توجّه دولي نحو دعم اختيار «تقرير المصير»

البوليزاريو تصر على تفاوض مباشر وجدي مع الرباط

البوليزاريو تصر على تفاوض  مباشر وجدي مع الرباط
  • 2702
 م. مرشدي م. مرشدي

كشفت جبهة البوليزاريو أمس، عن استعدادها الدخول في مفاوضات جديدة وجدية مع المغرب على أساس حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وقال امحمد خداد منسق جبهة البوليزاريو مع بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير «مينورسو» خلال ندوة صحفية عقدها أمس، بمقر السفارة الصحراوية بالجزائر أن «معالجة النزاع في الصحراء الغربية يجب أن يتم بالتنسيق بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وبكيفية تنتهي إلى تحقيق الاستقلال الوطني». 

وأضاف خداد بخصوص قرار جبهة البوليزاريو سحب قواتها من منطقة الكركرات العازلة على الحدود الموريتانية أن الهدف منه كان عدم تمكين المغرب مستقبلا من أي ذريعة لعرقلة مسار المفاوضات. في نفس الوقت الذي رحب بقرار الأمم المتحدة القاضي بوضع مركز مراقبة دائم في هذه المنطقة لمراقبة أي عمليات تغلغل مغربية في هذه المنطقة العازلة ويضع حدا لخرافة الحدود المغربية مع موريتانيا.

سارت مقاربة المسؤول الصحراوي بضرورة إشراك الاتحاد الإفريقي في أي مبادرة لإنهاء النزاع مع مضمون تصريح أدلى به أمس، موسى فكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، أكد من خلاله إستعداده العمل عن كثب مع الأمين العام للأمم المتحدة في إطار البيان المشترك بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي الشهر الماضي حول تعزيز الشراكة من أجل استئناف المفاوضات وإيجاد حل دائم لهذا النزاع بما يتماشى وقرارات الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة. 

رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، حيّا مضمون قرار مجلس الأمن الدولي 2153 الذي يهدف إلى إحياء عملية السلام في الصحراء الغربية المتوقفة منذ سنوات ودعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة لاستئناف مسار هذه المفاوضات قصد التوصل إلى حل يمكّن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير.

ومازال قرار مجلس الأمن الخاص بإعادة بعث مسار المفاوضات بين جبهة البوليزاريو والمغرب يثير الاهتمام الدولي لما حمله من مؤشرات إيجابية بخصوص مستقبل النزاع القائم في هذا الإقليم المحتل منذ أكثر من أربعة عقود.

قال كارل سكو مساعد الممثل الدائم لمملكة السويد في الأمم المتحدة، بنيويورك إن القرار الأممي حمل «إشارة قوية وواضحة وموحدة» بأن الوقت قد حان لاستئناف المفاوضات بغية التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الجانبين يسمح بتقرير مصير شعب الصحراء الغربية» و «يدعم بقوة» اقتراح الأمين العام  الأممي ببعث المسار السياسي بـ«ديناميكية وروح جديدتين».

وأضاف الدبلوماسي السويدي أن اللائحة 2153 تدعم مهمة المبعوث الخاص الجديد الذي سيتم تعيينه قريبا، في إعادة تنشيط المسار السياسي بكيفية تجعل من تنظيم استفتاء تقرير مصير شعب الصحراء الغربية كخيار يظل على طاولة المفاوضات.

كما عبّر كارل سكو عن ارتياح بلاده لعودة بعثة «مينورسو» لأداء مهمتها كاملة بعد سنة صعبة عرفتها «في إشارة إلى قرار المغرب  العام الماضي بطرد أعضائها من مدينة العيون المحتلة، معتبرا أن «الطريق نحو حل سياسي مقبول من الجانبين يفضي إلى تقرير  مصير الشعب الصحراوي يلوح في الأفق مع المصادقة على هذه اللائحة.

في نفس السياق، أكدت الولايات المتحدة أن الوقت قد حان لرفع  العراقيل التي تحول دون بعث المسار الأممي في الصحراء الغربية حيث رافعت في هذا الشأن لصالح حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

وأكدت ميشال سيزون مساعدة سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة بأنها ستعمل على جلب اهتمام مجلس الأمن حول ضرورة دعم تسوية سياسية للنزاع في الصحراء الغربية، بعد عدة سنوات من العراقيل التي اعترضت طريق بعثة «مينورسو» ما جعلها تدعو مجلس الأمن إلى تركيز نقاشه حول «تفاصيل عملية جد خاصة».

وكانت الجزائر السبّاقة إلى الترحيب بمضمون اللائحة الأممية الجديدة وأكدت أنها عكست نصرا دبلوماسيا للقضية الصحراوية، كونها ستسمح باستئناف مسار المفاوضات المتوقفة بين طرفي النزاع، المغرب وجبهة البوليزاريو، بروح جديدة وفي إطار الديناميكية التي أشار إليها الأمين العام الأممي، انطونيو غوتيريس في تقريره السنوي إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي منتصف شهر أفريل الماضي.