لمنح المستهلك حقه في التثقيف الصحي
جميعة "الأمان" تقترب من المواطنين في المراكز التجارية الكبرى
- 1547
أطلقت جمعية "الأمان" لحماية المستهلك، حملة تحسيسية عبر العديد من المساحات التجارية الكبرى، لتوعية المواطنين بحقوقهم الأساسية كمستهلكين، مع اقتراب شهر رمضان الكريم الذي يولي خلاله الفرد اهتماما كبيرا للسلع الغذائية، إذ لابد أن يتحلى حينها باليقظة والوعي لاقتناء أكثرها نفعا وأقلها خطورة على الصحة.
أوضح القائمون على التظاهرة، الذين اختاروا المساحات التجارية فضاء لهم لنصب أجنحتهم نظرا للعدد الكبير من المستهلكين الذين يتوافدون عليها منذ الساعات الأولى لفتح أبوابهم، أن شهر رمضان هي المناسبة التي ـ مع الأسف ـ أصبحت وراء المتاعب الصحية التي تسجل مشاكل هضمية وأخرى أكثر تعقيدا كالسكري وارتفاع الكولستيرول، وغيرها من المشاكل الصحية المرتبطة بالتغذية، بسبب غياب الوعي لدى هؤلاء الذين يرضخون لكل رغبات بطونهم بعد يوم كامل من الصيام لاستهلاك أغذية قد تكون خطيرة على الصحة.
وخلال تواجدنا بالمركز التجاري "أرديس" بالمحمدية، اقتربنا من صبرينة، ناشطة في الجمعية، كانت بصدد توزيع مطويات على المواطنين، تحثهم خلالها على التحلي بالوعي الصحي خلال شهر رمضان، اقترب منها كل فضولي لمعرفة مختلف المشاكل التي قد يقع ضحيتها لجهله ببعض المعايير الصحية التي لابد أن يأخذها بعين الاعتبار في الشهر الفضيل.
وأوضحت لنا صبرينة في حديثها أن العديد من المواطنين تغيب لديهم الثقافة الاستهلاكية، والدليل على ذلك بروز العديد من الأمراض والأعراض الصحية في تلك الأيام، والتي توحي بأن المستهلك لم يحترم بعض المعايير الوقائية عند تناوله لمنتج أو غذاء معين، ومن أهم تلك الأمراض مضاعفات السكري، عسر الهضم، أمراض القلب والشرايين، ارتفاع نسبة الكولستيرول، إلى جانب أمراض أخرى، كالإسهال، التسممات الغذائية، وأمراض أخرى قد تظهر أعراضها بعد فترة أطول.
أكدت المتحدثة أن توافد المستهلكين على أجنحة الجمعية دليل على قابلية هؤلاء التحلي بالوعي الصحي، لاسيما مع اقتراب شهر رمضان، مضيفة أن العديد من المواطنين وجهوا لها ولمختلف أعضاء الجمعية الحاضرين في التظاهرة، العديد من الأسئلة التي تقيهم من مختلف الأمراض والمشاكل الصحية على مدار السنة، وبالخصوص في المناسبات التي تبرز تلك الأعراض أكثر، على غرار رمضان الكريم، عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك، لتجنب الوقوع ضحية تلك المشاكل الصحية.
وعن حقوق المستهلك، أوضحت صبرينة قائلة: "للمستهلك حق الأمان، وهو أن تتوفر في المنتجات والخدمات مواصفات الأمان ضد كل مخاطر"، مشيرة إلى أن هذا الباب جد واسع، ويتطلب فطنة كبيرة من طرف المستهلك لتفادي كل خطر صحي، خصوصا أن في هذه المناسبة تنتشر ظاهرة عرض المنتجات الاستهلاكية في الشوارع وبطريقة فوضوية لا تحترم أي معيار للصحة، كعرض المنتج تحت أشعة الشمس، أو بيع منتجات منتهية الصلاحية، أو منتجات مجهولة الهوية، وأخرى خطيرة التركيبة، أو تلك المشبعة بالسكريات والدهون وما إلى ذلك...
وعن حق المعرفة، تقول المتحدثة بأن المستهلك له حق التزويد بالمعلومة الضرورية من خلال الوسم، بهدف حمايته من الإعلانات المضللة، كما له حق الاختيار، ويتم ذلك وفق الاختيارات المتوفرة في السوق والبدائل من السلع والخدمات التي تخلق منافسة يجد المستهلك فيها ما يبحث عنه، سواء النوعية أو السعر، ليقتني ما يطيب له منها.
إلى جانب ذلك، تقول محدثتنا بأن للمستهلك حق الاستماع إلى رأيه عند إعداد المواصفات والمقاييس والسياسات الاستهلاكية، فضلا على حق إشباع الاحتياجات الأساسية، كالغذاء، الدواء، اللباس، المأوى والرعاية الصحية والتعليم.
وعلى صعيد آخر، أكدت عضو الجمعية أن الحملات التحسيسية التي تنظمها مختلف الجهات المعنية، سواء الهيئات الصحية أو المجتمع المدني أو الفيدراليات المختصة في حماية المستهلك، هي الأخرى حق من حقوق المستهلك، إذ يتمتع هذا الأخير بحق التثقيف والحصول على المعرفة والمهارات لتمكينه من حسن الاختيار واتخاذ مواقف نتيجة إمداده بمعلومات عن السلع والخدمات في السوق.