داعيا الجزائر إلى لعب دور محوري في قضايا إقليمية ودولية
السفير يانغ: الصين تقف مع الجزائر لتجاوز أزمتها الاقتصادية
- 975
أشاد سفير جمهورية الصين الشعبية ببلادنا، بالدور المحوري الذي تلعبه الجزائر من أجل بسط الاستقرار بمناطق الجوار، واصفا إياها بعامل استقرار استراتيجي، ودعا السفير يانغ غوانغيو، السلطات إلى لعب نفس الدور لحل أزمات اقليمية في مناطق أخرى من العالم.. في الشق الاقتصادي عبّر السفير عن التزام بلاده الكامل بالوقوف إلى جانب الجزائر في الأزمة التي تمر بها، معتبرا الصين الشريك الاقتصادي الأول للجزائر، وهي تسعى إلى تجسيد شراكات ملموسة وتعود بالفائدة على كلا الطرفين.
أكد سفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر السيد يانغ غوانغيو، في ندوة حول العلاقات الجزائرية الصينية نظمتها كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالتنسيق مع جمعية الصداقة الجزائرية الصينية أمس، دعم بلاده للجزائر في جهودها الرامية إلى الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، موضحا أن الصين تدعو الجزائر إلى لعب نفس الدور الذي تمارسه في دول الساحل، وفي مناطق وإقليم نزاعات أخرى عبر العالم، مشيرا أن الصين لديها الثقة الكاملة في الجزائر لاستكمال مسار السلم والأمن في المنطقة والذي تقوده «بشكل جيد».الدبلوماسي الصيني أشاد بالدور الهام الذي تقوم به الجزائر في الحفاظ على السلم والأمن في مالي وليبيا كملفين حساسين في المنطقة، مؤكدا أن الصين والجزائر لديهما رؤية مشتركة في ما يتعلق بالمسائل الدولية والإقليمية المبنية أساسا على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعدم اللجوء إلى العنف لحل الأزمات السياسية، مبرزا في السياق أن الجزائر تتمتع بالكثير من الحكمة والصبر لتكون في مستوى الوساطة في الأزمتين المالية والليبية وأزمات أخرى عبر العالم.
السفير يانغ غوانغيو، أبدى رغبة بلده في مشاركة الجزائر خبراتها في مجال مكافحة الإرهاب، مذكرا في السياق ذاته بالمشاورات الاستراتيجية الثنائية في هذا المجال التي جرت نوفمبر الماضي بالجزائر العاصمة، المناسبة كانت فرصة للسفير بالتذكير بالدور الذي لعبه السيد عبد العزيز بوتفليقة، عندما كان وزيرا للشؤون الخارجية في استرجاع الصين لمقعدها كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وهو ما لن تنساه الصين للجزائر ورئيسها.
على صعيد اقتصادي، تطرق السفير إلى الظرف الاقتصادي الصعب الذي تمر به الجزائر والذي لم يؤثر كثيرا على العلاقات التجارية بين البلدية اللذين بلغت مبادلاتهما الاقتصادية والتجارية حدود 8 مليار دولار خلال السنة الماضية، السيد يانغ غوانغيو، وإذ طمأن بوقوف الصين إلى جانب بلادنا لتجاوز أزمتها فإنه طمأن الحاضرين من الطلبة والأساتذة بقناعة بلاده واعتقادها الراسخ بإمكانية التطور في الجزائر، بالنظر إلى مساحتها وموقعها الاستراتيجي ومواردها الطبيعية واليد العاملة الشابة.
الصين -يقول السفير- تقدر الجهود والتدابير التي اتخذتها السلطات الجزائرية لتحسين مناخ الأعمال والاستثمار، مشيرا إلى أن التحسينات المتخذة قد تتطلب بعض الوقت، مبديا استعداد بلاده في المساهمة بقدر أكبر في الانتقال الصناعي الذي تنفذه الحكومة. السفير عبّر عن قناعته بضرورة الانتقال من المبادلات التجارية إلى مرحلة جديدة لتطوير شراكة صناعية حقيقية، مذكرا بالمناسبة بالمشروع الكبير للميناء وسط (قيد الاستكمال) مؤكدا أن الجزائر والصين تطمحان إلى جعل هذا الميناء ميناء وطنيا في المستقبل من الدرجة الأولى لغرض تشجيع الاستيراد والتصدير ودعم التنوع الاقتصادي، وأن الميناء يعد بمثابة بوابة لتعميق العلاقات والإدماج الاقتصادي لكامل منطقة الساحل والصحراء.