يجب استشارة الأطباء قبل تصويم الأطفال لأول مرة

يجب استشارة الأطباء قبل تصويم الأطفال لأول مرة
  • القراءات: 1276
رشيدة بلال رشيدة بلال

اختار المركز الثقافي الإسلامي بمناسبة حلول عيد الطفولة المصادف للفاتح جوان من كل سنة، أن يربط بين الشهر الفضيل وعيد الطفولة، من خلال برمجة محاضرة حول صيام الأطفال في رمضان، نشطها المختص في أدب الطفل الأستاذ سعيد علي بهون، حيث سلط فيها الضوء على بعض الأمور التي تغفل عنها الأسر الجزائرية عند حث أطفالها على الصيام لأول مرة، ودعا بالمناسبة إلى التركيز على ما يسمى بالإشباع الروحي حتى لا يكون صيامه عن الأكل والشرب فحسب.

أشار المحاضر في بداية مداخلته إلى أن السن المناسب الذي يفترض تعويد الأطفال على الصيام فيه يبدأ من ستة إلى سبع سنوات، لكن قبل تكليفه بالصيام يؤكد؛ لابد من استشارة الأطباء للاطلاع على استعداداته الصحية والتأكد من عدم إصابته بأي مرض يمكن أن يكشف عنه صومه، مشيرا إلى أن أهم ما يجب مراعاته عند دعوة الطفل إلى الصيام هو التدرج، حيث يمنع  تماما تكليفهم بالصيام من اليوم الأول وطيلة اليوم وطيلة شهر كامل، وفي المقابل يفترض أن يبدأ بالامتناع عن الأكل لمدة ساعتين، ومنه أربع ساعات،  وبعدها يصوم نصف يوم، ثم يصوم اليوم بكامله.

من القواعد الصحية التي شدد عليها المحاضر لتحبيب الطفل في الصيام وعدم إجهاده وحمايته من أية مضاعفات يمكن أن تحدث له، السعي إلى تأخير سحوره والحرص على جعل وجبيته الغذائية غنية ودسمة حتى يتم تزوده بالطاقة التي تمكنه من الصبر على الجوع، مشيرا إلى أن تصويم الأطفال لا يجب أن يرتكز على الاهتمام بالأكل والشرب فحسب، بل يجب أيضا الاهتمام بالجانب الإيماني من خلال شغل وقته بقراءة القرآن وترديد الأذكار والأدعية، وإلهائه ببعض الألعاب غير المرهقة، مع الحرص على مراقبته حتى يكون صيامه شرعيا، كأن يقوم مثلا بالأكل أو الشرب خفية، مع مراقبته من الناحية الصحية  إن كان بإمكانه مواصلة الصيام من عدمه.

وحول ما إذا كانت الأسر الجزائرية تأخذ بمثل هذه التوجيهات عند الشروع في تعويد أطفالها على الصيام لأول مرة، كشف المحاضر عن أن مجتمعنا ـ والحمد لله ـ تحكمه بعض العادات والتقاليد ويتم إحياؤها في مثل هذه المناسبات، فمثلا تعويد الأطفال على الصيام واعتماد التدرج في ذلك تقليد قديم يسير بطريقة تلقائية وعفوية عند العائلات، ولكن ما يجب لفت الانتباه إليه؛ الأمور الصحية، خاصة أننا نصوم في السنوات الأخيرة خلال فصل الصيف، الأمر الذي جعل الصيام شاقا على الكبار، فما بلك بالأطفال؟ هذا من ناحية، ومن جهة أخرى لابد من الاستثمار في الجانب الإيماني من خلال إشباعه روحيا، لأن شهر رمضان محطة ملائمة يتقبل فيها الطفل كل العبادات التي يقبل عليها الأغلبية ويحرصون على أدائها.

وحول حقيقة ما إذا كان أجر صيام الأطفال يعود إلى ذويهم، أفاد المحاضر أن هذا المعتقد صحيح من الناحية الشرعية، وهو شبيه بتفطير الصائم، لأنه يدخل في خانة الأعمال الصالحة التي يؤجر عليها الداعي إليها، وبما أن الأولياء يحثون أبناءهم على الصيام، فالأكيد أنهم سيأجرون على ذلك.