بنايات الحماية المدنية لم تتضرّر

تجنيد 1633 عون وفرق من 22 دولة

تجنيد 1633 عون وفرق من 22 دولة
  • 3027
حنان. س حنان. س

لحسن الحظ..صمدت بنايات وحدات الحماية المدنية في وجه الزلزال المدمّر، خرجت إثرها فرق التدخّل سالمة، ما سمح لها بالشروع في التدخّل وتقديم الإسعافات منذ اللحظات الأولى للكارثة، يقول المدير الولائي للحماية المدنية العقيد أحمد محمودي في مقابلة مع»المساء»، موضّحا أنّه تمّت هيكلة الوحدات في شكل فرق صغيرة موزّعة على الأحياء والبنايات والمدن.

أشار العقيد محمودي إلى أنّه تمّ مباشرة بعد الزلزال، تفعيل مخطّط تنظيم الإسعافات للولاية من طرف الوالي الأسبق علي بدريسي، مع تشكيل مركز قيادة ثابت للحماية المدنية على مستوى مقر الولاية لتسيير ومتابعة الكارثة، وتمّ كذلك التنسيق مع المركز الوطني لإرسال إمدادات من الولايات، وبعد ساعات فقط، بدأت تصل الإمدادات من الولايات المجاورة لاسيما من البويرة وتيزي وزو والبليدة والولايات الأخرى، كما بدأت تصل تباعا وشرع في توزيع فرقها على البلديات المتضرّرة ما سمح بانتشال العديد من الأشخاص الأحياء من تحت أنقاض البنايات المتهدّمة، وكذا التكفّل بعدد كبير من الجرحى لاسيما بعد تنصيب المستشفى المتنقّل..في ظروف صعبة جدا خاصة مع انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات.

وأضاف العقيد أنّه في اليوم الموالي 22 ماي 2003، بعد عملية استطلاع معمّقة تمّ تحديد خطة عمل ورسم خريطة عملية مدقّقة من قبل مركز القيادة العملي بالوحدة الرئيسية للحماية المدنية، وبعد عشرين ساعة من الكارثة بدأت تصل إلى بومرداس عدّة فرق إسعاف أجنبية مدعّمة بوسائل العمل مثل الكلاب المدرّبة وأدوية الاستعجالات وغيرها.

وصلت فرق حماية مدنية من 22 دولة أجنبية للولاية المنكوبة بتعداد كامل يصل إلى 887 منقذا أجنبيا..بعد تسعة أيام من الجهد المتواصل للبحث عن المفقودين، لم تسجّل فرق الحماية المدنية أي إعلان آخر عن ضحايا أو مفقودين، وانطلقت على إثرها عملية إزالة الردوم والأنقاض، بالموازاة مع تنصيب الخيم لإيواء المنكوبين دون إغفال الحديث عن تزويد هؤلاء بالمؤن والأغطية والتكفّل الصحي بهم..

وتمّ بالمناسبة، تجنيد 1633 عون حماية مدنية، كانوا مجنّدين بالولاية المنكوبة، منهم 50 طبيبا، 137 ضابطا، 164 ضباط صف و1312 عونا، إلى جانب تسخير 61 سيارة إسعاف، 44 شاحنة إطفاء، 24 شاحنة نقل، 15 سيارة كلّ الميادين، 18 مولدا كهربائيا وخيمة عملاقة كمستشفى متنقّل.

بالتنسيق مع الجيش الوطني الشعبي وباقي الجهات، تمّ الشروع في تنصيب الخيم كمواقع مؤقّتة لإيواء المنكوبين عبر 94 موقعا يحوي 18296 خيمة. وبالموازاة، شرع أيضا في تنصيب الخلايا الجوارية لتوزيع المؤن على المنكوبين، مع القيام بحملات توعوية وتحسيسية داخل المواقع، لتفادي أخطار الحرائق، خاصة وأنّ الفترة تصادفت مع حلول فصل الصيف، مع وضع جهاز أمني على مستوى كلّ موقع للمنكوبين، وكذا جهاز آخر عند عمليات تهديم البنايات الواجب تهديمها مع إزالة كلّ الردوم.

ومع بدء عملية تنصيب الشاليات ـ يضيف المتحدّث ـ انطلقت عملية أخرى لنزع الخيم والشروع في ترحيل العائلات المنكوبة، وشرعت وحدات وفرق الحماية المدنية في العملية ما سمح باسترجاع 12840 خيمة وتخزينها مؤقتا بالمخازن الجهوية. جدير بالذكر، أن إطارات من الحماية المدنية، تشرف بمناسبة الذكرى الـ14 للزلزال، على تقديم محاضرة بدار الثقافة «رشيد ميموني» حول خطوات حماية الأفراد من أخطار الزلازل بعنوان «الوقاية من أخطار الزلازل.. قبل.. أثناء.. وبعد..الحماية المدنية ترشدكم»، كما سيتم عرض جملة من النصائح للأفراد حول كيفية التحضير لمخطّط الإخلاء مع أفراد العائلة، مع تعيين أماكن التجمّع القريبة من السكنات، وكذا كيفيات التصرّف لحظة الكارثة، لاسيما حماية النفس دون الارتباك وقطع مصادر الطاقة، مع الابتعاد عن البنايات إذا كان الرفد في الخارج، وأخيرا أهمية القيام بالحركات المفيدة والضرورية للإسعاف ومنه الترغيب في الالتحاق الواسع بدورات المسعفين المتطوعين وبلوغ هدف «مسعف لكل عائلة» البرنامج الوطني للحماية المدنية.