فيصل أوحدة رئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر:
أغلب ما نأكله سكريات
- 1692
أوضح السيد فيصل أوحدة رئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر أن أغلب حالات الإصابة بداء السكري في الجزائر مردها ضعف في فرز الغلوكوز من الكبد، الذي يمثل النوع الثاني من الإصابة بالداء الذي يمثل حوالي 80 بالمائة، 70 بالمائة منهم بفعل البدانة التي يسببها النظام الغذائي غير المتوازن والإكثار من الأكلات السريعة وعدم ممارسة الرياضة والابتعاد عن الحركة بسبب نمط الحياة المتسارع الذي جعل الناس رهائن انشغالاتهم، متحججين بالقول: «ما عنديش الوقت» وهذه العبارة التي تحولت إلى شماعة، يعلق عليها أغلب الجزائريين مسألة عدم اتباعهم نظاما غذائيا صحيا.
من جهة أخرى، أكد المتحدث أن السبب الرئيسي في الإصابة بداء السكري هو الاعتماد كليا على ما يحضر من أطعمة جاهزة بدءا بقهوة الصباح التي تصاحبها عبارة «ماعنديش الوقت باش نستقهوى في الدار»، مشيرا إلى أن القهوة في المقاهي تباع مسكرة حيث تحوي في تركيبتها على نسبة عالية من السكر، ضف إلى ذلك فإن قهوة المقاهي ليست من أجود الأنواع لاعتبارات مالية طبعا، بعدها يضيف «نشرب الحليب المسكر (ونظيف له السكر) مرفقا بقطعة حلوى وننهي وجبة الإفطار بحوالي كيلوغرام من السكر عند حوالي الثامنة صباحا، وقال «لا يوجد أي جزائري لا يأكل عند العاشرة ولو كان ما يأكله قطعة شكولاطة صغيرة أو قطعة بيتزا أو محاجب. وبالرجوع إلى البيتزا، يؤكد أنها من أكثر الوجبات التي يقبل عليها الأغلبية، وهي واحدة من أهم الأغذية التي تحفز على ظهور مرض السكري والسؤال لماذا؟
الإجابة واضحة، فعجينة البيتزا تحوي في الأصل على السكر، فللحصول على عجينة متماسكة ومقرمشة «تضاف إليها مقدار كبير من السكر، معنى هذا أنها مسكرة مرتين، أما صلصة طماطم فيضاف إليها السكر لمزيد من المذاق فنحصل على بيتزا مسكرة نرفقها بعصير ما يعني أننا استهلكنا كيلوغرامين من السكر تقريبا قبل حلول موعد الغذاء، وقال «ونسأل أنفسنا لما نصاب بداء السكري»!!!
وجبة الغذاء هي الموعد مع أمرض الضغط الدموي والسكري
يستمر سيناريو الغذاء غير الصحي عند موعد الغذاء حسب رئيس جمعية مرضى السكري، حيث نهرول مسرعين إلى أقرب محل أكل سريع لطلب «ساندويتش» وهو عبارة عن خبز معد بالسكر سلفا يحشى ببطاطا مقلية في زيت نجهل آجال صلاحيته ويقول «بعد التشبع بالسكريات صباحا، يأتي دور الدهون في مزيج من الزيوت والملح والجبن الذي لا يشبه مطلقا الجبن، بل شبيه الجبن والأخطر في كل ما يروج، الصلصة المنزلية الحمراء أو البرتقالية التي نجهل مما تتكون.
في الفترة المسائية، نعود إلى السكريات باحتساء القهوة أو الحليب الذي يرافقه الكعك أو أي شيء آخر محلى، لنختم نظامنا الغذائي بعشاء يختلف حسب الحالة العائلية، فإن كان المواطن متزوجا يبحث في القدر عما تم تحضيره بالمنزل وإن كان أعزبا يعود أدراجه للبحث عن بيتزا أو ساندويتش آخر يقضي به على جوعه.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، حيث برزت ظاهرة أصبحت تشكل خطرا على الشباب الذي يتجه بعد وجبة عشاء غير متوازنة غنية بالدهون والسكريات إلى مقاهي الأنترنت محملين بمشروب غازي و أكياس «الشيبس» لأن الدردشة على شبكات التواصل الاجتماعي تزيد من الرغبة في الأكل.
من الظواهر السلبية أيضا التي حفزت تفشي السكري، تناول الشاي باستمرار حيث يعمد أصحاب المحلات إلى تحليتها، الأمر الذي يقودنا ـ حسب المتحدث ـ إلى القول «بأننا محاطون بالسكر من كل الجهات والطامة الكبرى أن كل هذه الأغذية تحرم المواطن أيضا من النوم لأن النظام الغذائي المعتمد يحوي على نسبة عالية من المنبهات وبعد كل هذا نتساءل عن مصدر الأمراض».
السؤال المطروح اليوم هو: كيف يمكن أن نصحح نمطنا الغذائي وفي هذا الشأن يجزم محدثنا أنه من الصعب أن نجعل غذاءنا صحيا، مشيرا إلى أن ما يصعّب من المهمة غياب الرقابة وحتى وإن وجدت في النهار من يراقب عمال الليل كباعة الشاي لذا يمكن التأكيد أن الحديث عن 4 ملايين مصاب بداء السكري رقم غير صحيح فمع هذا النظام الغذائي هنالك الكثير من الحالات غير المكتشفة بدليل أن أثناء حملات التشخيص نكتشف في كل مرة حالات جديدة وتحديدا من النوع الثاني الذي مصدره طبعا الغذاء غير الصحي.