تسببت الأمطار الطوفانية التي تساقطت على ولاية عنابة، خلال 24 ساعة الأخيرة في غرق شوارعها الرئيسية في المياه إلى جانب تسرب كميات معتبرة إلى التجمعات السكنية الجديدة والأحياء الفوضوية، حيث تدخلت مصالح الحماية المدنية التي جندت نحو 20 شاحنة وتجهيزات أخرى لامتصاص مياه الأمطار بعد أن شلّت حركة المرور بسبب الازدحام وامتلأت الطرقات بالماء. كما أعلنت مصالح الأمن بعنابة حالة استنفار قصوى بالتنسيق مع الجهات المحلية وعناصر الحماية المدنية، أين عجزت هذه الأخيرة عن فتح الطريق رقم 44 الرابط بين عنابة وسكيكدة، بسبب تسرب مياه بحيرة فتزارة إلى كل الجوانب المحيطة بالطريق.

وقد تم إنقاذ العائلات القاطنة بالقرب من هذا الطريق منها أحياء خرازة وادي زياد وتحويلهم من منازلهم تفاديا لأي إصابات، فيما تم تجنيد شاحنات كبيرة لإخراج المركبات التي كانت عالقة في المياه الراكدة، فرغم تدخل الحماية المدنية، إلا أن ذلك حال دون تخفيف الضغط على المنطقة. وفي سياق متصل منعت مياه الأمطار تلاميذ المدارس خاصة القاطنين بخرازة وبرحال، الشرفة وغيرها من مزاولة دراستهم بعد تسربها إلى الأقسام إلى جانب غلق الطريق وامتلاء الوديان والبرك، وقد تدخلت مصالح الحماية المدنية لجمع المياه التي شملت حتى السكنات القصديرية بعد أن قضى سكانها ليلتهم في العراء خاصة منهم المتضررين بالمدينة القديمة بلاص دارم بسبب الانهيارات المتتالية خاصة منها انهيار جدران بحي المدينة القديمة وبالضبط بشارع عيسات إيدير بمحاذاة  حظيرة السيارات، حيث أسفر الحادث عن تخريب سيارتين سياحيتين، وقد تسبب الحادث في هلع وخوف السكان ولم تسجل أي إصابات في صفوف المواطنين.

وعلى صعيد آخر، تسببت الرياح القوية والأمطار الطوفانية في الانقطاعات المتكررة للكهرباء، حيث قضت العائلات القاطنة بعين الباردة، الشرفة، العلمة والحجار ليلتها في الظلام الحالك بعد تقطع الكوابل النحاسية، وقد تدخلت مؤسسة سونلغاز لإصلاح الأعطاب وإعادة ربط الأحياء والبلديات بالكهرباء، فيما يبقى الانقطاع مستمرا ببعض القرى النائية بسبب التضاريس الصعبة ومياه الوديان التي غمرت هذه المناطق.