الكوميدي "مصطفى زازا" لـ"المساء":

القرصنة الفنية أدخلتني البطالة

القرصنة الفنية أدخلتني البطالة
  • 1587
خ/ نافع خ/ نافع
بدأ مشواره في عالم الكوميديا من خلال تقمصه دور خالتي «زازا» المرأة العجوز المحنكة، متمكن في أداء أدواره الفكاهية منذ سنوات طويلة، أكسبته إعجاب وحب الجمهور الجزائري، إنه الممثل الكوميدي مصطفي المعروف بالحاجة «زازا»، شارك في تنشيط مهرجان الأغنية الوهرانية لهذه السنة وكذا ليالي صيف وهران الذي نظمه ديوان الثقافة والفنون لبلدية وهران، التقيناه مؤخرا وهو يزور الباهية، فكانت لنا معه هذه الدردشة.

المساء: أنت قليل الظهور سواء بالحفلات أو على القنوات التلفزيونية الوطنية خلال السنوات الأخيرة، فما السبب؟
-زازا: أنا موجود، وغيابي عن جمهوري خارج إرادتي، فكرامتي لا تسمح لي بأن أستجدي المسؤولين عن الثقافة لدعوتي لتنشيط الحفلات التي تقام أو للمشاركة في الأعمال التي تنتج عبر القنوات التلفزيونية سواء العمومية أو الخاصة.

كنت تنشط في إنتاج أعمالك الكوميدية في أقراص مضغوطة ويشاهدها الجمهور، فلماذا توقفت؟
-نعم، لكن القرصنة أدخلتنا عالم البطالة الإجبارية، ولم تترك لنا مجالا لإنتاج أعمالنا، حيث أصبح العمل بعد بذل الجهد والتعب وصرف الأموال، بقدرة قادر، يعرض على اليوتوب بالأنترنت بالمجان أو يباع في قرص مضغوط على الرصيف بـ50 دينار.

وكيف تعيش حاليا؟
-أعتمد على تنشيط حفلات الأعراس وأفراح العائلات الجزائرية في إنتظار التفاتة المسؤولين عن الثقافة ببلادنا ليفسحوا لي المجال للعمل في الميدان الذي أحبه.

لماذا اخترت تقمص دور العجوز؟
-لأن الخبرة التي تمتلكها أمهاتنا وجداتنا في الحياة تعتبر رصيدا غنيا، علينا أن نستفيد منه ومن الدروس التي يلقننا إياها عوض التخلي عن العديد من العادات والتقاليد الإيجابية التي فرضتها العصرنة والتكنولوجيا.

أنت تستمد مواضيعك الفكاهية من الواقع الاجتماعي الذي تعيشه العائلة الجزائرية، هل تعتمد على نفسك في كتابة هذه المواضيع؟
-نعم، أقوم بكتابة مواضيع الأعمال الفكاهية التي أقدمها من وحي الواقع الذي نعيشه، فالفنان مرآة مجتمعه وناقد جيد له، وأنا حاليا أملك العديد من السيناريوهات التي تحمل أفكارا جديدة وبطرح مغاير لما عرفني به الجمهور الجزائري.

هناك العديد من الشباب خاضوا تجربة التمثيل الكوميدي يتقمصون دور المرأة العجوز، هل تعتبره تقليد لفكرتك؟
-تقمص دور العجوز أو المرأة، في التمثيل لا سيما في مجال الكوميديا اعتمدها الكثير من الممثلين من قبل على سبيل المثال الممثل القدير حمزة، الذي قدم لسنوات طويلة دور ماما مسعودة بنجاح، وبالمناسبة فقد اعتبرني البعض في بداية مشواري مقلدا لتلك الشخصية لكنني أثبت لهم العكس، حيث أنني أمثل دور العجوز المثقفة التي تملك دراية واسعة بأمور الحياة، وأنصح الشباب ممن يتقمصون دور المرأة أو العجوز في التمثيل عدم المبالغة، المهم تقديم رسالة هادفة تخدم المجتمع الذي نعيش فيه وليس لمجرد الإضحاك فقط.

كلمة أخيرة
-لايزال الفنان ببلادنا بحاجة إلى توفر فرص العمل طوال شهور السنة، وبكل ربوع الوطن، ومن حق الجميع أن تفتح لهم الأبواب، وأنا أتفاءل خيرا بالأيام القادمة التي ستكون، إن شاء الله لصالح الفنان المهمش خصوصا.