تصلب المواقف يبقي مفاوضات جنيف في نقطة الصفر
دي ميستورا يفشل في تقريب وجهات نظر الفرقاء السوريين
- 1128
وجد ستافان دي مسيتورا المبعوث الأممي إلى سوريا في اليوم الثاني من بدء الجولة الرابعة من المفاوضات بين فرقاء الحرب في هذا البلد صعوبات كبيرة في إقناعهم بالتوصل إلى اتفاق حول جدول أعمال يكون أرضية صلبة لمفاوضات جدية وحاسمة.
ولم يتمكن وفدا الحكومة السورية والمعارضة من تحقيق أي تقدم في هذه الجولة الجديدة التي ترعاها الأمم المتحدة ضمن مؤشرات أكدت على احتمالات متزايدة بفشلها تماما كما حدث بالنسبة لجولات الحوار الثلاثة التي تمت بينهما العام الماضي وانتهت جميعها الى نتيجة صفرية. وتزامن هذا الاحتقان والشعور بالتشاؤم مع تصعيد ميداني عرف تنفيذ أعنف عملية تفجير انتحارية بمدينة الباب في شمال البلاد خلفت في حصيلة أولية مقتل 51 شخصا، يومين فقط بعد تحريرها من سيطرة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي. وعكست مثل هذه التطورات درجة تعقيدات الأزمة السورية وتباين المواقف بين الفرقاء السياسيين والميدانيين بما يجعل من الصعوبة التوصل الى تسوية قريبة لاقتتال حصد طيلة ست سنوات أرواح 310 آلاف سوري.
وتجلت هذه الصعوبات أيضا من خلال أطوار هذه الجولة من المفاوضات بعد أن بقي دي ميستورا ووفدي الجانبين يبحثان المسائل الإجرائية، وهل تتم المفاوضات بشكل مباشر من عدمه ومن يشارك فيها من فصائل المعارضة وهو الذي كان يأمل في إقناع الجانبين بالجلوس الى طاولة مفاوضات واحدة وبحث نقاط جدول الأعمال يخص إشكاليات المرحلة الانتقالية وفق ما نصت عليه اللائحة الاممي 2254 ومسألة صياغة الدستور السوري الجديد والانتخابات. وأكد عدم تمكن دي ميستورا من إقناع وفدي الطرفين المتحاربين بالجلوس وجها لوجه أمام طاولة مفاوضات واحدة استمرار عدم الثقة وهواجس الريبة بينهما بما سيؤدي الى فشل هذه الجولة أيضا، بعد أن أرغم في اليوم الثاني من هذه المفاوضات على عقد لقاءات منفردة مع كل وفد بهدف إقناعهما بالتفاهم حول دول أعمال المفاوضات. وهو ما جعله يحث الجانبين على تحمل مسؤولياتهم وعدم تضييع هذه الفرصة «التاريخية» من خلال التفاهم على تشكيل حكومة انتقالية تكون بمثابة خطوة أولى على طريق التسوية النهائية. وقال دي ميستورا في افتتاح المفاوضات بقاعة المؤتمرات بمقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية باتجاه أعضاء الوفدين أن الشعب السوري ينتظر بشغف انتهاء الحرب ويحلم بالخروج من هذا الكابوس، مؤكدا على أن الحل العسكري في بلدكم يبقى أمرا مستحيلا، ضمن رسالة بعدم قدرة أي طرف على حسم هذه الحرب لصالحه بقوة السلاح وان المخرج من دوامة هذا الاقتتال تبقى عبر مفاوضات جادة. واعترف الدبلوماسي الاممي بصعوبة مهمته إلى الحد الذي جعله يؤكد أنه لا ينتظر تحقيق «المعجزة» بمدينة جنيف، بقناعة أن الأمر ليس سهلا في تلميح واضح إلى حقيقة ارض المعركة والتجاذبات العسكرية التي تعرفها بدخول قوى إقليمية ودولية على خط المواجهة استعصى معها تليين مواقف الأطراف السورية وإقناعها بإسكات لغة السلاح والاحتكام إلى لغة الحوار.