تكريما لذكرى حسن الحسني
سعيد بن زرقة يكتب «بوبقرة، الميلاد بعد الرحيل»
- 2612
كشف الإعلامي والباحث سعيد بن زرقة، أوّل أمس، بمكتبة «شايب الدزاير» في الجزائر العاصمة، أنّ كتابه الجديد «بوبقرة، الميلاد بعد الرحيل» سيصدر في شهر جويلية المقبل خلال الدورة العاشرة لمهرجان وهران للفيلم العربي، الذي سيحتفي به، وتتكفّل بطبعه المؤسسة الوطنية للاتصال النشر والإشهار.
في لقاء لتكريم الراحل حسن الحسني المعروف بـ«بوبقرة»، حضرته عائلته وبعض من الوجوه الفنية، أكّد بن زرقة أنّ فكرة الكتاب جاءت بعد سلسلة من المقالات التي نشرها في جريدة يومية، وعددها 25 موضوعا عن حياة الفقيد، واجتهد في جمع شهادات مهمة مثل ترجمة شهادة رويشد ورابح بيطاط وبوعلام بسايح، واستعان أكثر بالأرشيف والصور التي تحتفظ به العائلة، وذكر أنّ غياب أرشيف يجمع أثر الفنان صعّب من مهمته.
وعن شخصية «حسن بن شيخ» (وهو اسم حسن الحسني الحقيقي)، أشار بن زرقة إلى أنّها مركّبة متشابكة، فهو ثوري ومسرحي وسينمائي وسوسيولوجي وسيميولوجي من خلال لباسه التقليدي ولساني، حيث لم يستغن عن لهجته البدوية ويمكن دراسته من كلّ هذه الجوانب السالفة الذكر.
وأراد سعيد بن زرقة من خلال هذا الكتاب أن يشجّع على العمل الأدب المحلي، وهو تكريم بمناسبة الذكرى الثلاثين لوفاته، ودعا بالمناسبة إلى إقامة متحف يحمل اسمه يضمّ أعماله الفنية وأرشيفه في مدينته بالمدية.
من جهته، قرأ الممثل حميد رابية على الحاضرين مسيرة حسن الحسني بشكل مفصّل، ووصفه برائد الفكاهة الذكية، ذلك أنّ ضحكه ليس للتهريج وإنّما يحمل عمقا في الرسالة التي يقدّمها للجمهور حتى يحسّسه بالفكرة، ويعتبر قامة ورمزا للفكاهة ومن بين المؤسّسين للمسرح الشعبي في الجزائر.
وتأسّف المتحدّث لغياب مهرجان المسرح الفكاهي بالمدية الذي يحمل اسم «حسن الحسني» العام الماضي بداعي التقشف، وهذا النوع موجود في الجزائر، ومن الخسارة أن يتم تغييبه بهذا الشكل، الأمر الذي جعل التهريج ـ حسب رابية - سيّد التظاهرات المسرحية وحتى مضمونها سطحي، فالمسرح الجزائري لا يستجيب لطموحات ومشاكل وهموم المجتمع الجزائري، وهو ما أدى إلى عزوف الجمهور عن مشاهدة المسرحيات لأنه لا يرى نفسه من خلال ما يقدّم.
للتذكير، حسن الحسني من مواليد 21 أفريل 1916 بمنطقة بوغار بولاية المدية، يعتبر واحدا من مشاهير السينما الجزائرية، زاول دراسته الابتدائية بمسقط رأسه، وتحصّل على شهادة التعليم الابتدائي، وقد طوّر ثروته اللغوية بالغة الفرنسية بفضل والده الذي كان أستاذا لهذه اللغة.
يعتبر حسن الحسني مدرسة في فن الفكاهة، بتقمّص شخصياته النابعة من قلب الريف، حيث عرف خلال أعماله بشخصية «نعينع» ثم بشخصية «بوبقرة» لتعدّد شخصياته من الفلاح إلى القاضي في الكثير من أعماله، مثل «ريح الأوراس» و«حسن طيرو» و«الأفيون والعصا» و«الأسر الطيبة» و«وقائع سنين الجمر» وغيرها من الأعمال السينمائية الجيدة، والتي كان آخرها فيلم «أبواب الصمت» للمخرج الراحل عمار العسكري، إذ توفي حسن الحسني أثناء تمثيل آخر لقطاته وكان ذلك يوم 25 سبتمبر 1987 حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى عين النعجة بالجزائر العاصمة.