الملتقى الدولي «لونيس آيت منقلات.. مسيرة 50 سنة من العطاء»

منح أوّل «هونوريس كوزا» لآيت منقلات

منح أوّل «هونوريس كوزا» لآيت منقلات
  • 2067
 س. زميحي س. زميحي

أعلن رئيس جامعة «مولود معمري» لتيزي، وزو البرفسور احمد تيسا، أمس عن مشروع منح دكتوراه فخرية «هونوريس كوزا» الأولى من نوعها هذه السنة للفنان القدير لونيس ايت منقلات، وذلك قبل حلول شهر جوان المقبل، على أن يأتي الدور على الراحل معطوب الوناس فيما بعد، تقديرا وعرفانا لما قدّماه للفن والثقافة الأمازيغية خاصة والجزائرية عامة.

بالمناسبة، دعا عميد جامعة «مولود معمري»، المجلس العلمي للجامعة لعقد لقاء يوم 15 مارس لعرض واقتراح مشروع منح دكتوراه فخرية «هونوريس كوزا» لرجال الثقافة والفن الذين تركوا بصماتهم في الساحة الوطنية، عبر أعمالهم المختلفة، حيث سيتم بدءا من هذه السنة منح دكتوراه فخرية لشخصيتين كلّ سنة من رجال الآداب والثقافة والفن، مشيرا إلى أنه سيتم قبل حلول شهر جوان المقبل منح «هونوريس كوزا» للفنان لونيس أيت منقلات على أن ياتي الدور على الفنان الراحل معطوب لوناس خلال السداسي الثاني. 

وأعطى البروفسور تيسا، إشارة انطلاق أشغال الملتقى الدولي «لونيس آيت منقلات، 50 سنة من العطاء» الذي نظّمه مخبر التهيئة والتعليم للغة الأمازيغية التابع لجامعة تيزي وزو، ويشهد كوال 3 أيام تقديم جملة من المحاضرات لأساتذة جامعيين قدموا من تيزي وزو، العاصمة، البويرة، بجاية، بومرداس وكذا من دول عربية وأجنبية منها المغرب، اسبانيا وباريس.

ويقترح الملتقى دراسة أعمال الفنان الذي قدّم أكثر من 200 أغنية ونص شعري، حيث يحتفل خلال سنة 2017 بمرور خمسين سنة على العطاء الفني، كما يعتبر هذا الملتقى فرصة لتكريم هذا الرجل الذي نبض قلبه للفن والثقافة منذ صغره، حيث خاض الفن وعمره 17 سنة، وأطلق عليه اسم «باب بوال» (أب الكلمة)، ويسعى منظّمو الملتقى إلى طرح أعمال الفنان لإبراز ما ساهمت وأتت به لبناء رأس مال ثقافي وشعري.

ولطرح أحسن وأفضل للإشكالية المقترحة، تمّ التطرّق لعدّة نقاط منها «نقد أدبي لأعمال الفنان»، قصد مقارنة ترجمة الشعر القبائلي بكتابات وتركيب معاصريه، وكذا إبراز وإظهار محتوى الحداثة التي تتوفّر عليها أشعار دا لونيس التي يهتم بها في مجالات التصميم، عبر دراسة اختيار معايير الإبداع  وكذا جانب الوزن، عبر دراسة وتحليل هيكلية وزن النصوص، الابتكارات وتوجهات الوزن وجوانب أخرى،  ناهيك عن انتروبولوجيا الثقافة والتراث وإشكالية الهوية في أعمال لونيس آيت منقلات، والبعد الأنتروبولوجي والاجتماعي في أعماله، دراسة اللسانيات وتحليل النص عبر إبراز دور المقدمة، التكرار إعادة الصياغة وغيرها وكذا الاقتباس وتحليل في مجال المقارنة، الكناية أو المجاز المرسل وغيرها من المعايير التي جعلت أعمال الفنان في مستوى من القمة من جميع النواحي والجوانب والتي تمّ دراستها ومناقشتها خلال هذا الملتقى الدولي.

في هذا الإطار، نوّهت الأستاذة كهينة فليسي من جامعة «مولود معمري» في محاضرة حول «تحليل أعمال لونيس ايت منقلات»، بالتطوّر البارز الذي يعرفه الإنتاج الشعري للفنان منذ بداية مسيرته الفنية 1967، مشيرة إلى أنّ التنوّع والغنى الذي يمتاز به الشعر القبائلي المعاصر ومنه شعر آيت منقلات دفعت الباحثين من جامعيين لدراسة خاصة ومميزة لهذا الشعر.

وارتكزت في مداخلتها على نقد كلّ الدراسات المنجزة حول أعمال دا لونيس، حيث سعت في الوهلة الأولى إلى إحصاء الأعمال المنجزة منذ 198، وذلك منذ الدراسة التي أنجزتها تسعديت ياسين إلى غاية اليوم، أي نظرة نقدية حول أعمال الشاعر لمدة 25 سنة، وفي المرحلة الثانية سيتم فحص البحث للكشف عن التوجّهات الكبيرة وإبراز المكانة التي تحويها هذه الدراسات في حقل الأدب القبائلي.

بينما عرض المحاضر لحسين بويعقوب من المغرب في محاضرته إلى مقارنة بين آيت منقلات وفنانة مغربية «تباعمرانت»، حيث اختزل مسيرة كلا المدرستين في محاول منه، إجراء مقارنة بينهما، حيث أنّ تاريخ بداية مسيرتهما الفنية وموقع ظهورها مختلفين، في حين يلتقي قدرهما في مجال الدفاع عن الأمازيغية، كما ولد الفنان في 1950 والفنانة تبا عمرانت في 1962.

وتطرّقت الأستاذة تيزيري بشير، من جهتها، إلى ترجمة أعمال لونيس آيت منقلات، قالت إنّها لم تكن منجزة بشكل جيد، حيث تمّ ترجمة الكلمة وليس الشعر  وهو الأساس المطلوب في الترجمة الحقيقية.

وبرمجت مجموعة من المحاضرات منها «الصورة الشعرية وتوظيف التراث الشعبي في شعر لونيس ايت منقلات»، «بلاغة خطاب الهامش في أغاني لونيس آيت منقلات»، «الصورة التراثية في أعمال لونيس ايت منقلات»، «استخدام كلمة «تمورث» في أشعار ايت منقلات»، «الإعلام وايت منقلات، انعكاس الجدل في شبكات التواصل الاجتماعي».

ألبوم جديد في أفريل المقبل  ... حفل فني بالبيضاوية 

 أعلن الفنان القدير لونيس آيت منقلات عن نزول ألبوم جديد له إلى السوق في أفريل المقبل، موضّحا أنّ هذا العمل الفني الذي يأتي ليعزّز رصيده الفني الغني، في طور التحضير ويشرف على الانتهاء، ويحمل كالمعتاد الكثير من المفاجآت لمحبي الفنان وعشاق فنه، حيث سيضمّ مواضيع مختلفة، فضّل الفنان أن يبقيها مفاجأة.

وأشار دا لونيس إلى أنّه على موعد مع عشّاق أشعاره وموسيقاه يوم 24 مارس بالقاعة البيضاوية بالعاصمة، لإمتاع العاصميين بباقة فنية من رصيده الفني الغني والثري. وقال إنّه يريد تقديم حفل كبير مثل الذي أحياه بقاعة «زينيت» بمناسبة خمسين سنة من العطاء الفني، ليكون هذا الحفل انطلاقة لجولة فنية، ستقود الفنان إلى عدّة ولايات من الوطن، حيث ينتظره جمهوره بفارغ الصبر ليمتعهم بأغانيه الجميلة.

دا لونيس بعد تلقّيه «وسام تقدير وعرفان»:  التكريم لا يخصني لوحدي إنّما لكلّ الأغنية القبائلية 

 عبّر الفنان القدير لونيس آيت منقلات عن فرحته وسعادته بالتكريم المقام على شرفه من طرف مخبر التهيئة والتعليم لجامعة «مولود معمري» بتيزي وزو، حيث كانت الفرحة بادية على وجهه وتلألأت عيناه، لاسيما أن قاعة «أوديتوريوم» اكتظت بالطلبة والضيوف الذين جاءوا من كلّ مكان للمشاركة في أشغال الملتقى المنظم لدراسة أشعار الفنان ومحاولة الغوص في معانيها وفهم دلالتها وكيف خدمت الأغنية والثقافة القبائلية.

وقال دا لونيس إنّ حفل التكريم المقام على شرفه لا يخصّه لوحده وإنّما يخصّ كلّ ما يتعلّق بالأغنية القبائلية قائلا: «لا أعتبر هذا التكريم شخصيا وإنما للأغنية القبائلية»، مضيفا أنه لا يجد كلمة معبّرة أكثر من قول «شكرا»، داعيا النخبة المثقفة إلى مواصلة العمل على الرقي وتطوير الأغنية القبائلية أكثر والثقافة واللغة القبائلية، مؤكّدا الحاجة إلى ذلك، قائلا: «كلّ نشاط ومبادرة من شأنه الرقي باللغة، والثقافة تأتي لتدفئ قلوبنا، وإنها إضافة للغة الأمازيغية والتراث»، وأن يساهم كلّ واحد في تحقيق هذا المسعى الذي عمل عليه الكثير. 

وسلّمت نوارة تيقزيري أستاذة بكلية اللغات والآداب، وسام تقدير وعرفان للفنان بحضور الفنان القدير كمال حمادي وعدة رجال ثقافة وآداب وفن. كما قدّمت له كتابا يحمل عنوان «آيت منقلات عبر النصوص»، يختزل مسيرة وأعمال الفنان. 

ثقافيات

إقبال على صالون الكتاب بالشلف

عرفت الطبعة الثانية للصالون الوطني للكتاب بالشلف «نجاحا كبيرا» و»إقبالا ملحوظا» من طرف الزوار، حسبما أفاد به مدير المكتبة العمومية محمد قمومية، الذي أكّد أنّ مصالح مديرية الثقافة تطمح لإنجاح هذه التظاهرة في المواعيد المقبلة، وذلك عبر الرفع من عدد دور النشر والعناوين المعروضة التي تجاوزت هذه السنة 2000 عنوان، لا يقل تاريخ إصدارها عن ثلاث سنوات.  وحسب المنظّمين، تراوح عدد زوّار الصالون ما بين 1000 و1200 زائر يوميا طوال أيام العرض ومن مختلف الولايات المجاورة، على غرار غليزان وعين الدفلى، خصوصا في الأسبوع الأخير الذي عرف تخفيضات في الأسعار.  وكانت دور النشر قد طالبت بتمديد أيام العرض لأسبوع آخر، إلاّ أنّ الأجندة الثقافية التي سُطّرت بالمكتبة العمومية للمطالعة حالت دون ذلك، حسبما عُلم من الهيئة المنظمة. 

للتذكير، تمّ خلال هذه الطبعة عرض آخر روايات الأديبة ربيعة جلطي الموسومة بـ «عازب حي المرجان»، إلى جانب تنشيط العديد من المحاضرات الفكرية والتاريخية التي تزامنت مع الاحتفالات المخلدة ليوم الشهيد. كما شهد الصالون نشاطات للأطفال حول الكتاب؛ في محاولة لزرع ثقافة المطالعة لدى هذه الفئة.  

للإشارة، سيتم تقديم كتاب صدر لكاتبة محلية شابة بعنوان «خواطر قلبي» في السابع من الشهر الجاري؛ بغية تشجيع وترقية الأدب المحلي الذي تعكف المكتبة العمومية للمطالعة على تجسيده ميدانيا.

النحت بـ «سين آرت»

يحتضن رواق «سين أرت» معرضا جماعيا للنحت جمع فنانين يستعملون المادة الخام وفن الاسترجاع. ويجمع معرض «مادة» أعمال ثلاثة نحاتين يستعملون في أعمالهم الفنية الحديد والخشب والحجارة وكذا الرخام؛ من خلال أعمال تجمع بين فن الاسترجاع وأجسام تزيين معاصرة.  

وعرض مرزوق بلحسن الذي اختار استرجاع الحديد، مجموعة من تماثيل نساء سميت «ميداليات» أو «بكلّ شفافية»، تمّ إنجازها انطلاقا من قطع صغيرة دائرية أو حلقات تم جمعها وطلاؤها. وفي عمل فني آخر سمي «حصان» استعمل الفنان سلاسل دراجات وحنفيات قديمة وأدوات حديدية وعلب تصبير بعد عمل طويل من التركيب والطلاء. كما يقترح مرزوق بلحسن مجموعة من التماثيل الصغيرة أنجزت انطلاقا من قطع من الخردوات وتمثّل موسيقيين وراقصات البالي ورياضيين.   من جهته، يقترح زاكي سلام الذي يستعمل مادة الحجارة والرخام، مجموعة «المغتربين»، وهي تماثيل صغيرة تعبّر عن السفر وصعوبة العمل، إلى جانب تمثال مسمى «بورتري»، وهو عمل فني يجمع بين الدقة في إنجاز بورتري مرسوم وعمل نقش الحجارة.  

وفضلا عن معرض النحت، دشن «رواق سين أرت» معرضا صغيرا لصور فنية مسماة «نيوورك نيوورك» للمصوّر الجزائري حسين زاورار. ومن خلال 12 صورة يبرز المصوّر فضلا عن المشهد الحضري، يوميات سكان حي نيوورك الشهير هارلام؛ حيث قام الفنان بإنجاز مجموعة من البورتريهات لموسيقيين وحرفيين، ويتواصل المعرض إلى غاية 20 مارس الجاري.

«باب أبوال».. لا فيلسوف ولا عارف.. شاعر فقط

 الفنان لونيس آيت منقلات، (واسمه الحقيقي عبد النبي آيت منقلات) أنجبته قرية إغيل بماس ـ القرية التي يحب العيش بين أحضانها ـ سنة 1950، حيث ورث عن جبال جرجرة - التي كانت أوّل شيء فتح عينه عليه - الحكمة والبساطة من القدماء الذين احتك بهم من عائلته ومحيطه، ثم مشواره الفني فيما بعد، وكلّما تحدّث عن مسقط رأسه يقول: «إنّه المكان الوحيد الذي يحسّ فيه بأنه في حالة جيدة».

غادر الفنان منطقة القبائل نحو العاصمة، حيث مكث بعض الوقت ليقرّر خوض مجال الفن. وبدأ مسيرته الفنية عام 1967، فانطلق نحو عالم النجومية ليس فقط على المستوى المحلي والوطني، لكن أيضا على المستوى العالمي، وأصبحت أعماله مصدر إلهام ومحلّ دراسة عدّة جامعيين.

أعمال ونصوص الفنان كانت تعالج آنذاك إشكاليات متعلّقة بالشباب، فنقل انشغالاتهم عبر أشعار فريدة من نوعها، وتطرّق لمواضيع منها التواصل بين الشباب والأولياء، الوضع الاجتماعي الذي يكبح مشاعر الشباب وكبت الأحاسيس بسبب قيود المجتمع وغيرها. وفي سنوات السبعينات، اقتحم دا لونيس مجال الغناء؛ حيث شرع في الاستثمار في «أغاني النص» ذات المحتوى الاجتماعي والسياسي، وابتداء من هذه الفترة تم تسميته بـ «الفنان الملتزم»، واتّسمت أغانيه بالاحتجاج لكنها تخضع لمعايير وقياس.

اتسمت أغاني الفنان باللغة البسيطة التي يمكن لأيّ كان فهمها، لكنّها تحمل أفكارا عميقة للمجتمع الذي عمل على تحليلها وتشريحها لإبراز وإظهار مواقف عدم التناسق والعيوب؛ بغية التوعية بالأخطار التي تحدق بالمجتمع وأفراده. كما اعتمد كلمات بطريقة ذكية تلخص نظام المجتمع والسياسة، حيث عمل الفنان على البحث في قاموس الكلمات من عمق التراث والأدب القبائلي، ليبرز عبره تأصّل الفنان في جذوره الثقافية، وعمل على الدفاع عن الثقافة الأمازيغية.

الفنان لا يعتبر نفسه فيلسوفا ولا عارفا كما يلقبه البعض، ويفضّل تسميته بالشاعر فقط، حيث يولي أهمية كبيرة للكلمات «أوال» أكثر من الموسيقى التي كانت ترافق الكلمات فقط، فعند الاستماع لأغانيه يغوص المستمع في بحر كلمات وأشعار الفنان وكذا الأنغام التي ترافقها لتضيف عليها سحرا.  

س. زميحي 

جامعة وهران  ... ندوة علمية حول «أطروحة الدكتوراه بين التصوّر والواقع»

ينظّم مختبر تاريخ الجزائر بجامعة وهران، يوم 16 أفريل المقبل، الندوة العلمية الثانية للدكتوراليين الشباب تحت عنوان» أطروحة الدكتوراه بين التصوّر والواقع» بالتنسيق مع كلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية بجامعة وهران 1 «أحمد بن بلة»، بمشاركة أساتذة ومختصين من مختلف جامعات الوطن.

يهدف هذا اللقاء العلمي، حسب الأستاذ عبد القادر بوباية، لمساعدة طلبة الدكتوراه في اختيار عناوين أطروحاتهم وتفادي تكرارها وكذا تشجيعهم على الصبر وتحمّل صعاب ومشاق البحث، كذلك غرس روح المواظبة والاستمرارية في إنجاز عملهم في الوقت المحدّد، إتاحة فرصة المشاركة للطلبة الدكتوراليين للاحتكاك بزملائهم من شتى جامعات الوطن وتبادل الخبرات والتجارب، وتمكين طلبة الدراسات العليا من التكيف مع الأطروحات المقدّمة للاستفادة منها علميا ومنهجيا.

كما سيتطرّق المتدخّلون للعديد من المحاور، منها عرض الدراسات السابقة لموضوع بحث الدكتوراه، الصعوبات الميدانية والعلمية وكذا المنهجية في عملية البحث، مميّزات وآفاق المواضيع المتناولة، مراحل إنجاز أطروحتك «أطروحتي نموذجا»، بالإضافة إلى الإجابة عن عدة تساؤلات تصب في الموضوع، منها الجديد المرجو من هذه الأطروحات من حيث معالجة الموضوع ومعالجة منهجية تتوافق وتقنيات البحث التاريخي، ما هي تلك الإضافات العلمية التي يمكن للطالب تقديمها في أطروحته؟ وبماذا تتمثل القيمة العلمية المضافة والمتوقعة من الأطروحة؟

❊خ.نافع