«صدى الأقلام» يستضيف الروائي ابن الزهرة

تجربة إبداع تزهر على ضفاف النيل

تجربة إبداع تزهر على ضفاف النيل
  • 1820
مريم.ن مريم.ن

استضاف «صدى الأقلام» بفضاء ميدياتيك منتوري أول أمس، الروائي لخضر بن الزهرة لتقديم آخر أعماله الصادرة بالقاهرة، والتي تحمل قضايا إنسانية تغوص في أعماق الوجدان، لتبحث عن معالم ضائعة فقدها ابن آدم، ليظل متعبا يبحث عن الاستقرار والسعادة، وعلى دروب الحياة يعيش أياما وتجارب تستحق الاكتشاف.حضرت اللقاء أيضا الروائية عائشة غولي، لتتحدث عن آخر رواياتها التي تختزن ذكريات معبقة بنكهة الأسى، لكنها لا تخلو من الحب والجمال والعبرة أيضا.

نشط اللقاء عبد الرزاق بوكبة، الذي أسهب في الحديث عن الضيف وعن موهبته. أما لخضر بن الزهرة ابن منطقة المهيّر ببرج بوعريريج، فقدّم روايتيه «انتكاسات ذاكرة» و»الوجع الغريب»، وهما تكمّلان بعضهما. ولم يفوّت الضيف أن يشكر أستاذه بوكبة ويعترف له بالجميل في المتابعة ونقد أعماله وتوجيهه التوجيه الحسن.

رواية «انتكاسات ذاكرة» صدرت عن دار بدائل بالقاهرة سنة 2017، وأطلقت للقراء بمعرض الكتاب الدولي بالعاصمة المصرية (26 جانفي إلى 10 فيفري)، و»الوجع الغريب» الصادرة بنفس السنة عن دار النخبة المصرية. وأشار المؤلف إلى أنه ينوي المشاركة بروايتيه في معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته القادمة.

الرواية الأولى في 235 صفحة، والثانية بـ 216 صفحة، وهما مرتبطتان، وتتناولان قضية الاغتراب التي يعاني منها الشباب، خاصة في المناطق الداخلية؛ حيث المجتمع المحافظ والبسيط، وهناك يبحث الشاب عن إكمال ذاته خارج حدود الأسرة والمنطقة، وبالتالي يبحث في بداية الأمر عن الأنثى التي تكمل نصف ذاته، وهكذا يظهر البطل في الرواية الأولى مغامرا، يدخل في 5 تجارب عاطفية فاشلة لم تكتب لها الحياة والاستمرارية، وهذا الفشل يزيد من حدة اغترابه الذاتية، والتي يتناولها الكاتب بإسهاب وبكل تفاصيلها وتداعياتها، لتصبح مبررا لزيادة حدة الاغتراب وتفشيه عبر كامل تضاريس الرواية.

الاغتراب العاطفي أشد وقعا من اغتراب المكان ومن الهجرة من البلد؛ حيث ينتقل البطل للإقامة بمصر، ليعيش قصة حب مع فتاة مصرية كفيفة، لكنها ناجحة وذات إرادة من حديد.

يعتبر البطل فتاته الجديدة نموذجا إنسانيا يحاول الدفاع عنه وتبرير اختياره، لكنه يكتشف في روايته الثانية أن الاغتراب الداخلي هو الأعمق، وأنه فعل داخلي أكثر منه فعلا خارجيا، يتأتى باللجوء إلى الأنثى.

من الذاكرة المعبأة بالوجع والمتخمة بالخيبة يأتيها طيف أمل باهت ينتفض الصمت ويكسر المكان، وبالتالي يقول الكاتب إن كل نزف هو حجامة من الطبيعة، يخلصك من ترهل الذاكرة ومن سم المخزون الموجوع.

للإشارة فإن الكاتب مقيم بالقاهرة منذ 2011، وهناك يطبع بدار النخبة المهتمة بالأدب الجزائري والتي سبق أن تعاملت مع 5 أسماء جزائرية، وتعتبر المقروئية في الجزائر الأفضل؛ لذلك يجلبها سوق الكتاب في الجزائر، حسبما صرح به الكاتب لـ «المساء».

أشار المؤلف أيضا خلال حديثه مع «المساء»، إلى أنه عشق الكتابة رغم أن مسار تكوينه أخذه بعيدا عنها؛ فهو متحصل على بكالوريا علوم دقيقة، ثم درس الحقوق ومارس المحاماة، ثم عمل في مجال الكمبيوتر، فمصححا لغويا بدار النخبة، وحاليا يحضّر لإصدار نص روائي ومجموعة قصصية. 

حضرت اللقاء الروائية عائشة غولي بروايتها «أميرة ونشريسية» التي تحمل بدورها الكثير من الذكريات التي صاغها المخيال بحبكته ليبلغ بها إلى معان سامية، تتجلى في أرقى صور التسامح والحب الإنساني الذي لا لون ولا عرق له.

الرواية صادرة عن دار بدائل المصرية بتحفيز من الأديب والحقوقي أحمد طاهر مستشار إعلامي بدار النشر.

يبرز من خلال الرواية خيال الكاتبة الخصب وقدرتها على عقد الحبكة وصياغة التفاصيل ونقل القارئ إلى مشاهد متعددة في ذات الوقت؛ وكأنه يتابع فيلما سينمائيا، ورغم التراجيديا الموجودة تبرز فيها قيم إنسانية راقية وأحاسيس وسلوكات تكاد تغيب في أيامنا.