قايد صالح يدشن الفرقاطة «المدمر»
السفينة مزوّدة بأحدث التكنولوجيات
- 1456
أكد الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أن النتائج الميدانية والفعلية المحققة والأشواط المقطوعة في السنوات الأخيرة في مجال تطوير القوات البحرية بكل عقلانية وتبصر، أصبحت أمرا واضحا بفضل الدعم المتواصل للقائد الأعلى للقوات المسلحة، وبفضل تطبيق مخطط العصرنة الرامي إلى إضفاء طابع الحداثة والفعالية.
وأوضح الفريق خلال الزيارة الميدانية التي قام بها أمس، إلى قيادة القوات البحرية بغرض متابعة مدى تنفيذ هذا المخطط الهادف إلى تطوير القوات لترقية وتحديث قدرات الأسطول البحري أن التوجيهات المستمرة والدعم الذين يحظى بهما الجيش الوطني الشعبي من طرف رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، وكذا الشروع في تجسيد المخطط التطويري والتحديثي الشامل والمتكامل، سواء المتعلق بالقوات البحرية أو بغيرها من القوات الأخرى للجيش الوطني الشعبي، كلها عوامل سمحت بتحقيق نتائج إيجابية في الميدان.
وأضاف الفريق أن وضوح رؤية العمل المستقبلي بالنسبة للجيش الوطني الشعبي وحسن استقراء متطلباته، ورشادة العمل والرغبة في النجاح هي كلها عوامل محفزة ودافعة نحو بلوغ هذه «النتائج المعتبرة»، التي يحاول الجيش من خلالها مواصلة اكتساب عوامل القوة وتطويع بواعث التفوق المتكيف تكيفا صحيحا وسليما مع التطورات المتسارعة التي بات يعرفها عالم اليوم.
وفي هذا السياق، قال المتحدث إن العمل المخلص والمتفاني الذي تم انتهاجه في السنوات القليلة الماضية مكّن من الوصول إلى هذه المستويات المتقدمة من التطوير والتحديث للقوات البحرية ولغيرها من القوات الأخرى للجيش الوطني الشعبي.
وخلال هذه الزيارة، قام الفريق قايد صالح بتفتيش الفرقاطة «المدمر» رقم المتن 911 وتدشينها ومعاينتها حيث أسدى تعليمات لقيادة هذه السفينة الحربية المزودة بأحدث التكنولوجيات ذات الدقة العالية في المجال العسكري البحري، تقضي بضرورة الحرص على الحفاظ عليها وصيانتها الدورية وفقا للمعايير المحددة بغية الحفاظ على جاهزيتها العملياتية في أعلى مستوياتها.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الفرقاطة باستطاعتها العمل والتدخل في نطاق واسع لأداء مهام متعددة، وهي الفرقاطة التي تعززت بها قواتنا البحرية في إطار المخطط التطويري الرامي إلى تحديث وعصرنة أسطولها البحري، والذي سيساهم في الرفع من القدرات الدفاعية للجيش الوطني الشعبي. وقد طاف الفريق بمختلف أقسام الفرقاطة، واطلع على جميع أجزائها، حيث قدمت له شروحات وافية حول مكوناتها وخصائصها وتسليحها، بما في ذلك تزويدها بمروحيتين لتنفيذ مختلف المهام القتالية ومهام الإنقاذ.
وبدورهم، عبّر أعضاء طاقم السفينة عن سعادتهم وفخرهم بالعمل على متن هذه الفرقاطة، واعتزازهم بهذا المكسب الهام للقوات البحرية، مؤكدين من جديد بأنهم سيظلون العين الساهرة التي ترقب وتحمي حرمة وسيادة مياهنا الإقليمية. وكان الفريق قايد صالح بعد مراسم الاستقبال قد وقف وقفة ترحم على روح الشهيد سويداني بوجمعة الذي يحمل اسمه مقر قيادة القوات البحرية، حيث وضع باقة ورد عند النصب التذكاري المخلد للشهيد، وتلا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة وعلى أرواح كل شهداء الجزائر.
كما التقى الفريق بعدها ورفقة اللواء محمد العربي حولي قائد القوات البحرية بإطارات وأفراد هذه القوات في وقفة ترحم على أرواح الضباط الثلاثة أعضاء طاقم مروحية البحث والإنقاذ، شهداء الواجب الوطني الذين وافتهم المنية يوم 21 ماي الجاري بعد الحادث الأليم الذي تعرضت له، معبرا عن تعازيه الصادقة ومواساته لعائلات الضحايا. مشيرا إلى أنهم يعدون رمزا من رموز التضحية والعمل الجاد والجهد المتفاني.
وفي هذا السياق، قرأ الفريق الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني للقيادة العليا للجيش الوطني الشعبي إثر هذه الفاجعة والتي تضمن كل عبارات التعزية والتعاطف والمواساة.
وقال الرئيس في نص التعزية إن هؤلاء الشباب الضباط الذين كانوا في خدمة الواجب المقدس يسهرون مع زملائهم عبر ربوع وطننا الشاسع على تأمين حدود وطننا وسلامة شعبنا، والدفاع عن مجالنا الجوي الرحب، كتب لهم المولى اليوم شهادة الواجب في هذا الحادث الأليم. ولهذا ـ يقول الرئيس ـ «أعرب باسمي وباسم الشعب الجزائري عامة، بقلوب خاشعة راضية بقدر الله وقضائه، عن خالص العزاء وصادق المواساة لأسرهم الكريمة وذويهم البررة، ولقيادة مؤسسة جيشنا الوطني الشعبي، وأسأل المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، ويبوئهم مكانة يرضونها في عليين بين الشهداء والصديقين من عباده الأبرار، وحسن أولئك رفيقا، كما أتضرع إليه جل وعلا أن ينزل الصبر الجميل في قلوب أهلهم وذويهم ورفاقهم في الجيش الوطني الشعبي، إنه سميع مجيب الدعاء».