المؤرخ بنيامين ستورا معلّقا على تصريحات ماكرون:

الاعتراف بالأعمال التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي «مشكلة جيل»

الاعتراف بالأعمال التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي «مشكلة جيل»
  • 738
و/أ و/أ

صرح المؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا، أول أمس، أن الاعتراف بالأعمال التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي «مشكلة جيل»، مشيرا إلى وجود فارق بين الشباب الفرنسي وجزء من الطبقة السياسية. 

وفي حوار لصحيفة «ليبيراسيون « ردا على الجدل الذي أثاره وصف ايمانويل ماكرون، الاستعمار الفرنسي بـ»جريمة في حق الإنسانية»، أكد المؤرخ أن «الأمريكيين قدموا اعتذارات  للفيتنام مما سمح لهم بإعادة فتح سفارة، وأن يصبحوا الشريك التجاري الأول لفيتنام. وهذه البراغماتية لا توجد في فرنسا». 

ويرى هذا المختص في تاريخ الجزائر والحركة الوطنية الجزائرية أن «الأمر يتعلق بمشكلة جيل»، موضحا أن لدى شاب يبلغ 25 سنة أو 35 سنة «الاعتراف بالأعمال المرتكبة من طرف الاستعمار الفرنسي أمر بديهي على غرار الرق والمحرقة فهي أحداث تاريخية معترف بها». 

أما بخصوص حرب التحرير الجزائرية فقد صرح المؤرخ «لم نصل بعد إلى هذه الدرجة»، مشيرا إلى وجود فارق بين الشباب وجزء من الطبقة السياسية ولهذا قالها ماكرون، الذي يبلغ 38 سنة على أنها أمر بديهي، مما خلّف الانزعاج لدى اليسار والاحتجاج لدى اليمين وردود فعل حادة لدى اليمين المتطرف». 

وأوضح قائلا «يعد وصف جريمة حرب وجريمة في حق الإنسانية مسألة قديمة برزت بلا توقف في النقاشات»، مشيرا في ذات السياق إلى المحامين الفرنسيين المدافعين عن جبهة التحرير الوطني والمختص في التاريخ بيار فيدال ناكي وكذا تقرير ميشال روكار. 

وأبرز ستورا بأنه «تم سرد وقائع مجازر وفظائع لا تخفى على أي مؤرخ جدي» في الأبحاث التي قام بها المؤرخون والتي خصصوها للاستعمار الفرنسي في الجزائر. 

وبخصوص ردود فعل اليمين، اعتبرها المؤرخ أنها «ردود فعل متفق عليها» وأضاف قائلا «عندما نتطرق إلى تاريخ فرنسا فإننا نتحدث عن الأنوار والجانب المجيد وجمهورية المساواة وغيرها. لكن نتحدث قليلا عن النقاط الغامضة مع أن تاريخ فرنسا يحفل بها»، مذكرا بقانون 2005 الذي يلزم الأساتذة على التطرق إلى الجانب « الايجابي» للاستعمار.  

واستطرد ستورا قائلا «بالنسبة لليمين واليمين المتطرف يجب أن يؤخذ تاريخ فرنسا على أنه كتلة. لكن إذا ما استمرينا في أخذ التاريخ على أنه كتلة يستخلص من ذلك أنه لم يحصل أي شيء تحت حكم فيشي أو الثورة الفرنسية مثل قتل الفنديين!إنها قراءة ذات أبعاد متغيرة. وهناك أيضا لدى اليمين المتطرف الإبقاء على الذاكرة الإمبراطورية ورفض الجزائر المستقلة». وأضاف المتحدث قائلا «لا نهتم إلا بفئة عانت من نهاية هذا التاريخ ألا وهي الحركى والمرحلون».  

واستطرد ستورا «ينبغي طلب وجهة نظر الأشخاص المستعمرين الذين عاشوا في مجتمعات استعمارية لفترة طويلة، مشيرا إلى تصريح ماكرون « صحيح أن فرنسا أتت بحقوق الإنسان ونسيت قراءتها».  و/أ