في وقفة احتجاجية أمام سلطة ضبط السمعي البصري
كتّاب ومثقفون تضامنوا مع رشيد بوجدرة
- 1335
نظم العديد من الكتّاب والمثقفين وقفة احتجاجية أمس السبت، أمام مقر سلطة ضبط السمعي البصري، تعبيرا عن تضامنهم مع الكاتب والروائي الشهير رشيد بوجدرة، في قضيته مع مقلب الكاميرا المخفية عند استضافته باستوديو قناة «النهار تيفي»، في برنامج عبر سؤال «هل أنت مسلم أم ملحد؟» الذي اعتبره مساسا بحريته الشخصية وسخرية منه وتنكيلا بسمعته، مطالبين بضرورة توقيف مثل هذه البرامج الرامية إلى تشويه سمعة الأفراد، ورد الاعتبار للرجل وإنصافه، وإخضاع مضامين القنوات الفضائية التلفزيونية لسلطة الرقابة القانونية.
دعا حوالي 500 مثقف عبر هذه الوقفة التي نُظمت في حدود منتصف النهار وحضرها عدة كتاب وممثلين وإعلاميين ومهتمين بالثقافة وسط إجراءات أمنية مشددة، إلى وجوب تدخل الجهات المسؤولة الفوري لوضع حد لما تبثه بعض القنوات الفضائية من برامج وحصص تمس بكرامة الأشخاص وتحاول النيل من سمعتهم أمام الرأي العام، مثلما حدث للكاتب بوجدرة، مطالبين بإعلام نزيه وأخلاقي يراعي أداء الخدمة العمومية، ويرافع من أجل المصلحة العامة.
بوجدرة الذي كان محاطا بعدد هائل من المتعاطفين رافعين شعارات «من أجل إعلام بنّاء» و«لا للإرهاب الإعلامي».. أكد أنّه لا يُعقل أن تقوم مؤسسات إعلامية تلفزيونية بالمساس بحرية الأشخاص والنيل من سمعتهم بدون متابعة صارمة لذلك، مجددا أنه يرفض الطريقة التي عومل بها من قبل صحفيي القناة. ولم يعط أي موافقة لبث حلقة مقلب البرنامج على خلاف ما قيل في ذلك.
وأوضح الروائي أنّه لن يتراجع عن مقاضاة القناة، ولن يتنازل عن حقه في الرد على ما لُفّق حوله، حيث ذكّر بأنه سيتجه اليوم الأحد إلى العدالة لرفع دعوى قضائية والحضور شخصيا خلال الوقفة، معتبرا أن التضامن الكبير الذي لقيه من قبل الكتّاب والمثقفين المتعاطفين معه، أمر صحي، ودليل على نصرة الحق والإعلام البنّاء البعيد عن إيذاء وتشويه صورة الأشخاص.
كما أضاف أنّه سيعقد ندوة صحفية خاصة للإعلان عن الجديد في هذه القضية فور الانتهاء من الإجراءات القضائية.
ومن جهته، أكد الإعلامي والكاتب حميدة العياشي الذي شارك في الوقفة، أنّه تم اختيار بدء الاحتجاج من مقر سلطة ضبط السمعي البصري، باعتبارها الهيئة المخوّلة بضبط ومراقبة نشاط وبرامج القنوات التلفزيونية وتمحيص محتواها، داعيا إياها إلى لعب دورها كما ينبغي إزاء هذه الأمور التي لا تشرّف الساحة الإعلامية والعمل الصحفي على الإطلاق.
وأوضح العياشي في هذا الشأن، أنّه يجري حاليا جمع التوقيعات التي بلغت حوالي 1000 توقيع من قبل ممثلي الجمعيات الثقافية والمجتمع المدني وكتاب، لتبليغها السلطات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة والرد على ما وصفه بـ «التجاوزات الخطيرة» في العمل الصحفي التي طالت حرية الأفراد ومعتقداتهم. كما قال: «إن السلطة اليوم مطالبة أكثر من أي وقت مضى، بفرض هيبتها وتطبيق القانون على التجاوزات الحاصلة في قطاع الإعلام، خاصة السمعي البصري».
وفي السياق، كان للروائي بوجدرة لقاء قصير مع رئيس سلطة ضبط السمعي البصري السيد زواوي بن حمادي، الذي أكد أن ما لحق من مساس بسمعة الكاتب من قبل صحفيي القناة المذكورة، أمر غير مقبول، مشيرا إلى أن هيئته عانت كثيرا من مثل هذه الأمور التي لا بد ألا تكون على الإطلاق، كون الإعلام يقدم خدمة نبيلة، هي تنوير الرأي العام وأداء الخدمة العمومية.
وأوضح السيد بن زواوي أن سلطة ضبط السمعي البصري لها صلاحيات من الناحية الأخلاقية في التدخل في هذه الأمور عن طريق الإخطار باستقبال الشكاوى حالة بحالة، لكن الحكومة هي العنصر الوحيد والفعال الذي يملك صلاحيات التدخل؛ سواء لتوقيف أي قناة أو إعطاء اعتماد لأخرى، معتبرا أن ذلك لا يُعد مساسا بالقنوات الخاصة؛ فالعديد منها لعبت دورا مشرّفا في تغطية الانتخابات التشريعية الماضية من خلال دورها المشرّف في الروح الوطنية.
كما قال بن زواوي في السياق إن هيئته ستصدر بيانا صحفيا لاحقا، توضح من خلاله تعاملها مع هذه القضية التي أثارت الرأي العام الوطني ورواد صفحات التواصل الاجتماعي.
يُذكر أن الوقفة عرفت مرورا خاطفا لشقيق رئيس الجمهورية السعيد بوتفليقة، الذي تبادل أطراف الحديث مع الروائي رشيد بوجدرة. كما حضرت وجوه سياسية وشخصيات أخرى، هذه الوقفة التضامنية.
سلطة الضبط تدين انتهاكات أخلاقيات المهنة
أدان مجلس سلطة ضبط السمعي البصري «التصرفات المنتهكة لأحكام مدوّنة أخلاقيات المهنة»، مبديا تعاطفه التام مع الكاتب رشيد بوجدرة؛ بسبب ما تعرّض له في برنامج «الكاميرا الخفية» بقناة النهار، حسبما أفاد به أمس السبت بيان للهيئة.
وأوضح البيان أن رئيس سلطة ضبط السمعي البصري زواوي بن حمادي استقبل أمس الكاتب رشيد بوجدرة مرفقا بكل من الإعلامي أحميدة العياشي والشاعر عاشور فني ممثلين لمجموعة من المثقفين والصحفيين، إثر الوقفة الاحتجاجية التي نُظمت أمام مقر هذه الهيئة تضامنا مع السيد بوجدرة.
وشددت سلطة ضبط السمعي البصري على «وجوب تفادي القذف والسب والعنف بشتى صفاته في برامج الكاميرا الخفية (التي يقع أصحابها) تحت طائلة تطبيق قوانين الجمهورية»، مذكرة بتحذيرها عشية الشهر الفضيل القنوات بضرورة تفادي مثل هذه الممارسات واحترام المواطن بالدرجة الأولى. و.أ