يوم دراسي حول الصحة العقلية
تكثيف الجهود لبحث أسباب الإصابة بالمرض

- 650

طالب المشاركون في فعاليات اليوم العالمي للصحة المنظم مؤخرا بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة من طرف مديرية الصحة والذي حمل شعار "لنغيّر نظرتنا تجاه الصحة العقلية"، طالبوا بضرورة الاهتمام بالصحة العقلية للفرد الجزائري في ظل ارتفاع الإحصائيات حول الإصابة بمختلف الأمراض العصبية والنفسية.
وأكدت الدكتورة ماضوي مختصة في الأمراض النفسية بالمؤسسة الاستشفائية للأمراض العقلية بقسنطينة، أن للمجتمع دورا كبيرا في تهميش المريض؛ بحكم أن المرض العقلي بالنسبة للجزائريين لايزال من الطابوهات، على اعتبار أن المجتمع ينظر نظرة سلبية إلى المريض العقلي ويعرقل لجوءه إلى التشخيص والعلاج، مشيرة إلى أن بعض الأفعال التي يقوم بها المقربون من المريض العقلي، قد تؤدي إلى تفاقم مرضه وتصعب علاجه، خاصة أن جل المرضى وقبل اللجوء إلى العلاج لدى المختصين، يلجأون بالدرجة الأولى، إلى الرقية الشرعية أو الطب البديل، وهذا ما يصعّب العلاج؛ كون المصاب بالمرض العقلي بالإمكان التحكم في مرضه إذا كان في مراحله الأولى.
وأشارت المختصة خلال مداخلتها إلى العديد من العوامل المتسببة في المرض، على غرار المخدرات التي أضحت مؤخرا عاملا رئيسا للتسريع في الإصابة، وتحديدا لدى المراهقين. وأكدت أنه يصيب الفئة العمرية من 20 إلى 40 سنة، وهي الشريحة الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض العقلية والنفسية، داعية الأسرة إلى إعطاء أهمية كبيرة للأبناء والملاحظة الدقيقة لهم خاصة في فترة المراهقة التي تُعد مرحلة مفصلية في حياة الفرد، إذ أن مؤشرات الإصابة بمختلف الأمراض العقيلة بالجزائر خطيرة، حيث أظهرت آخر الإحصائيات حسب المتدخلة، إلى تسجيل إصابة من بين أربع حالات سنويا بمرض عقلي تتباين حدته وخطورته بإجمالي 4000 إصابة سنوية، ما يستدعي، حسبها، دق ناقوس الخطر وتكثيف الجهود لمعرفة الأسباب ومحاصرتها.
من جهتها، أكدت الدكتورة فوزية بوخالفة بمصلحة طب العمل بمديرية الصحة بالولاية وخلال مداخلتها حول المخاطر النفسية في الوسط المهني، أن من بين الأسباب التي ساهمت في ارتفاع نسبة المصابين بالأمراض العقلية في الوسط المهني الضغوطات العملية وكذا المشاكل المطروحة بالوسط التي يواجهها الشخص في العديد من القطاعات الهامة، على غرار قطاع الصحة، التربية، الإعلام والأسلاك الأمنية وغيرها. ودعت المتدخلة أصحاب المؤسسات إلى ضرورة توفير المتابعة والمرافقة النفسية لعمالها، إلى جانب المرافقة الطبية، وهو الجانب الذي تفتقر إليه الكثير من المؤسسات، مشيرة إلى أن إخضاع الممارسين لبعض الوظائف الحساسة لفحص نفسي يُعد مهما جدا، وهو إجراء معمول به عالميا، غير أنه بالجزائر ينحصر على وظائف قليلة جدا، وتعميمه يُعد إلزاميا.