الاقتباس إبداع وليس نقلا

الرواية لن تحل مشكل النص المسرحي

الرواية لن تحل مشكل النص المسرحي
  • 2168
دليلة مالك دليلة مالك

نقل مسرحيون تجربتهم في موضوع الاقتباس من النصوص الروائية لتتحول إلى أعمال مسرحية، مستعرضين بذلك معضلة نقص النصوص المسرحية وسوء فهم مصطلح اقتباس، إذ يُعد عملية إبداعية بامتياز وليست نقلا حرفيا لكاتب الرواية. واتفق المشاركون أمس في ندوة «الرواية الجزائرية على الخشبة»، على أنه من الضروري وضع استراتيجية قائمة على سياسة ثقافية ناجعة للنهوض بمستوى النصوص المسرحية.

وأكد المخرج المسرحي زياني شريف عياد أن الرواية والقصة والمقال كلها مصادر اقتباس معظم أعماله. وأعاز ذلك إلى غياب نصوص مسرحية تترجم الواقع الجزائري عن قرب، ممثلا بفترة العشرية السوداء، قائلا: «فترة التسعينات كانت ظرفا حساسا على الجزائريين، غير أني لم أجد نصا مسرحيا لتجسيد مسرحية، لذلك اتجهت نحو كتاب لمايا كوفسكي». وأشار المتحدث إلى أن مسرح المواطنة الذي ينقل انشغالات الجزائريين العميقة، غائب؛ في إشارة إلى مسرح المناسبات والمسابقات والمهرجانات، والاقتباس من أعمال لا تشبه المجتمع الجزائري.

وأكد المتحدث أن الرواية لا تحل مشكل النص المسرحي الغائب. ودعا إلى سياسة ثقافية لبعث الكتابة المسرحية. وتابع يقول إن إقامات الكتابة التي يشرف عليها بهدف خلق أقلام تكتب للمسرح وتغطي العجز.

من جهته، قال الكاتب المسرحي مراد سنوسي إن من قال إن التقشف أضر بالمسرح فإن البحبوحة التي كانت في السابق أشد ضررا، ذلك أن أعمالا مسرحية ذات ميزانيات خيالية لم تُعرض إلا مرة واحدة في العرض الشرفي، وقس على ذلك النصوص المسرحية التي كانت سببا في تقديم عروض ضعيفة. وتابع يقول إن هذه المعطيات أسفرت عن حالة من الميوعة والابتذال. واختصر مداخلته في أن ضعف المسرح ليس بسبب غياب الجمهور، مؤكدا أن الجمهور موجود، فقط يريد مسرحية جيدة، وأن تصل إليه المعلومة بموعد العرض. واستهل سنوسي كلمته بتعداد الأعمال التي اقتبسها من روايات.

وجزم الكاتب المسرحي محمد بورحلة أن أغلب الاقتباسات المسرحية هي أعمال مشوّهة؛ فهي عملية نقل وجرّ فحوى الرواية أو القصة، متسائلا: «هل الاقتباس هو نقل فقط من نص إلى الخشبة؟». وأردف أن الاقتباس عمل إبداعي قائم بذاته معقد وليس سهلا، بل عملية خطيرة، على حد قول إيميل زولا.

وأفاد بورحلة بأن المسرح لا تشبه الرواية في شيء، فالمسرح عمل تقني، ولكل فن خصوصياته، والاقتباس يمنح الحرية في شقين: الجمالي والفلسفي. والقائم على الاقتباس يأخذ جزءا من الرواية، ويطورها ويجعل منها نصا مسرحيا متكاملا.