قرية تبيوحمت ببلدية الولجة (جنوب خنشلة)
ندرة الماء الصالح للشرب تزيد من معاناة المواطنين
- 1078
يعيش سكان قرية تبيوحمت الواقعة ببلدية الولجة، جنوب الولاية بنحو 90 كلم عن مدينة خنشلة، أوضاعا قاسية في ظل غياب تام لأبسط المرافق الخدماتية الضرورية، خاصة ما تعلق منها بالماء الصالح للشرب، في هذه الأيام التي تزامنت مع شهر رمضان، وهو ما جعل القرية تدخل في عزلة تامة كأنها خارج إقليم ولاية خنشلة، بعد تجاهل السلطات المحلية والمجالس المنتخبة منذ عقود لانشغالات السكان.
القرية تعتبر ثاني أكبر تجمع سكني بعد الولجة مركز وتضم أزيد من 300 عائلة تعيش كلها حياة البؤس والشقاء، بعد أن أتى الجفاف والتصحر على كل ما تجود به المنطقة من خيرات فلاحية وموارد مائية. الزائر لهذه القرية السياحية يتفاجأ بغياب تام لأدنى شروط الحياة من مرافق وهياكل خدماتية وانعدام كلي لوسائل النقل التي تربط القرية ببلدية الولجة أو بالقرى المجاورة لها التابعة إداريا لولاية بسكرة، فضلا عن افتقار القرية على غرار باقي قرى المنطقة الجنوبية لولاية خنشلة، للماء الصالح للشرب، حيث يلجأ السكان إلى البلديات المجاورة لجلب كميات منه، وحتى صهاريج المياه التي يعتمدها البعض فهي منعدمة بقرية تبيوحمت، بسبب اهتراء شبكة الطرق وبعد المسافة عن مدينة ششار. في حين يضطر قلة من المواطنين إلى الاعتماد على مياه القارورات المصنعة التي أصبحت تشكل عبئا ثقيلا على كاهل الأهالي ومحدودي الدخل، الذين يعتمدون في معيشتهم على تربية الماشية أو تربية النحل، التي بدورها لم تسلم من الأمراض والإصابة بالعدوى نتيجة الغياب التام للمصالح البيطرية، المفترض أن تقوم بالمعاينة الدورية وتوفير الدواء مجانا للفلاحين والمربين.
أحد شيوخ قرية تبيوحمت تحدث بأسى عن واقع التنمية المحلية بالقرية وبلدية الولجة على العموم، حيث قال؛ إن ثاغزوث ـ وهو الإسم الإمازيغي للبلدية ـ كافحت في الثورة برجالها ونسائها وحتى أطفالها، وكانت قلعة من قلاع الثورة التحريرية واستشهد عدد كبير من أبنائها في أكبر المعارك، واليوم نعاني التهميش والإقصاء والعلم الجزائري يرفرف بعد أكثر من نصف قرن من الاستقلال». أما الوجه الآخر لمعاناة سكان قرية تبيوحمت فيتمثل في ضعف التغطية الصحية بإقليم البلدية، خاصة في ظل انتشار حالات التسمم العقربي، باعتبار أن المناخ السائد بالمنطقة جاف وشبه صحراوي، الأمر الذي يجعل عدد الإصابات تتزايد بالقرية، في ظل بعد مؤسسة الصحة الجوارية لبلدية جلال التي تتكفل بالتغطية الصحية لمنطقة خيران والولجة. ناهيك عن الأخطار التي تتعرض لها النساء الحوامل أثناء تنقلهن إلى عيادة التوليد بمدينة ششار، ويصبح الأمر معقدا إذا تزامنت لحظة الوضع مع الفترة الليلة، ليرفع سكان قرية تبيوحمت نداء الاستغاثة للسيد والي ولاية خنشلة حمو بكوش، من أجل التدخل ووضع حد لمعاناتهم بتخصيص مشاريع التنمية المحلية بقريتهم التاريخية والسياحية في بلدية الولجة جنوب خنشلة.