اللقاء لم يتحقق في ميامي رغم كل المساعي
ثلاثة دوافع وراء إصرار «صديقنا الملك» على لقاء ترامب
- 4567
هل يحظى الملك المغربي محمد السادس، يوم غد الخميس، بلقاء من طرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟ يبقى السؤال الذي يطرحه الرأي العام المغربي وأوساط دبلوماسية عالمية بعد أن فشل في تحقيق ذلك الأحد الماضي، كما روّجت له مصادر مقربة من المخزن المغربي.
فمن هافانا إلى ميامي ووصولا إلى واشنطن، راح الملك المغربي محمد السادس، يقتفي أثر الرئيس الأمريكي على أمل أن يلين موقفه ويقبل بعقد لقاء معه ولو لدقائق دون أن يتأكد من ذلك إلى غاية الأمس على الأقل.
لكن الأمل يراود الملك المغربي بعد ترويج محيطه بإمكانية تحقق ذلك يوم غد بالعاصمة الفيدرالية بعد أن فشل في الظفر بهذا اللقاء في مدينة ميامي، رغم كل الخطط التي وضعها لأجل ذلك غير مكترث بكل الإجراءات البروتوكولية التي عادة ما تسبق لقاءات القمة بين قادة الدول.
القمة أصبحت فيما يبدو حلما بالنسبة للعاهل المغربي رغم أن مجلة «جون أفريك» الفرنسية والممولة من طرف المخزن المغربي كانت السبّاقة في الترويج لهذا اللقاء بعنوان بارز وبلغة التأكيد: «الملك محمد السادس منتظر نهاية الأسبوع من طرف الرئيس دونالد ترامب «لكن حلم اللقاء تبخر عندما غادر الرئيس الأمريكي مدينة ميامي عائدا إلى واشنطن رفقة أفراد عائلته.
الرئيس ترامب، لم ير ضرورة استقبال الملك محمد السادس في منتجع «بالم بيتش» الشهير بمدينة ميامي، مفضّلا حصر نشاطه السياسي في استقبال عدد من مساعديه ولقاء مع الرئيسين الكولومبيين السابقين، اندريس باسترانا والفارو أوريبي، حيث ناقش معهما مفاوضات السلام في كولومبيا بعد قرار ثوار اليسار «فارك» وضع أسلحتهم.
مختلف الصحف المغربية لم تجد مخرجا إعلاميا لحجب حجم هذه الفضيحة مما جعلها تفضّل التزام صمت مطبق على هذه الانتكاسة الدبلوماسية الجديدة، وهي التي روّجت لها وأكدت أن القمة ستعقد بمدينة ميامي في أقصى جنوب ـ شرق الولايات المتحدة بمناسبة إحياء الرئيس الأمريكي أعياد الفصح المسيحي.
إصرار الملك على لقاء ترامب، يهدف إلى انتزاع «خطوة» أنه ثاني زعيم إفريقي يحظى باستقبال من طرف الرئيس الأمريكي بعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. كما أنه يهدف إلى إعطاء صخب إعلامي ودبلوماسي في المغرب وخارجه. عشية الاجتماع السنوي لأعضاء مجلس الأمن الدولي يوم 27 أفريل الجاري حول ملف الصحراء الغربية.
الإصرار يمكن استخلاصه من قطع رحلته الاستجمامية التي أراد قضاءها هذا العام في جزيرة الحرية رغم أن بلاده لا تربطها علاقات دبلوماسية مع كوبا الرافضة لاحتلال للصحراء الغربية، والتي كانت مقررة لعشرة أيام ولكنها تقلصت إلى ستة أيام فقط بمجرد وصول الرئيس الأمريكي إلى مدينة ميامي.
المحللون والملاحظون يتساءلون عمّا جعل الملك المغربي يخوض مثل هذا الماراطون لتتبع خطى الرئيس الأمريكي من كوبا إلى ميامي ووصولا إلى واشنطن، مع احتمالات عدم وصوله إلى خط الوصول كما روجت له الدعاية المغربية.
هل ورط المستشار الدبلوماسي للرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط اللبناني الأصل، وليد فارس الملك المغربي بعد أن أعطاه ضمانات بعقد هذه القمة قبل أن تخيب كل حساباته وتسقط خطته في الماء؟!.
يبدو أن العاهل المغربي يصر على هذه القمة إصرارا ليكفّر عن ذنبه للرئيس الأمريكي بعد أن راهن على صديقته هيلاري كلينتون، للفوز بمقعد الرئاسة الأمريكية وذهب إلى حد تمويل حملتها الانتخابية ضد المرشح الجمهوري. وهو ما يفسر إلحاحه على مثل هذا اللقاء لتأكيد الولاء لإدارة أمريكية جديدة لم تخف تذمرها من تحول المغرب إلى أكبر مصدر للقنب الهندي في العالم، وكان ذلك بمثابة رسالة ذات معاني قوية فهمتها الرباط أحسن فهم.