سلال يدعو الشركاء إلى التخلي عن ترددهم ويكشف:

هدفنا أن تصبح الجزائر قوة اقتصادية في 2020

هدفنا أن تصبح الجزائر قوة اقتصادية في 2020
  • القراءات: 1771
وهران: محمد . ب وهران: محمد . ب

دعا الوزير الأول عبد المالك سلال أمس، شركة «توتال» الفرنسية إلى التخلي عن ترددها في تنفيذ برامج الشراكة المسطرة مع الشريك الجزائري، وتسريع وتيرة المشاريع المشتركة التي تحمل آفاقا واعدة للطرفين، مشددا على ضرورة أن تثق الشركات الفرنسية الشريكة في القدرات والمؤهلات التي تزخر بها الجزائر، والتي لا تعتبر ـ حسبه ـ سوقا استهلاكية، مثلما يراه البعض وإنما بلد بقدرات إنتاجية هائلة وكاملة.

كما دعا سلال المتعامل التركي «توسيالي» إلى مرافقة الجزائر في مجال إنتاج وتسويق حديد البناء، وتحقيق هدفها الرامي إلى جعلها أكبر بلد منتج لهذه المادة على المستوى المتوسطي، والإسهام بالتالي في المسعى المرجو من مسار التحول الاقتصادي، والمتمثل في جعل الجزائر بلدا ناشئا في آفاق 2020.

شدد الوزير الأول خلال زيارته لمشروع مصنع الزيوت التابع للمتعامل الفرنسي «توتال» بمنطقة بطيوة بوهران، على أن الجزائر لا ينبغي أن يبقى ينظر إليها شركاؤها كسوق استهلاكية، وإنما هي بلد بمؤهلات وقدرات إنتاجية كبيرة، ملاحظا في تدخله أمام مسؤولي شركة النفط الفرنسية، بمناسبة زيارته الميدانية لعاصمة الغرب الجزائري، بأن «توتال» تتردد كثيرا في تنفيذ مشاريع الشراكة التي تربطها بشركائها في الجزائر، في إشارة إلى مشروع الزيوت المعني بالزيارة، والذي تأخر تجسيده من قبل الشريك الفرنسي.

وإذ ذكر بأن الجزائر يربطها مخطط هام للشراكة مع «توتال»، أعلن سلال عن تفكير جديد في مجال استغلال الغاز، ستسعى الجزائر إلى تطبيقه على المدى الطويل، ويتمثل في عدم تصدرير الغاز كغاز وإنما استغلاله في الصناعة التحويلية بالجزائر، ثم توجيهه للتصدير.

وطالب رئيس الجهاز التنفيذي الشريك الفرنسي، المرور إلى سرعة أكبر في مجال تجسيد الاستثمارات ومشاريع الشراكة في الجزائر وعدم التخوف أو التماطل في تنفيذ المشاريع التي يتم إطلاقها.

في سياق متصل، طالب الوزير الأول الشريك التركي»توسيالي» المتخصص في إنتاج حديد البناء، بمرافقة الجزائر في مجال توسيع هذا النشاط إلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتصديره إلى الأسواق الخارجية، خاصة في الأسواق الإفريقية الواعدة، مشيرا بمناسبة إشرافه على تدشين المصنع الذي يشرف عليه توسيالي ببطيوة، إلى أن الجزائر تتوفر على إمكانيات مضاعفة إنتاج حديد البناء، خاصة مع دخول مصنع بلارة الذي يشرف عليه الشريك القطري، الإنتاج ودخول مصانع جديدة لإنتاج هذه المادة بكل من عنابة والمسيلة، ما يحقق للجزائر اكتفاءها الذاتي وفائظا سيتم توجيهه للتصدير بشكل منتظم بداية من 2018.

في نفس الاطار، دعا سلال المشرفين على شركة «توسيالي» إلى الإسهام في بداية الاستغلال الفعلي لمنجم غار جبيلات، مؤكدا بأن الجزائر لها اليوم من الإمكانيات والمؤهلات ما يجعلها أكبر بلد منتج للحديد في المنطقة المتوسطية. كما ناشد الشركاء الأتراك دعم الجزائر في مسعاها للتحول الاقتصادي والانتقال إلى اقتصاد متنوع تنافسي، والوصول إلى الهدف المسطر لجعلها بلدا ناشئا في 2020.

وشهدت زيارة الوزير الأول إلى المنطقة الصناعية بطيوة، تدشين إنجاز صناعي ضخم، يتمثل في مصنع الأنابيب الفولاذية الموجهة لنقل الموارد النفطية والمائية، وقد بلغ حجم الاستثمار الذي خصته مؤسسة «أوتي أر أش بي» لهذا الإنجاز الذي سيحد من استيراد هذه الأنابيب، 21 مليار دينار، فيما يشغل لحد الآن أزيد من 250 عاملا في مناصب مباشرة.

تشجيع الشراكة العمومية الخاصة

سلال الذي شملت زيارته الميدانية إلى عاصمة الغرب الجزائري عدة مشاريع تنموية واقتصادية جديدة، على غرار تدشينه لوحدة صيدلانية خاصة لإنتاج المضادات الحيوية بحاسي بن عقبة، وفندق «فو بوينت» التابع لشيراطون وهران، استهل زيارته بتدشين مستثمرة فلاحية نموذجية تمتد على مساحة 1460 هكتارا تم إنجازها وفق نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتستفيد من مياه السقي المعالجة على مستوى المنطقة السهبية الكرمة، حيث أكد توجه الحكومة نحو دعم صيغة الشراكة العمومية الخاصة، كاشفا عن اجتماع سيتم عقده على مستوى الحكومة اليوم الخميس لإعطاء دفع أكبر لهذه الصيغة التي أثبتت ـ حسبه ـ نجاعتها.

وأكد سلال ضرورة إرفاق هذه الصيغة الجديدة في مجال الشراكة، بتوسيع المساحات المستغلة، خاصة على مستوى الجنوب، حيث ينبغي أن تتراوح مساحة المستثمرات ما بين 70 و80 ألف هكتار، توخيا للمردودية المطلوبة، مجددا بالمناسبة التأكيد على أن الجزائر عقدت العزم على رفع إنتاجية الأراضي الفلاحية ومضاعفة الإنتاج الوطني في القطاع الفلاحي، قبل أن يضيف بأن ذلك لن يتحقق إلا بعصرنة التجهيزات والتقنيات المعتمدة في هذا القطاع.

كما ثمّن السيد سلال خلال تدشينه «للمصفاة الوهرانية الكبرى للسكر» والتي تنتج 700 ألف طن سنويا، أهمية هذا الاستثمار الهام الذي سيسمح ـ حسبه ـ بالقضاء على احتكار تكرير وتسويق السكر في البلاد، مع الرفع من القدرات الوطنية للتكرير، من حوالي 1,6 مليون طن حاليا إلى 2,5 مليون طن، في انتظار دخول 3 مشاريع جديدة مماثلة حيز الخدمة قريبا، ليرتفع بالتالي الحجم الإجمالي للإنتاج إلى أزيد من 5 ملايين طن، منها 2,5 مليون طن من السكر ستشكل فائضا يمكن توجيهه للتصدير، حسب الوزير الأول.

ومن المشاريع الهامة التي وقف عليها السيد سلال بولاية وهران أيضا القطب الحضري الذي يضم 50 ألف وحدة سكنية بصيغة البيع بالإيجار بمسرغين، وهو المشروع الذي لم يتم استكمال مخططه العمراني بعد، ما دفع الوزير الأول إلى إمهال المشرفين عليه إلى غاية سبتمبر القادم، لإنهاء كل التدابير المتعلقة بهذا القطب الحضري، الذي دعا إلى مراعاة الطابع العصري والتكنولوجي في تشييده، كما طالب باستغلال السبخة الموجودة أمام موقع المشروع وتحويلها إلى فضاء ترفيهي وسياحي، لينهي وقفته بهذا الموقع بتسليم شهادات الاستفادة من سكنات البيع بالإيجار لعيّنة من المكتتبين الذين تحصلوا على مفاتيح سكناتهم الواقعة بموقعي السانية وعين البيضاء.