لأن الجزائريين تأثروا بالأزمة ودفع أقساط السكنات
تراجع المعتمرين بـ50٪، وتخوف من تراجع السياحة
- 796
تتوقع النقابة الوطنية للوكالات السياحية موسما سياحيا سلبيا، مؤشراته بدأت تتضح للعيان من خلال تسجيل تراجع غير مسبوق للمقبلين على موسم العمرة في إطار السياحة الدينية التي تراجعت بأزيد من 50 ٪ هذا العام.. رئيس النقابة السيد الياس سنوسي قلل من تأثير شغور منصب وزير السياحة على مهنيي القطاع وموسم الاصطياف على اعتبار أن كل التحضيرات تمت منذ شهور، مشيرا إلى أن تراجع إقبال الجزائريين على السياحة بالخارج مرده عوامل عدة منها مخطط توزيع السكنات ودفع أقساطها التي أخلطت حسابات العديد منهم ناهيك عن الأزمة المالية المؤثرة للبلاد في المرفقة بسياسة التقشف.
برر إلياس سنوسي، رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية، الإقبال الضعيف للزبائن على الوكالات والوجهات الخارجية بالوضعية الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتي يعرفها الجميع، المتحدث أكد أمس للمساء أن جل الوكالات تتوقع موسما سلبيا هذا العام بسبب العديد من العوامل والعناصر التي اجتمعت لتحول دون إقبال الجزائريين على السياحة الخارجية سواء الدينية أو أخرى باستثناء سياحات الأعمال التي يبقى عدد المقبلين عليها محدودا.
بالإضافة إلى الوضعية المالية والاقتصادية للبلاد، يقول السيد سنوسي إن تزامن توزيع السكنات من مختلف الصيغ على الجزائريين أربك العديد من العائلات وأخلط ميزانياتها خاصة بالنسبة لمكتتبي سكنات «عدل» و«ال.بي.بي» المطالبين بدفع أقساط من قيمة المسكن، علما أن غالبية المقبلين على السياحة الخارجية هم من متوسطي الدخل وتحديدا من الفئة المذكورة والتي تستعد لاستلام سكناتها أو دفع أقساط من قيمتها المادية وبالتالي اضطرت الى التضحية بالكماليات ممثلة في السفر.
انخفاض سعر الدينار وغلاء العملة الصعبة هي عوامل أخرى حالت دون تسجيل توافد كبير للسياح الجزائريين.. وعلى الرغم من الوضعية السيئة، فإن نشاط الوكالات السياحية ليس بهذا السوء والتردي حسب السيد سنوسي الذي قال إن النشاط مازال مستمرا غير أنه لم يسجل تطورا في إشارة منه إلى غياب التوظيف وعدم المغامرة في تسجيل والخوض في وجهات سياحية جديدة بالاضافة إلى احتمال تسريع بعض العمال بالنسبة للوكالات الكبيرة التي تشغل عددا كبيرا من الموظفين.
من أبرز بوادر الأزمة في السياحة الخارجية هي التراجع الكبير للمعتمرين الجزائريين خاصة في مثل هذا الشهر الفضيل الذي يتزاحم فيه الجزائريون على أداء هذه الشعيرة الدينية، حسب السيد إلياس سنوسي فإن التراجع يتراوح ما بين الـ40 و50 ٪ وهو مقلق خاصة أن عددا كبيرا من الوكالات السياحية تنشط في الحقل الديني، الأمر الذي يهدد بإفلاسها أو غلقها مستقبلا، آملا في استقرار الوضع مستقبلا وعدم تفاقم الوضع.
تشير الأرقام إلى أن 90 ٪ من المعتمرين الجزائريين للسنة الماضية هم من محدودي ومتوسطي الدخل، وأن سعر العمرة كان يتراوح ما بين 150 إلى 160 ألف دج شاملة التكاليف، ليرتفع سعرها اليوم بسبب ارتفاع قيمة العملة وتراجع قيمة الدينار إلى 200 الف دج.. بما بمعنى تسجيل زيادة ما بين 50 و60 بالمائة وهذا ما يؤدي الى عزوف اغلب المعتمرين، حيث يتوقع تراجع ما بين 50 إلى 70 بالمائة منهم ومنه استغناء شريحة واسعة من الجزائريين من هذه الشعيرة.
وستتأثر الوكالات السياحية بشكل رهيب من هذا الوضع خاصة تلك التي يقتصر رقم أعمالها على هذا المنتوج السياحي الديني، والتي ستتأثر بشكل كبير حسب المتحدث الذي أشار إلى أن عددا من الوكالات ستغلق وأخرى ستلجأ إلى تسريح عمالها..وسيكون للقرار تبعات اقتصادية جمة... وبلغة الأرقام، أكد الياس سنوسي تضرر نحو 400 وكالة سياحية على الأقل منها قرابة 200 وكالة يقتصر رقم أعمالها على السياحة الدينية وبالأخص العمرة بنسبة 90 ٪ .
بخصوص شغور منصب وزير السياحة المرتقب تعيينه في الساعات القادمة، أكد السيد سنوسي أن الوضع لا يؤثر كثيرا على الوكالات والوضع السياحي في بلادنا على اعتبار أن أغلب الإجراءات والاستعدادات اتخذت منذ نحو 3 أشهر غير أن استمرار الشغور لأسابيع قد يتسبب في بعض التذبذب خاصة بالنسبة لمنح الاعتماد والتراخيص وغيرها.