خلادي يكشف تجاوب الاتحاد الإفريقي مع المسعى الجزائري

نحو كسر احتكار نقل المباريات الإفريقية

نحو كسر احتكار نقل المباريات الإفريقية
  • 1014
 محمد . ب  محمد . ب

أكد نائب رئيس الجمعية العامة العاشرة لاتحاد إذاعات الدول الإفريقية والمدير العام للتلفزيون الجزائري، توفيق خلادي أمس، أن مساعي الجزائر لكسر احتكار بث التظاهرات الرياضية الكبرى، في طريقها إلى التجسيد، معلنا مصادقة الجمعية العامة لاتحاد إذاعات الدول الإفريقية المجتمعة بداكار، على قرار تنظيم السوق الإفريقية لحقوق نقل وبث المباريات من خلال إنشاء «سوق إفريقية موحدة» وتمكين كل مواطني القارة من مشاهدة ومتابعة الأحداث الرياضية الكبيرة على المدى القريب.

السيد خلادي، في تصريح للإذاعة الوطنية في اختتام فعاليات الجمعية العامة الـ10 لاتحاد إذاعات الدول الإفريقية بالعاصمة السنيغالية داكار، ذكر أن مسار تنظيم سوق نقل وبث الأحداث الرياضية الكبرى، بدا من الجزائر العاصمة بجهود الدبلوماسية الجزائرية خلال سنة 2010، مشيرا إلى أن هذا المسار تواصل خلال اجتماع وزراء الإعلام وتكنولوجيات الاتصال  سنة 2015 بأديس أبابا، حيث تم الخروج بلائحة تطلب المساندة من الاتحاد الإفريقي الذي صوت على القرار في قمة كيغالي برواندا في جويلية 2016.

لتتوج مساعي الجزائر ـ حسب المدير العام للتلفزيون الجزائري ـ بمصادقة رؤساء دول وحكومات إفريقيا في جانفي 2017 على لائحة سياسية تطالب بالعودة إلى النقاش على مستوى القارة الواحدة، من خلال جميع الفاعلين في الإطار الرياضي من فيدراليات محلية والكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم «كاف» والقطاعات الوزارية الوطنية بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي للإذاعات والتلفزيون، بغرض تنظيم سوق حقوق نقل وبث المباريات والقضاء على الفوضى التي تشهدها إفريقيا حاليا.

في سياق متصل، أكد خلادي أنه تقرر خلال إجتماع الجمعية العامة العاشرة لاتحاد إذاعات الدول الإفريقية والتي عرفت مشاركة المدير العام للإذاعة الجزائرية شعبان لوناكل والمدير العام لمؤسسة البث التلفزي والإذاعي، «العودة إلى سوق واحد وهو إفريقيا، بعدما كانت السوق مقسمة إلى سوق المغرب العربي وسوق جنوب إفريقيا، إضافة إلى سوق نيجيريا ومنطقة إفريقيا ما تحت الساحل»، وهو ما جعل مهمة الاتحاد الإفريقي في المفاوضات مع جميع ملاك الحقوق جد صعبة، على حد تعبير المتحدث الذي أشار في نفس الصدد إلى أن المفاوضات مع سوق موحدة، ستمكن من اقتناء حقوق نقل الأحداث الرياضية الكبرى بأسعار معقولة تتيح للجماهير الإفريقية متابعة المباريات الكبرى إذاعيا وتلفزيا. 

وكشف نفس المسؤول أن الخطوة المقبلة ستتمثل في وضع الإطار القانوني لهذه السوق الموحدة الجديدة، من خلال المرور على البرلمان الإفريقي، وإعداد لائحة تطلب من جميع البرلمانات الإفريقية بتشريع قوانين، تمكن من مواجهة جميع الفيدراليات المحلية والفيدرالية الإفريقية وكذا الفيدرالية الدولية «الفيفا» مواجهة للصعوبات المتعلقة بحقوق البث، على شاكلة ما تم سابقا في أوروبا من خلال ما يعرف بـ«تلفزيون دون حدود» الذي أقرته اللجنة الأوروبية.

بالمناسبة، شدد خلادي على ضرورة تعميم نظام «المينوس» على مستوى دول الاتحاد الإفريقي لإتاحة تبادل المحتويات بين تلفزيونات وإذعات دول الاتحاد، مثمنا نجاح اتحاد الإذاعات في استصدار لائحة إفريقية تلزم جميع المؤسسات المالية بدعم تلفزيونات وإذاعات الدول الافريقية في اقتناء هذا النظام.

كما أبرز في سياق متصل أهمية العودة إلى إنتاج وتبادل البرامج وتصدير مضامين إفريقية تحافظ على الانتماء للقارة السمراء وتكرس هويتها والهوية الوطنية لكل بلد، لافتا إلى أن  إفريقيا «لم تبق على تلك الصورة المتعلقة بالفقر والبؤس، بل تشهد حاليا ديناميكية اقتصادية واجتماعية وثقافية، ينبغي إظهارها للمحيط الخارجي وللعالم» .

في الأخير، نوه المدير العام للتلفزيون بالدور الذي تلعبه الجزائر على مستوى اتحادات الاذاعات والتلفزيونات الإفريقية من خلال تواجدها على رأس اللجنة التقنية وفي جميع اللجان، لاسيما في لجنة التسويق ولجنة المالية واللجنة الإدارية، «وهي اللجان التي تعتبر المحرك الحقيقي للاتحاد، باعتبار أن كل قراراتها توجه نحو المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي».

جدير بالذكر أن احتكار بعض التلفزيونات والمؤسسات الإعلامية لحقوق بث التظاهرات الرياضية الكبرى، وخاصة منها البطولات الدولية والإفريقية لكرة القدم، حرم العديد من جماهير الكرة وشعوب القارة من حق متابعة هذه المباريات، على غرار ما حدث مؤخرا خلال تظاهرة كأس إفريقيا للأمم التي احتضنتها الغابون، والتي حرم الجزائريون من متابعتها على التلفزيون الجزائري، بسبب عدم قدرة هذا الأخير على تسديد المبالغ الخيالية التي طلبتها الجهة التي احتكرت بث هذه التظاهرة.