وسط استنكار شديد للقوى الوطنية والدولية لاغتيال الرهينة الفرنسي

الجزائر تجدد عزمها على مواصلة مكافحة الإرهاب دون هوادة

الجزائر تجدد عزمها على مواصلة مكافحة الإرهاب دون هوادة
  • القراءات: 1091
م / ب م / ب
أثار اغتيال الرهينة الفرنسي هيرفي غورديل، استنكارا شديدا من قبل الحكومة ومختلف الفعاليات والأطراف الوطنية والدولية، كما دفع بالجزائر إلى تجديد عزمها وإصرارها وإرادتها الصارمة على مواصلة مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره دون هوادة.
فقد اعتبرت الحكومة اغتيال الرعية الفرنسي المختطف، هيرفي بيار غورديل، "عملا جبانا وجريمة بشعة"، مؤكدا مرة أخرى عزمها على مواصلة مكافحتها للإرهاب بكل أشكاله مع ضمان أمن وسلامة كل الرعايا الأجانب المتواجدين على ترابها، فيما جددت وزارة الدفاع الوطني، التأكيد على أن "عمليات مكافحة الإرهاب وتعقّب الإرهابيين تبقى متواصلة بكل عزم وإصرار حتى القضاء النهائي عليهم وتطهير كامل التراب الوطني من دنسهم".
من جهته شدد رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، أول أمس، خلال الجلسة العلنية المخصصة للرد على الأسئلة الشفوية على أن جريمة اغتيال الرعية الفرنسي هيرفي غورديل، لن تؤثر على توجه الجزائر والدول المحبة للاستقرار في مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن اغتيال الرعية الفرنسي "لن يمر هكذا دون عقاب، لأن الدولة الجزائرية ستعمل على معاقبة المجرمين أينما وجدوا".
وبعد أن قدم التعازي لعائلة الضحية، معربا عن أسف الجزائر العميق لهذه الجريمة التي تعرض لها ضيف الجزائر، دعا السيد بن صالح، الجميع إلى التجند للوقوف ضد تكرار مثل هذه العمليات الدنيئة"، مؤكدا بأن الاستقرار والأمن "قضية الجميع وليس قوات الأمن والجيش فقط".
وخلال نفس الجلسة، أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية، الطيب بلعيز، إصرار الحكومة الجزائرية على مواصلة مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره لاقتلاع جذوره دون هوادة، وأشار إلى أن هذه الجريمة "البشعة" تزيد الجزائر "عزيمة وإرادة من أجل سحق هذه الجماعة الإرهابية المتوحشة"، مذكرا بأن الحكومة الجزائرية لم تدّخر منذ اللحظات الأولى لعملية اختطاف الرعية الفرنسي أي جهد، حيث جندت ما يجب تجنيده لذلك.
كما ذكر السيد بلعيز، بجهود الجزائر في مكافحة الإرهاب منذ سنوات التسعينيات، مؤكدا بأن الشعب الجزائري هو "أكثر الشعوب التي تعرف وتقدر شناعة وبشاعة وهمجية الإرهاب الذي انكوت به بلادنا آنذاك". وذكر في نفس السياق بالموقف الجزائري آنذاك ومقولتها بأن "الإرهاب لا دين له ولا ملّة ولا لون له، وبأنه لن يبقى في الجزائر بل سيتعدى الحدود ويعم كل العالم"، مشيرا إلى أن هذه المقولة أثبتت التجربة حقيقتها.
واغتنم الوزير الفرصة ليجدد دعوة الجزائر لكافة دول العالم إلى ضرورة "تكاثف الجهود وتآزرها لمكافحة الإرهاب، الذي يعتبر جريمة عالمية لا ينأى عنها أي مجتمع مهما كانت قوته وأينما وجد".
ولم يفوت وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، من جانبه فرصة مداخلته أمام مجلس الأمن الأممي، أول أمس، لتجديد إدانة الجزائر الشديدة للعمل الدنيء الذي اقترفته المجموعة الإرهابية في حق الرعية الفرنسي هيرفي غورديل، مؤكدا بأن الجزائر لن تدّخر أي جهد لإيجاد المجرمين وتقديمهم للعدالة.
كما عرض لعمامرة، بالمناسبة نظرة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الداعية إلى استراتيجية متعددة الأبعاد على المدى البعيد من أجل القضاء على الإرهاب، مبرزا الدور الريادي للجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، وحرصها على تبنّي تصور شامل ضد هذه الآفة التي لا تعترف بحدود ولا بدين ولا بجنسية.
ولم تقتصر ردود الفعل المستنكرة للعمل الإجرامي الدنيء الذي اقترفته المجموعة الإرهابية التي تطلق على نفسها "جند الخلافة"، وتزعم موالتها للتنظيم المعروف بـ"داعش" في حق الرهينة الفرنسي الذي تم اختطافه بمنطقة القبائل على الجهات الرسمية، بل تعدى ذلك إلى مختلف الفعاليات السياسية وكذا المواطنين، حيث نظم موطنون من سكان ولاية تيزي وزو، تجمعا أمام مقر جامعة تيزي وزو للتنديد باغتيال الرهينة الفرنسي هيرفي غورديل، واصفين هذا العمل الشنيع بـ"الاغتيال الجبان الذي ارتكبه إرهابيون دمويون".
كما أدانت تشكيلات سياسية كحركة الإصلاح الوطني وجبهة المستقبل بشدة هذه الجريمة البشعة، مبرزة بأنه "لا يمكن لمرتكبيها مهما كانوا التستر برداء الدين الإسلامي الحنيف، ولا يمكنهم تحقيق أي هدف سوى تقديم صورة بائسة عن الإسلام، ولبنة جديدة في مشروع تشويهه"،
واعتبرت لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال من جهتها، اختطاف ثم قتل الرعية الفرنسي، بيار هيرفي غورديل، من طرف جماعة إرهابية "عملية استفزازية لا تمت بصلة لتقاليد وثقافة الجزائر ولا للدين الإسلامي"، ونددت بشدة بهذا العمل الإرهابي "المرتكب من طرف مجموعة "داعش" المزعومة"، مؤكدة أنها مجرد "عملية استفزازية لمحاولة إقناع الرأي العام بوجود هذا التنظيم على التراب الوطني".
وعلى الصعيد الدولي، شكل إعدام الرهينة موضوع إدانة شاملة في الوسط السياسي والإعلامي الفرنسي، ونظمت الجالية المسلمة بفرنسا مساء أمس، تجمعا دعا إليه أئمة المساجد للتعبير عن استنكارهم للجريمة البشعة التي راح ضحيتها الرهينة الفرنسي هيرفي غورديل، وتأكيد رفضهم لمثل هذه الأعمال الدنيئة التي لا تمت للإسلام بصلة، وكذا استياءهم لتعرضهم لضغوط من طرف سياسيين ومثقفين من مناهضي الإسلام.
وأدان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، عملية اغتيال الرعية الفرنسي غورديل، ووصف في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الاغتيال بـ"عملية القتل الوحشية والجبانة"، مؤكدا بأن بلاده لن تتعرض للابتزاز، وأن مشاركتها في الضربات الجوية التي تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق مستمرة. فيما عبّر الاتحاد الأوروبي في بيان صادر عن مكتب الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية، كاثرين أشتون، عن إدانته الشديدة لمقتل الرهينة الفرنسي في الجزائر، واعتبر عملية الاغتيال "عملا بربريا ووصمة عار وانتهاكا لكافة القيم الإنسانية المعترف بها"، مجددا عزم الاتحاد الأوروبي" أكثر من أي وقت مضى على دعم الجهود الدولية الرامية إلى محاربة هذه الجماعات الإرهابية التي تشكل خطرا على الاستقرار الإقليمي والعالمي".
كما ندد الرئيس الأمريكي باراك اوباما، بمقتل الرهينة الفرنسي بالجزائر، ودعا دول العالم إلى الوحدة من أجل مواجهة التنظيم الإرهابي المعروف بـ"الدولة الاسلامية" وتدميره، معتبرا في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن "اللغة الوحيدة التي يفهمها القتلة مثل هؤلاء هي لغة القوة".