دورة الأمانة العامة لاتحاد الأدباء العرب بالجزائر
تصدر فكرة المقاومة، وانضمام السعودية ومكافأة القدس
- 1630
احتضنت المكتبة الوطنية أمس، دورة الأمانة العامة لاتحاد الأدباء العرب، مع ندوة مرافقة تخص تجليات ثقافة المقاومة في الأدب العربي المعاصر «دورة شاعر الثورة مفدي زكريا»، وتستمر هذه الفعاليات إلى غاية يوم غد الثلاثاء.
حضرت الوفود العربية تلبية لدعوة الجزائر عاقدة العزم على الوقوف صفا واحدا أمام تحديات الراهن التي تستهدف المنطقة والعقل العربي، كما كانت الفرصة مواتية لانضمام بعض البلدان لأول مرة إلى الاتحاد كما هو الشأن بالنسبة للسعودية، حيث أدرجت ضمن أعضاء الاتحاد بعد محاولات استغرقت الـ20 سنة.
أكد الأستاذ يوسف شقرة، رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين أن اجتماع المكتب ينعقد في ظروف استثنائية تستوجب حضور النخبة التي هي من تقرأ الراهن وتفسره حتى لا تتورط الأمة في تدمير ذاتي أو انصراف عن التحديات وبالتالي العجز عن أي إقلاع، كما على هذه النخبة إخراج الأمة من فضاءات التكفير ومن طاحونة الجهل.
عن موضوع المقاومة أشار المتدخل أنها بمثابة تذكير بتراث أمتنا المقاوم فكريا وأدبيا عبر الأجيال وبالتالي إعادة قراءته لدحض دعاة التكفير والتقسيم، معتبرا النخبة هي الثروة العربية الثابتة التي تملك الرؤية والفكر وتتحسس مواقع الوجع للشعوب وكذا تطلعاتها.
أما الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب السيد حبيب يوسف الصايغ، فأكد في كلمته أن الاتحاد بيت العرب وعليه تجاوز واقع العزلة والحصار بالكتابة، مثمّنا دور الجزائر التي مثلت سر العبقرية خاصة من خلال هذا اللقاء الرمز، حيث يجتمع فيها العرب حينما تضيق الأوطان، ويحطوا على أرضها الغالية، داعيا في كل ذلك إلى توخي الوعي والمسؤولية وتجاوز الخيبات وتحقيق ما لم تحققه السياسة.
أشار المتحدث أن الجزائر تستقبل لأول مرة الوفد السعودي منذ أن تأسس الاتحاد سنة 1954، لتكون عضوا فيه في انتظار انضمام دولة قطر وأيضا عودة ليبيا.
من جانبه ألقى السيد سعيد السقلاوي، رئيس اتحاد سلطنة عمان كلمة باسم الوفود المشاركة أثار فيها العلاقة التاريخية بين بلاده والجزائر الحبيبة.
أما وزير الثقافة السيد ميهوبي، فتطرق في كلمته الترحيبية للسعي الذي دام 20 عاما لضم السعودية للاتحاد، كما اختار مقتطفات من خطاب رئيس الجمهورية السيد بوتفليقة، ألقاه سنة 2003 أمام أعضاء اتحاد الكتاب العرب في الجزائر، حيث ألح على تجديد الخطاب والمراجعة وخلق جذور تواصل مع الآخر.
بعدها تم تسليم جائزة القدس الخاصة بالاتحاد وعادت للكاتب الكويتي خليفة لقفان وقدرها 10 آلاف دولار تسلمها عنه طلال الرميلي، الذي قال إن الكاتب تعذّر عليه الحضور لأسباب صحية فيما تبرع بالمبلغ للهلال الأحمر الفلسطيني ممثلا في سفير فلسطين بالجزائر، كما تسلم نفس الجائزة جورج قريقوري من رومانيا نظير كتاباته عن فلسطين وأيضا سلمت الجائزة للشاعر سليمان درش من الجليل بفلسطين، وسلم درع الإتحاد للكاتب ليث شبيلات من الأردن.
عرضت بعدها نماذج من ثمار الاتفاقية بين اتحاد الكتاب الجزائريين والتونسيين تمثلت في مجموعة كتب.
على هامش الفعاليات تحدثت «المساء» إلى الدكتور حمد السميري، من السعودية الذي قال إنه توجد ببلاده أندية أدبية كلفته هو ومحمد البدي ورشحتهما للانضمام لاتحاد الكتاب العرب وهي خطوة ستجسد ثقل السعودية السياسي والثقافي، مثمّنا في ذلك الدور الجزائري علما أنه أعجب بكل ما لقيه في الجزائر من تعاون وترحيب وجمال منظر وطبيعة.
أما الأمين العام الدكتور الصايغ فتحدث لـ»المساء» عن دور الجزائر المحوري ومكانها الطبيعي لإقامة هذه الاجتماعات التي تعطي العرب الثقة والطمأنينة وما تضفيه من استقرار فيها ترسم به مستقبلا يتشكل كل يوم من خلال كلمة سحرية تختزل التغيير.
كما أشاد الضيف بخصال رئيس الجمهورية واصفا إياه بالمثقف الذي تحبه الإمارات ويحبها.
بدوره عبّر أحد المتوجين بجائزة القدس السيد جورج قريقوري، في حديثه لـ»المساء» عن علاقته بالعالم العربي منه الجزائر التي زارها سنة 1978 ونتيجة هذه العلاقة تعمق في دراسة العربية وصقلها أكاديميا بجامعة بوخارست، ونسج علاقات مع مثقفين عرب على رأسهم الراحل محمود درويش، الذي ترجم دواوينه وقال إنه كان معه طوال الوقت ثم سميح القاسم، كما أكد أن الجزائر تبقى الحبيبة ولا تغيب عن المخيال، متمنيا علاقات متميزة مع اتحاد الكتاب الجزائريين.
تحدث الأستاذ محيي الدين عميمور لـ»المساء» عن المقاومة التي تبقى كحجر الجمر الذي يغطيه الرماد حية في الشعوب العربية التي لها أمل في الله رغم القمع والتشريد.
كذلك الحال مع الشاعر ابن الجليل سليمان، فافتخر بكونه آت من قلب فلسطين متحدثا لـ»المساء» عن مقاومة الفلسطينيين وصمودهم في وجه الاحتلال.