أجلت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة، نهار أمس، النّظر في قضية الانخراط في جماعة إرهابية بغرض بث الرعب وسط السكان، وخلق جو إنعدام الأمن من خلال الاعتداء المعنوي أو المادي وتعريض حياتهم أو حرياتهم أو أمنهم للخطر، وتأسيس وتنظيم جماعة إرهابية وحيازة أسلحة ممنوعة وذخيرة دون رخصة من السلطات المختصة. 

القضية المتابع فيها 5 متهمين 3 على قيد الحياة و2 متوفين انقضت وجه الدعوى العمومية في حق أحدهما بعد صدور شهادة الوفاة ويتعلق الأمر بـ(ل، نور الدين) 32 سنة المكنى بأبي همام، قائد كتيبة الغرباء التي أعلنت ولاءها لتنظيم «داعش» الإرهابي، والذي تم القضاء عليه من طرف قوات الجيش منذ حوالي شهرين بمنطقة جبل الوحش، في حين تبقى شهادة وفاة المتهم الأخر (ح، حسين) المكنى بصهيب، الذي قضى نحبه في انفجار حزام ناسف منذ حوالي شهر بعد مطاردة من رجال الأمن بمنطقة عين نحاس ببلدية ابن باديس، غير جاهزة بعد كون التحقيقات وتحليلات الحمض النّووي لم تسلّم بعد إلى المحكمة.

ورفع القاضي الجلسة مرتين من أجل الاستماع على انفراد للمتهم الثالث (ق، م، السعيد) 42 سنة المنحدر من منطقة الشقفة بولاية جيجل، والمكنى بسعد والذي كان في حالة فرار وسلّم نفسه منذ أيام، حيث لم يمر عبر مراحل التحقيق العادية من ضبطية قضائية وقاضي التحقيق، وصدر في حق المتهم أمر بالقبض قبل أن يسلّم نفسه ويصدر إفراغ للأمر بالقبض ويحول مباشرة من المؤسسة إعادة التربية ببوصوف نحو المجلس يوم المحاكمة.

وجاء قرار التأجيل بناء على طلب من دفاع المتهم (ز، عبد النور)، مبررا ذلك بعدم الاطلاع الكافي على الملف، حيث بعد المداولات قررت هيئة المحكمة تأجيل القضية إلى الدورة الجنائية المقبلة مع النّطق بحكم انقضاء الدعوى العمومية في حق المتهم (ل، نور الدين) بسبب الوفاة والإفراج المؤقت في حق المتهم (ق، م، السعيد) ما لم يكن متابعا في قضايا أخرى.

وقد تم توقيف المتهم (ب، محمد) 34 سنة، والاستماع له من طرف مصلحة التحقيق القضائي بالناحية العسكرية الخامسة، بعد التحقيقات التي قامت بها مصلحة الأمن الداخلي التي خلصت إلى قيام المتهم بالتحضير من أجل الالتحاق بتنظيم «داعش» بعد تردده مرارا على مقاهي أنترنت وولوج العديد من المواقع التي تحرّض على الأعمال الجهادية، كما تبين نيّة المتهم في الالتحاق بالجماعات الإرهابية في أطار هيكلة نفسها بشرق البلاد وخاصة بقسنطينة، بتحريض من المتهم (ز، عبد النور) 39 سنة الذي كان على علاقة بالمتهمين (ل، نورالدين) و(ح، حسين)، كما أفضت التحقيقات إلى علاقة بـ(ز، عبد النور) الذي تم توقيفه خلال شهر أوت من السنة الفارطة، و(ق، م، السعيد) الناشط بولاية جيجل، والمتهم بالانتماء إلى تنظيم «داعش» بقيادة أبو بكر البغدادي.