المركز الوطني لعلم السموم
إطلاق دراسة حول الملوثات عبر 39 ولاية
- 790
يطلق المركز الوطني لعلم السموم، يوم الجمعة المقبل، تحقيقا وطنيا ورصدا حيويا حول تعرض الجزائريين للملوثات الموجودة في المعادن وشبه المعادن، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمنظمة العالمية للصحة. وتهدف هذه الدراسة ـ حسب منظميها ـ إلى تحديد نسبة السكان المعرضين للخطر بغرض وضع استراتيجيات المكافحة والوقاية تكون بموجب قرارات وزارية، والحصول على البيانات الأولية للرصد الحيوي الممثلة لسكان الجزائر، لتقدير مدى انتشار الخطر على السكان المعرضين لمستويات تفوق المعايير الموصى بها من المنظمة العالمية للصحة.
في ندوة صحفية نظمها المركز الوطني لعلم السموم، أمس، أعطت مديرته بشرى الأمير، الخطوط العريضة لمحتوى الدراسة التي ستجرى لأول مرة في الجزائر وكذا في إفريقيا.
وستمس الدراسة ـ حسب المتحدثة ـ 39 ولاية اختارها الديوان الوطني للإحصائيات، يتم خلالها اختيار 10 عينات من كل مقاطعة للولاية التي يجرى فيها التحقيق، وتتم العملية بتوزيع استبيانات بـ57 سؤالا حول النمط المعيشي، البيئة، نوعية الأكل والشرب والنظافة الصحية، إلى جانب إجراء تحاليل طبية، وأخذ عينات من الدم، البول والشعر، لكل مشارك في الدراسة لتحليلها والمقارنة بين النتائج والنمط المعيشي لتحديد العلاقة بينهما. ودعت المتحدثة في هذا الخصوص مختلف القائمين على الدراسة في 39 ولاية إلى الإسراع في إرسال العينات للتحليل للحصول على نتائج ذات مصداقية.
وأكدت مديرة المركز أن الدراسة تتم وفق بروتوكول عالمي وتخضع لنفس المقاييس التي تمت وفقها سبع دراسات عالمية سابقة، على غرار الدراسة الأمريكية التي أجريت في الفترة الممتدة بين 1999 و2004، وكذا الدراسة الألمانية حول البيئة في 2004، والتحقيق الكندي حول إجراءات الصحة سنة 2009.
وأوضحت بشرى الأمير، أن التعرض المستمر لتأثير المعادن الثقيلة السامة كالزئبق، الكادميوم، الرصاص والألمنيوم وغيرها من المعادن وشبة المعادن يشكل مخاطر عديدة تتفاقم باستمرار، ونظرا لاستعمالاتها المتعددة يمكنها التوغل إلى الجسم والتراكم بداخله بنسب متفاوتة تتخذ أشكالا كيماوية مختلفة قد تكون جد سامة ومسرطنة.
وبفضل أبحاث علمية ـ تضيف المديرة ـ يزداد الإقرار بأن تعرض الإنسان المستمر لتلك المواد يسبب أمراضا عصبية ويؤثر على القلب والشرايين ويسبب ضعف المناعة، حيث جمعت المؤلفات العلمية الدولية عددا هائلا من الأدلة حول التأثير السام لتلك المعادن على صحة الإنسان، خصوصا في السنوات الأخيرة بعدما أصبحت أغلبية المنتوجات التي يستعملها والمواد التي يستهلكها تحتوي نسبا متفاوتة منها قد تهدد صحته.
وسوف تكون نتائج هذه الدراسة «مرجعا» لمختلف المختصين والأطباء في أبحاثهم وفي سياساتهم العلاجية، كما ستحدد القيم المرجعية والمعايير لمختلف المعادن وشبه المعادن في الأوساط الحيوية الدم، البول والشعر، فضلا عن دراسة كثافة تلك المعدلات حسب السن والجنس والمنطقة الجغرافية وحسب طبيعة المقاطعة، مع تحديد السكان المعرضين للخطر الذين سجلت لديهم أعلى المستويات مع توضيح أهم العوامل المسببة لتلك التركيزات المسجلة.
وحول تكلفة هذه الدراسة لم تقدم المتحدثة أي رقم واكتفت بالقول إنها ستكون «جد مكلّفة»، داعية رجال الأعمال والشركات إلى رعاية الدراسة وتمويلها، مشيرة إلى أنها تلقت وعودا من والي ولاية الجزائر لمساعدة المركز في إنجاح الدراسة.