الشاب هواري صابر في حوار مع "المساء":

عدم اتحاد الفنانين وراء تراجع الفن الوهراني

عدم اتحاد الفنانين وراء تراجع الفن الوهراني
  • 2249
حاوره: رضوان قلوش حاوره: رضوان قلوش

هواري صابر المعروف بـ«سلطان الإحساس» يعد من أهم الأصوات التي تؤدي حاليا الأغنية الوهرانية، وتمكن خلال سنوات فقط من تقديم عدة أغاني في الطابع الوهراني الذي أصبح اليوم مهددا بالزوال، أمام تراجع المبدعين في هذا المجال، فيما يتّجه أغلب الفنانين لأغنية الراي من منطلق أنها تحقق المداخيل، على حساب الحفاظ على الموروث الثقافي لمدينة وهران، وحول ذلك كان لجريدة «المساء» لقاء معه.

❊ هواري صابر غاب عن جمهوره مطولا، ما سبب ذلك؟

— الحقيقة أن غيابي جاء لأسباب وظروف اجتماعية، لم تسمح لي بالالتقاء بجمهوري لمدة طويلة، غير أنني ورغم ذلك كنت أحضّر لألبوم جديد نزل السوق مؤخرا، يحمل تسمية "سر حياتي"، أتمنى أن يلقى رضا وقبول الجمهور من عشاق الفن الوهراني الأصيل.

❊ هل يمكن أن تقدّم لنا أكثر معلومات عن الألبوم الجديد؟

— الألبوم الجديد من منظوري رد جميل لولاية وهران، وللأغنية الوهرانية التي أفتخر بها، والألبوم الجديد يحمل عنوان "سر حياتي"، وهو تجربة خاصة في مساري المهني، والألبوم الجديد يحمل أغان من عدة طبوع بين الوهراني والعاطفي والشعبي.

عنوان الألبوم أخذته من إحدى الأغاني من كلمات الشيخ محمد نونة الذي سبق أن ألف عدة أغاني للمرحومين الشاب حسني والشاب فتحي، ورأى كاتب الكلمات أنني أحمل بعض سمات الفنانين المرحومين، لذلك قرّر التعامل معي في الألبوم الذي أعتبره عربون محبة لجمهوري ولوهران الغالية على قلوبنا وللأغنية الوهرانية التي تواجه تحديات كبيرة حاليا.

تعاملت أيضا في الألبوم مع كتاب كلمات كبار، وعلى رأسهم الكاتب بلحضري بلحضري، الشيخ مكي نونة، إسماعيل زردال، والكاتبة خيرة مصدّق التي قدمت لي أغنية عاطفية باللغة الفرنسية بعنوان "جالس في مقهى"، والتي قمت بتصويرها في فيديو كليب، فضلا عن الكاتب الشاب محمد ثابت الذي كتب لي أغنية "يا الظالمة" التي ستحوّل كذلك إلى كليب غنائي.

❊ وماذا عن كليب "سلطان وهران"؟

— الكليب تم تصويره وعرضه لأوّل مرة أمام الجمهور خلال الحفل التضامني مع الفنانة مليكة نجادي، والذي كان عربون محبة للفنانة التي تعاني المرض، وسيصدر الكليب قريبا في السوق، وهو من كلمات الكاتب بلحضري بلحضري وإخراج عبد الله عسري، وتتطرّق الأغنية للولي الصالح سيدي الهواري الذي يعدّ من رموز مدينة وهران، مما دفعني إلى تصوير الأغنية أمام ضريح هذا الولي الصالح، والتي أتمنى أن تلقى رضا جمهوري.

كما أذكر أنه نزل لي بالسوق كليب "ليلي طويل" الذي صوّرته في باريس وعرض على عدة قنوات خاصة، فضلا عن كليب "عمري حساسة" الذي لقي صدى وسط الجمهور.

❊ بالعودة إلى الأغنية الوهرانية، ألا ترون بأنها مهددة بالزوال؟

— نعم، الأغنية الوهرانية تواجه مشاكل كبيرة وهي مهدّدة بالفعل، وأعتقد أن التهميش الذي طالها وعدم المحافظة عليها دفع إلى تراجعها، إلى جانب عدم العمل على خلق جيل من الشباب من محبي هذا الطابع التراثي لمدينة وهران والغرب الجزائري، حيث أن التوجه يذهب دائما للبحث عن ما يثير الجمهور دون السعي إلى المحافظة على التراث.

❊ وماذا عن الحفلات بالخارج؟

— خرجاتي الحالية بفرنسا تحت إشراف السيد سمير حميش الذي ساعدني كثيرا، حيث قمت بتصوير كليب خاص سينزل إلى السوق قريبا، كما لقيت دعما كبيرا في فرنسا من طرف الجالية الجزائرية، وأتمنى أن أصنع لنفسي مكانة لدى محبي الفن الوهراني وردّ الجميل لأعمدة الأغنية الوهرانية التي تفقد كل مرة أحد أعمدتها في صمت، فيما لم يبق سوى قلة من الفنانين المبدعين في هذا الفن، مما يدعوني اليوم إلى دعوة المسؤولين على الثقافة بالولاية إلى دعم الفن الوهراني والمبدعين الشباب.

❊ لماذا لم يستطع مهرجان الأغنية الوهرانية إعادة الاعتبار لهذا الفن رغم دخوله العام التاسع؟

— المشكل ليس في المهرجان، بل في الفنانين الذين يبقون دائما في انتظار ما تقدّمه مديرية الثقافة، كما أن عدم إتحاد الفنانين بوهران وراء تراجع الفن الوهراني، وعدم خلق جيل من المبدعين الشباب، فالأصوات التي يتم اكتشافها في الطابع الوهراني تتجه لطبوع أخرى، بسبب عدم وجود حضن يؤويها ويدفعها للعمل وإبراز هذا الفن من جديد، لذلك أطلب من الفنانين بوهران الاتحاد والعمل على رسم خريطة طريق من أجل إعادة الأغنية الوهرانية إلى سابق عهدها.