دعت ولاية الجزائر، في إطار مشروع تحويل العاصمة إلى «مدينة ذكية» الذي تم الشروع في تجسيده ميدانيا، كافة المتعاملين والأطراف الفاعلة في تقييم المدن الكبرى، للتعاون وإشراك جهودهم في تعزيز هذه المبادرة الهامة للاستفادة من مقترحاتهم وحلولهم التقنية الكفيلة بتقديم أفضل الخدمات الرامية إلى تحسين حياة المواطنين في كافة الميادين.

وترمي هذه الخطوة التي أطلقتها الولاية تحت رعاية وإشراف الوالي عبد القادر زوخ ـ حسب المحاور الكبرى التي يتضمنها المشروع ـ إلى إعداد ورقة طريق يتم على ضوئها تحديد كيفية مشاركة الفاعلين، على غرار الشركات الناشئة والمخابر ومقترحي الحلول والجامعات، مراكز البحث ومكاتب المحاماة، وذلك بالاعتماد على خبرتهم الطويلة في اقتراح الحلول الذكية قصد السهر على إنجاح هذا المشروع الحسّاس.

وتحاول الجهات المعنية بولاية الجزائر العاصمة في هذا الإطار، الاستعانة بهؤلاء الفاعلين والاستفادة من وجهات نظرهم خاصة فيما يتعلق بالتصاميم ووصف الحلول التقنية والتجارية التي من شأنها تعزيز المبادرة، إلى جانب استقبال مقترحاتهم فيما يخص أفضل السبل للدخول في شراكة مثمرة وقوية مع ولاية الجزائر، تماشيا مع جدول زمني لجمع كل المقترحات ذات الصلة.

يندرج مشروع تحويل العاصمة إلى مدينة ذكيّة ضمن مرحلة جديدة في استراتيجية المدن الذكية التي تضمن الانتقال من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ، علما أن الهدف من وراء ذلك هو محاولة تحسين أداء الإدارة المحلية وحياة المواطنين، حيث يتطلّب الأمر التدخل المباشر لمختلف الأطراف المعنية للرقي بعدة محاور وقطاعات ذات صلة بما في ذلك خدمات النقل والطاقة والمياه والأمن والصحة والخدمات اللوجيستية.. وغيرها، في وقت يبقى القاسم المشترك في كل ذلك هو التوجه نحو تحسين استغلال وتوظيف تكنولوجيا المعلومات من أجل تقديم أحسن الخدمات. 

كما سيتم التوجه من خلال هذا البرنامج الحضري الطموح، إلى الاستعانة أكثر بالتكنولوجيا الحديثة التي تعد القلب النابض لتصميم المدن الذكية لتشمل الجوانب ذات الصلة بالحصول على البيانات بما في ذلك (أجهزة الاستشعار وشبكة الاتصالات اللاسلكية، وإدارة وتخزين البيانات..)، بما يسمح بتوسيع نطاق الاستفادة من أنشطة المدينة لاسيما في مجال الذكاء الاصطناعي والتحليل وتطبيقه على مختلف مكونات المدينة الذكية، مع السهر على تحسين جوانب إدارة العمليات الحضرية والاستدامة والكفاءة في إطار مقاربات تحليل محددة بالنسبة للأهداف الخاصة والأولويات والقيود المطروحة في الميدان.

وأوضحت الولاية، أنه يتم حاليا تحديد خطة تنفيذ خاصة بمشروع المدينة الذكية، تركز على البرامج المثلى في ذلك خاصة القائمة بالأساس على تقديم الاقتراحات ودعوة أكبر عدد من المهتمين للمشاركة في إنشاء  مخبر تكنولوجي يقترح الحلول التجريبية ويهتم أكثر بالتركيز على تطوير هذه الحلول والتحقق من فعاليتها في البيئات التجريبية الخاصة بالمشروع المذكور.

كما أشارت الولاية، إلى أن التخطيط لهذه المبادرة القيّمة سيتم بعد تلقيها قبل نهاية السنة الجارية 2017 لمقترحات الفاعلين والأطراف المشاركة في مبادرة «الجزائر مدينة ذكية»، وتعبيرهم عن الاهتمام بتحديد أولويات المشروع وإحالتها على المعنيين مع إرفاقها بطلبات محددة للحصول على تعليقات ومقترحات قيّمة.

كما سيشرع خلال نفس الفترة في إطلاق مناقشات مشتركة بين مدينة الجزائر والشركاء الفاعلين لصقل نموذج التنفيذ وتحديد وسائل العمل بين الطرفين إلى غاية آفاق 2018، وهذا عبر البريد 

الإكتروني الخاص بتلقي العروض