدة للتكوين على المدى القريب في عدد من الولايات الأخرى، لإتاحة فرص تكوين متخصص في مهن السيارات للشباب، خصوصا وأن الجزائر شرعت في إرساء صناعة ميكانيكية ثقيلة من خلال الشركات الموقعة لإنجاز مركبات لتصنيع السيارات والعربات الصناعية محليا.
ويعرف التكوين في مجال الميكانيك منذ السنة الماضية إقبالا منقطع النظير من طرف الشباب، مقارنة بالسنوات السابقة خاصة بولايات الغرب الجزائري، وذلك راجع إلى المشاريع الكبرى الخاصة بإنجاز 10 مصانع لتركيب السيارات بهذه الولايات والتي تحتاج إلى يد عاملة. ومن المنتظر أن توفر أكثر من 50 ألف منصب عمل، بكل من مصانع رونو، هيونداي، فولسفاغن، مرسيدس بنتز التي انطلقت مشاريعها في انتظار انطلاق باقي المشاريع.
ولتوفير اليد العاملة في هذا المجال، شرعت وزارة التكوين المهني في اعتماد مراكز تكوين جديدة في هذا المجال، على غرار المركز الجديد الذي تم تدشينه في وهران، حيث فتحت أكاديمية رونو الجزائر أبوابها أمام 6 مكونين من مديرية التكوين المهني لولاية وهران والذين تحصلوا على تكوين ذي نوعية مطابقة للمعايير والمقاييس الدولية للمصنع، والذين سيشرعون بدورهم في نقل خبرتهم وتكوينهم الجديد لعشرات الشباب بولايات الغرب الجزائري الراغبين في التكوين في مجال السيارات.