جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية تصدر كتابا جديدا

الأستاذ عبد الرحمان شيبان المجاهد، المربي، المصلح والأديب

الأستاذ عبد الرحمان شيبان المجاهد، المربي، المصلح والأديب
  • 3601
زبير.ز زبير.ز
صدر مؤخرا عن جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، بمناسبة تخرج الدفعة السابعة والعشرين التي حملت اسم فقيد الساحة الفكرية الجزائرية عبد الرحمان شيبان، كتاب تحت عنوان ”الأستاذ عبد الرحمان شيبان، المجاهد، المربي ،المصلح والأديب”، تحت إشراف الدكتور عبد الله بوخلخال، بمساعدة الأستاذ عزيز حداد الذي ترأس لجنة القراءة والتحكيم والسيدة نعيمة رواس بالإشراف التقني.
ضم كتاب ”الأستاذ عبد الرحمان شيبان، المجاهد المربي المصلح الأديب” الذي جاء بحجم متوسط في 292 صفحة، سبعة فصول، بداية من الفصل الأول الذي تناول الحياة الشخصية للمرحوم عبد الرحمان شيبان، تكفل بكتابته الدكتور عبد الكامل جويبة، ومنه دوره الإصلاحي، النضالي، التربوي والإنساني الذي غاص فيه الدكتور بشير فايد.
وبدأ الشيخ المرحوم في طلب العلم من كّتاب القرية على يد الشيخ
المختار الورتلاني، ثم انتقل إلى الزاوية السحنونية بالزواوة وبني وغليس بين بجاية والبويرة، فإلى مدرسة جمعية العلماء المسلمين، ثم جامع الزيتونة، حيث كان رئيسا لهيئة الطلبة الجزائريين.
كما حمل الراحل معه العديد من الكتب الفكرية التي تدعو إلى التحرر وكانت ممنوعة على غرار كتب الأمير شكيب أرسلان، ليعود إلى التدريس بمعهد الإمام عبد الحميد بن باديس ابتداء من سنة 1947 بتدخل شخصي من الشيخ المرحوم البشير الإبراهيمي، وكان على اتصال دائم بالمفكرين وعلى رأسهم مالك بن نبي.
وفي الفصل الثاني من الكتاب الموسوم تحت عنوان ”جهود عبد الرحمان شيبان في ميدان التربية والتعليم”، تطرق الدكتور محمد بودبان إلى النهج التعليمي للرئيس السابق لجمعية العلماء المسلمين، وسبل المحافظة على المقومات الجزائرية.
وجمع الدكتور لزهر فارس شهادات حرة عن جهود الشيخ شيبان في ميدان التربية والتعليم والشؤون الدينية، كما تطرق الدكتور أحمد عصماني في هذا الفصل إلى الرسالة التي خصها الشيخ المرحوم شيبان الذي يعد أحد قمم وأعلام الجزائر في العصر الحديث، إلى الشباب تحت عنوان ”آمال معقودة ومناشدة ممدودة”.
وفي الجزء الأخير من هذا الفصل، تطرق الأستاذ الدكتور مولود عويمر إلى العلاقة بين الشيخ عبد الرحمان شيبان وأحمد رضا حوحو، وهما شخصيتان بارزتان في الساحة الثقافية والعلمية والأدبية الجزائرية، تعارفا بمعهد الشيخ بن باديس قبل استشهاد رضا حوحو، وكتب عليه شيبان في الصحافة التونسية سنة 1957، كما ساهم في إدراج نصوص رضا حوحو في مقررات التربية الوطنية عندما كان مفتشا عاما بالوزارة الوصية.
وخص الفصل الثالث من الكتاب، جهود الشيخ عبد الرحمان شيبان في ميدان الإصلاح ومواقفه الشجاعة من تقديم الأستاذين محمد الصديق محمد الطاهر قادري وبلقاسم شتوان الذي كان يرى أن مساهمة الشيخ كانت كبيرة وحنكته أكبر في إدراج اللغة العربية كلغة خامسة، إلى جانب لغات الأمم العظمى في هيئة الأمم المتحدة سنة 1966 وكانت وقتها الفارسية الأقرب للإدراج.
كما أكد الأستاذ شتوان أن مواقف الشيخ بخصوص الإسلام والعربية كانت ثابتة ولا تقبل المساومة فهي بالنسبة له قضية حياة أو موت، وهو الذي وعد بقضاء بياضه في سبيل العروبة والإسلام،كما قضى سواده على هذين العنصرين.
وتطرق الأستاذ الدكتور إسماعيل سامعي في الفصل الرابع للكتاب الذي كان تحت عنوان ”اهتمامات الشيخ بقضايا الأمة”، إلى أهم كتابات شيبان في هذا المجال، وذكرت الدكتورة زكية منزل غرابة أهم مواقف الشيخ من بعض القضايا الدولية والوطنية استنادا لما وجدته بجريدة البصائر، على غرار قانوني الأسرة والإعدام لسنة 2008 وتعرض الفلسطينيين للعدوان الإسرائيلي والإساءة للإسلام والمسلمين والإرهاب والعولمة.
 وكتب الدكتور كمال لدرع عن الإسلام في فكر الشيخ شيبان، حيث أكد نصرة الشيخ للإسلام ووسطيته واعتداله في مواقفه، معتبرا أنه كان يتسم بعلو الخلق وسمو الأدب وكان من الأساتذة الذين جاهدوا بالسلاح خلال الحرب التحريرية وأوصلوا جهادهم بالكلمة والقلم بعد الاستقلال في عهد البناء والتشييد، كما تصدى لكل محاولات التغريب بفضل تكوينه العلمي الذي سمح له بذلك.
وجاء الجزء الخامس، ليتطرق إلى آثار الشيخ شيبان، كما حمل الجزء السادس عددا من الشهادات الحية، جمعها الأستاذ محمد الصديق بن محمد الطاهر قادري، وعلى رأسها شهادة رئيس جمعية العلماء المسلمين، الأستاذ الدكتور عبد الرزاق فسوم والأستاذ محمد الهادي الحسني، ليختتم الكتاب بمقتطفات من أقوال الشيخ شيبان، إضافة إلى ضمه لمجموعة من الصور القديمة للشيخ في ملحق، مع الرؤساء السابقين للجزائر، ومع الشيخ المرحوم محمد الغزالي، المرحوم نايت قاسم بلقاسم.