جمعيات تدق ناقوس الخطر وتطالب بقوانين ردعية ضد المنتهكين

"المقنين" مهدد بالإنقراض في الجهات الشرقية

"المقنين" مهدد بالإنقراض في الجهات الشرقية
  • 3031
عزيزة. ك عزيزة. ك
تعرف مختلف الأسواق، لاسيما الأسبوعية بولاية قسنطينة، إقبالا هائلا على طائر الحسون المعروف بطائر "المقنين"، لأسباب تم إرجاعها إلى عامل تهريبه إلى الدول المجاورة وهي الوضعية التي ستؤدي، حسب عدد من الجمعيات، إلى تناقصه وانقراضه في الجزائر بصفة عامة وولاية قسنطينة بصفة خاصة.
وحسب عدد من الباعة بالأسواق الأسبوعية على مستوى تراب الولاية، فإن مجموعات كبيرة من الشباب التونسي تتهافت بشدة على مثل هذا النوع من الطيور، إذ تقوم بالتجوال بشكل دائم في الأسواق لشراء أعداد معتبرة من "المقنين" وبأسعار زهيدة مقارنة بقيمته الحقيقية، لتتولى فيما بعد تهريبه إلى بلدها، وتعتبر إحصائيات تضاؤل أعداد الحسون بشكل رهيب مؤشرا مخيفا بشأن انقراضه في الجهة الشرقية، حيث بلغت النسبة 85 ٪، رغم وجود قانون يحميه مع استغلاله في عمليات تهريب عبر الشريط الحدودي إلى تونس، ومنه إلى بعض دول المشرق.
من جهتها، تقوم مصالح الدرك الوطني، بناء على الحماية التي خصصتها الدولة الجزائرية لمثل هذا النوع من الطيور، باعتباره من الطيور المحمية والمهددة بالانقراض بسبب تهريبها إلى البلدان المجاورة، بحجزها وإطلاقها في الغابات، مع تغريم المتاجرين والصيادين وفرض عقوبات تصل إلى السجن، فيما تعمد مجموعات من أخصائي البيئة بالتنسيق مع بعض الجمعيات إلى القيام بحملات تحسيسية منتظمة، للحفاظ على البيئة وسلامة هذا الطائر عبر تنظيم عدة نشاطات وعمليات توعوية تحسيسية خاصة بالمجال البيئي، من أهمها الاهتمام بجانب المحافظة على الطيور المهددة بالصيد العشوائي المفرط، خاصة طائر "المقنين" الذي كان في فترات سابقة يتواجد بكميات كبيرة، إلا أن طرق صيده التقليدية تطورت، حيث كان الصيادون يعمدون إلى استعمال اللصاق والحلفة لتكون غنيمتهم اليومية طائرين أو ثلاثة، أصبحوا يستعملون اليوم وسائل أخرى، مثل الشباك التي تأسر في كل صيد ما لا يقل عن الـ 30 طيرا منه، فتتراوح غنيمة الصياد في اليوم الواحد بين 200 إلى 300  طير، وهو ما ساهم بشكل مباشر في انقراضه.
وقد دقت العديد من الجمعيات الناشطة في هذا المجال ناقوس الخطر للحفاظ على مثل هذه الثروة الحيوانية وطالبت بوجوب حماية الطيور، خاصة تلك المهدَدة بالانقراض، من خلال تطبيق القوانين الردعية على كل المنتهكين والمخالفين الذين يساهمون في إتلاف المحيط البيئي وحيواناته، بغرض الربح السريع على حساب الطائر الضعيف المصنف ضمن الطيور المحمية، مع دعوة جميع الفعاليات الجمعوية والبيئية وكل المهتمين بمجال البيئة، إلى التحرك من أجل تعبئة الجهود قصد حماية هذا الطائر من الانقراض ووضع المقاييس المتعارَف عليها عالميا لضمان استمرارية صنفه.