مخرج "Human" عصام تعشيت لـ«المساء»:
فوزي بجائزة دولية تكريم لفئة التريزوميا
- 2386
عقب فوز فيلمه القصير "Human" بالجائزة الثانية في الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي لسينما الأطفال، التي جرت فعالياتها من 26 إلى 29 أفريل الماضي بالدار البيضاء (المغرب)، اتصلت "المساء" بالكاتب والمخرج عصام تعشيت الذي حدثنا عن ظروف إنجاز عمله الخامس هذا، خاصة أنه يتعلق بفئة المصابين بالتريزوميا.
في هذا السياق، قال عصام تعشيت، المتخصّص في الأفلام القصيرة، إنه أراد من خلال فيلمه "Human" تسليط الضوء على فئة مقصاة في المجتمع، وهي فئة التريزوميا، مضيفا أنّه استعان بأطفال من هذه الفئة لإنتاج هذا الفيلم.
يحكي الفيلم الذي كتبه وأخرجه تعشيت، قصة طفل مصاب بالتريزوميا، يحب اللعب مع الأطفال "الأصحاء"، لكنه يواجه رفضا من طرف طفل ينعته بـ«مونغول"، ويقول له بأنه لا يشبه الأطفال الآخرين، وهو غير مرحّب به، وهنا يتخيّل صاحبنا نفسه يعيش في عالم مليء بالتريزوميك، فمرة يرى نفسه في قاعة السينما يشاهد رفقة صديقة له فيلم عن "التريزوميك" ومرة بالمسرح برداء البهلوان، ومرة أخرى في الجبل كأنه نجم قدم من هوليوود، وهكذا إلى أن يستفيق من "حلمه هذا" ويجد نفسه مجددا في الملعب، حيث تعرض إلى الطرد، لكن هذه المرة يعتذر منه الطفل الذي أهانه آنفا ويتمكّن من اللعب مع "الأصحاء".
أراد المخرج بعث الأمل في هذه الفئة التي مازالت تعاني التهميش، والمطالبة بإدماجها في المجتمع، علاوة على التأكيد على فعالية هذه الفئة في المجتمع، وضرورة أن تمثّل نفسها ونقول كلمتها، مضيفا أنّه تأثر كثيرا بها، خاصة أنّ الكثير من جيرانه من فئة التريزوميا، طالبا بأن نتحلى بالإنسانية ونرفض كلّ تهميش لأية فئة كانت من المجتمع، كما يجب أن نتعامل مع الفئات المقصية بالكثير من الاهتمام وعدم تركها تعاني الوحدة.
في المقابل، تعرض عصام تعشيت للعديد من الصعوبات خلال تصويره لفيلمه، خاصة من ناحية التمويل، حيث أنه يمول كل أفلامه ولم يجد أية مساعدة لا من رجال الأعمال رغم وعودهم، حتى أن واحدا منهم، قال له إنه يموّل الكرة وليس "التمسخير"، ولا حتى من طرف وزارة الثقافة، التي لم تساعده ولا حتى في شراء تذكرة سفر، وفي هذا الصدد، قال إنه التقى وزير الثقافة شخصيا ولكن بدون جدوى.
أما المشكل الثاني الذي واجهه تعشيت خلال تصويره لفيلمه، فيتمثل في العمل مع الأشخاص المصابين بـ«التريزوميا" لأنهم لا يستطيعون التصوير أكثر من ساعتين، فكان يعمل معهم حتى سبع ساعات في اليوم، كما كان يتودّد إلى أوليائهم كي يدفعوا أبناءهم لمواصلة التصوير.
للإشارة، سبق لعصام تعشيت إخراج أربعة أفلام علاوة على فيلم "Human" الذي صوّره في خمس دقائق و25 ثانية، من بينها الرسول ونهاية سيجارة والضوء الأحمر، كما تحصل على العديد من الجوائز، من بينها الجائزة الأولى لمهرجان توات سينما بأدرار سنة 2015، جائزة أحسن فيلم قصير في المهرجان الوطني للفيلم القصير الجامعي بباتنة سنة 2014 والجائزة الثانية مسابقة أهراس الوطنية للفيلم الروائي والوثائقي القصير سنة 2015 وغيرها.